تفوق العرب بكل نحلهم وفصائلهم على أنفسهم وقدموا وجوههم الحقيقية بدون أقنعة وأصبح التنافس في ذروته نحو بلوغ صدارة المجتمعات السكانية في الكرة الأرضية للفوز بصولجان المجتمع الأكثر كراهية وحقدا وتخلفا فيما بينهم بين.
الأزمات التي حلت بالمنطقة العربية منذ بزوغ رياح الربيع العربي قبل سبع سنوات كشفت القناع على حقيقته وبينت معدن الأعراب الأشد كفرا ونفاقا ، هذه الأمة في هذه الحقبة كتبت السطر الحيوي في مسيرتها التي ارتضت التبعية والتشرذم أو حسب الحديث الشريف ارتضت بيع العينة وأذناب البقر لذا سلط الله عليها من لا يخافه ، هذا هو الواقع وهذه الحقيقة التي لا يمكن حجبها بغربال في عز وسائل التواصل الاجتماعي التي بروزت مساحة الكراهية والغل والتعصب بدون مكياج وبدون رتوش.
نلوم إيران التي اخترقت العواصم العربية وزرعت لها عملاء في العراق و سوريا ولبنان واليمن والبحرين وأخيرا في عاصمة خليجية على مشارف الإذعان، ونلوم الغرب الذي يسعى لتقسيم هذه الأمة التي تسير بدون هدى من الله ومن أظل ممن اتبع هواه بدون هدى من الله ، ونرمي بكل عيوبنا وكل سلبياتنا على أطراف خارجية قد يكون لها مصالح من تشرذمنا ، لكن هل اكتشفنا الخلل بداخلنا لكي نغير ما بأنفسنا ؟ وهل عرفنا إن عقلياتنا وتفاعلاتنا الكيميائية مرتعا لهذه الفيروسات ومستنقعا لكل ما هو بغيض؟ هل الخلل فينا أم في الأطراف التي تسعى لخلق هذه البيئة الفوضوية الخلاقة كما يزعمون؟
في الأزمة الأخيرة بين دول المقاطعة ودولة قطر تفنن الإعلام في سكب الزيت على النار ونثر الملح على نتوءات الجرح ، وكشفت هذه الأزمة درجة الانفلات والسوء التي يعيشها هذا الإعلام الذي يزيد هوة الخلاف اتساعا، ويدفع بالمنطقة العربية إلى المزيد من القتل والدمار والتهجير والضياع.
من المستفيد من حزمة الشتائم والتخوين والتشويه التي تعري أوضاعنا العربية؟ وماذا يستفيد المواطن العربي البسيط من كشف أسرار عائلية، أو نزوات شيطانية توغر الصدور وترفع درجة الجفاء؟ كيف استطعنا توفير كل هذه المساحات من الكراهية لبعضنا بعض؟ هل نشر هذه الكراهية وهذا الغسيل على حبال حياتنا اليومية سيخدم قضايانا ويعدل مساراتنا؟
التصنيف الاجتماعي العالمي يضع العرب في أخر قائمة القيمة الإنسانية، وفي صدارة القائمة المبغوضة والغير مرحب بها ، وقد يعتلون صدارة الإنتاج الفكري والعلمي والحضاري عند افتتاح أضخم مصنع للكراهية في العالم بفروعه في كل بلد عربي ما داموا غير قادرين على صناعة السلام والوئام وعندها سنغلق الجامعات ونعود للخيام ونقف كما وقف نيرون على مشارف مدننا المدمرة نبكي على نيران اشعلنها كما فعل نيرون في روما، ونقتات على خبز حاف خبزناه في تنور نار الحقد والبغضاء.
" يا أُمّةً ضَحكَتْ مِن جَهلِها الأُمَمُ".
مصانع لإنتاج الكراهية
(0)(0)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://alraynews.net/articles/6360056.htm