تجد الرجل العاقل البالغ ذو الحسب والنسب يناشد الناس عبر وسائل التواصل الاجتماعي (يشحذهم) لِيُكمل بناء بيته !! أو ليواصل بعثة ابنه!! حتى وصل بهم البعض أن يحتال ويفعل الأفاعيل ليجمع مالاً بأي طريقة كانت ليسافر به للسياحة !!
إني سآئلكم بالله ماذا تَرَكُوا هؤلاء للأرملة والمطلقة وضعيف الحال ؟
تستغرب من أحدهم يصور نفسه وهو يتصدق على مسكين وقد ينشر ذلك، دون مبالاة بمشاعر هذا الضعيف !!
مثل هؤلاء ماجوابهم لقول النبي صلى الله عليه وسلم : "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ، - وذكر منهم - ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلمَ شمالُه ما تنفق يمينه "
ومن العجائب تجد الرجل العاقل الرزين يصور ضيوفه وهم يأكلون في بيته، متفاخراً بذلك وكأنهم جياع تفضل عليهم بإيوائهم وإطعامهم !!
متناسين أروع قصص الآباء والأجداد وأنهم كانوا يطفؤون السُرج عن الضيوف وقت العشاء ليأخذوا راحتهم في الأكل.!!
ومن المتضادات تجد صاحب البيت يُكرم ويُعطي وفِي مقدمة الصفوف في البذل والعطاء -وهذا شيئ يُشكر عليه- ولكنه يُحرم أهل بيته من أبسط الحقوق !!
فأيهما أولى معارفك أم رعيتك ؟
ومن العجائب الحديثة، تجد أحدهم يتبرع بآلاف أو بعشرات اللآلاف ليُذكر اسمه في المجالس والتواصل الإجتماعي ولا يتصدق ولو بريال واحد على عامل النظافة أو خادم المسجد .
لا ننكر قد يكون تبرعه ذلك لتشجيع غيره "والأعمال بالنيات" ولكن مانصيب صدقة السر التي بينه وبين ربه ؟
فوالله شئنا أم أبينا ماكان لله دام واتصل، وماكان لغيره انقطع وانفصل، فلا نغتر بحطام الدنيا الفانية، ولا يُصبح همنا فقط رضى الناس ولنتذكر :
"من أرضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس ، ومن أرضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس".
سعود الغليسي
التعليقات 4
4 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
الناقد
01/03/2017 في 11:07 م[3] رابط التعليق
شكراً بعدد حروفك وبقدر ابداعك وبحجم انتقائك لمواضيعك
(0)
(0)
بندر الحامد
01/03/2017 في 11:38 م[3] رابط التعليق
حنا بزمـن فيـه العلاقـات بحسـاب
للخافيـه ريـبـه وللواضـحـه رب
(0)
(0)
سعد الحطّاب
02/03/2017 في 12:09 ص[3] رابط التعليق
كل ما ذكرته واقع ومريء وما هو إلا نفاق وتبذير وإنكار للنعم مما يخلف علامات الاستفهام الكبيرة التي يستعصي حلها على وعي الإنسان ، ولكن تأكد أيها الصديق أن من يفعل لمثل هذه الظواهر السيئة غالبا ما يفقد صاحبها احترام الآخرين !!
أشكرك أخي سعود على الكتابة عن كل الظواهر السلبية في المجتمع.
(0)
(0)
مشعل حماد الرزني
02/03/2017 في 9:17 ص[3] رابط التعليق
تشكر على المقال الرائع .. يصور الواقع الذي نعيشه .
(0)
(0)