يعلم مجتمعنا انه لكل فرد الحق في الحصول على تعليم مناسب له وبما يتماشى مع قدراته العقلية والجسمية، وفي بيئة تتلائم مع الاحتياجات التعليمية لكل فرد؛ حيث تختلف قدرة االطالب على التعلم إذا كانت به إعاقة معينة تجعل طريقة تدريسه تحتاج إلى تهيئة خاصة، وإمكانات وتجهيزات مناسبة، لذلك نجد أنَّ الفهم الجيد لهذه الإعاقات يجعل المسؤولين يضعون من المناهج ما يناسبهم ويناسب قدراتهم العقلية والجسمية.
وتلعب المناهج في الفترة الأخيرة دوراً مهماً في العملية التعليمية، بل يمكن اعتبارها العمود الفقري للتربية، فالمنهج يعد أحد الميادين الهامة التي يمكن تناوله من زوايا متعددة ومنطلقات مُتباينة وجوانب كثيرة، حيث أنَّه يسهم في إصلاح ورقي الأمم إذا توفرت الظروف المناسبة ليعمل على تأدية دوره المطلوب منه، ولا يعتبر مجرد جمع للمعارف التي تنقصها الترابط والتواصل.
وإذا نظرنا إلى عملية بناء منهج مناسب للاحتياجات الخاصة، فإن ذلك يتم عن طريق تكوين لجان متخصصة تقوم بعمل المنهج، معتمدة على اختيار أهداف عامة وخاصة للتدريس، واختيار المادة المنهجية المناسبة، ثم اختيار طرق التدريس، ووسائل التقويم، وأخيراً إعداد مقررات دراسية رسمية ثم تجربتها قبل تطبيقها
ويشتمل منهج ذوي الاحتياجات الخاصة على أربعة عناصر رئيسية متكاملة وهي: الأهداف، والمحتوى، وأنشطة وأساليب التعليم والتعلم، وأساليب التقويم وأدواته، والترابط بين هذه العناصر يسمح لها بأن تؤثر في بعضها البعض، ويوضح ذلك أننا نجد المنهج التعليمي الحديث عبارة عن نظام متكامل تتفاعل عناصره مع بعضها البعض لتحقيق أهدافه.
وعند تصميم منهج لذوي الاحتياجات الخاصة فإننا يجب أنَّ نراعي الطريقة التي تُنظم به مكوناته حتى تسهل عملية التعلم ويتم مساعدة المدارس على وضع جداول يومية وأسبوعية مناسبة، ويجب أن يتضمن المخطط التصميمي للمنهج النظر في طبيعة كل مكون من المكونات، كذلك الطريقة التي يتم به جمع هذه المكونات معاً في منهج واحد.
ونجد أنَّ مناهج التربية الخاصة تختلف عن المناهج العامة الأخرى حيث ان المناهج العادية تعتمد وتركز على عملية النقل، بينما تركز مناهج التربية الخاصة على التركيز على المتعلم وحاجاته، كما تقوم هذه المناهج على اهتمامات الطلاب ورغباتهم.
ومن المعلوم أن لكل إعاقة منهج مستقل خاص بها يناسب احتياجات الطلاب فمثلاً منهج الطلاب ذوي الإعاقة السمعية يختلف عن منهج الطلاب ذوي الإعاقة البصرية، وكذلك بالنسبة للإعاقات الأخرى.
ونجد أنَّ الاتجاهات الحديثة في مناهج التربية الخاصة يتم تصميمها إلى نوعين، النوع الأول التصميم المتمركز حول المتعلم، والذي يعتمد على منهج التعلم الذاتي أو ما يسمى تفريد التعليم، والتصميم الثاني المتمركز حول المجتمع ومشكلاته، وينطوي هذا النوع على المنهج المحوري، ومنهج الوحدات.
وأخيراً فإن الطريق طويل لتحسين عملية التعلم بالنسبة لذوي الاحتياجات الخاصة واختيار ما يناسبهم من مناهج تساعد على تسهيل عملية تعلمهم، والوصول إلى الأهداف المرجوه من عملية التعلم..
بقلم / غيداء بنت عبدالله عبدالعزيز الفنتوخ