ما زالت مدينة أبها تتبختر بثوبها العسيري الأنيق وتتباها بلقبها العربي كعاصمة للسياحة العربية 2017 حتى وأن أنتهى الموسم السياحي الصيفي الحقيقي وحتى ببقايا تناتيف من وهج اللقب العربي، فالسياحة في أبها عسير تستمر كمشروع استراتيجي على مدار العام وسيشهد بقية عام 2017 الكثير من الفعاليات في تهامة عسير وشواطئ عسير .
اللافت أن مدينة أبها كدائرة ضوء تشع منها المواهب الفذة في مناحي الحياة توقفت عن فتح هذه الدوائر لمنح المواهب فرصة الظهور، ومن ثم الانطلاق نحو القمة بكل جدارة أو التواري ومن ثم منح مواهب أخرى الفرصة.... كانت مدينة أبها تضيء الطريق أمام المواهب الفذة وتكتشفهم وتمنحهم الدعم والاهتمام والمساحات الكافية لذا ظهر في العقود الماضية عدد من الشعراء المميزين والفنانين التشكيليين وعدد من النحاتين ومبدعي المنابر الثقافية ، ووصل بعضهم للعالمية، أما الأن فأصبحت بعض المواهب تحترق أمامنا دون أن تجد طريقها للبزوغ.
في مناسبة إحتفائية أسرية وصلة وتواصل بين الانساب أقامها أنساب الدكتور محمد بن صالح بن الثبيت بحضور عدد من الأعيان في مقدمتهم الشيخ أحمد بن معدي شيخ قبائل بني مالك عسير سرق الأضواء من تلك الليلة التكريمية والتوثيقية لصلة الرحم ثنائي شاب هما الشاعر عبد الرحمن الواهبي وشقيقه عامر الواهبي حيث لاحظت موهبتهما الفذة، وثقافتهما العالية، وثقتهما بأنفسهما، وبالتالي أصبح من حقهما منحهما مساحة من الضوء بالمشاركة في مناسبات ونشاطات ومهرجانات المنطقة فقد يثبتان وجودهما وقد يكونا إضافة جميلة للمشهد الثقافي والسياحي ووسيلة جذب لجيلهما.
الشاعر الكبير عبد الله الشريف كان في بداياته بل في الظل وعندما حصل على الفرصة قبل خمس وثلاثون عاما تقريبا أثبت وجوده وموهبته وأصبح مجرد حضوره لأي مناسبة كاف للجذب والحضور الجماهيري، وهناك نماذج موهوبة غادرت أو توارت دون أن استغلاها بما يخدم سياحة أبها ومهرجاناتها مثل الشاعر الكبير سعد بن جذلان رحمه الله الذي لو تم استغلاله لساهم في نجاح الكثير من المناسبات التي ماتت فكرتها في دهاليز البيروقراطية، وفقدت وهجها، بل عانت من الإفلاس الجماهيري لأن الأسماء الجاذبة غير موجودة أو لم تتاح لها الفرصة.
في صيف هذا العام وعلى هامش احتفالات مدينة المدائن " أبها" بلقبها العربي أقيمت أمسيات شعرية على مسرح جامعة الملك خالد، فكانت الأسماء المشاركة وسيلة جذب سياحي فاق الوصف، وكان الحضور يملأ المسرح والتنافس بين الشعراء المبدعين ومن ضمنهم الشاعر الرائع فهد الشهراني مثير للدهشة، وبالتالي نحن بحاجة لفتح النوافذ والابواب لكل المواهب القادمة لصناعة النجوم، والاستفادة منهم في الجذب الثقافي السياحي، والدفع بهم لساحات أكثر توهجا وأكثر لمعانا.
همسه
• أمنحو الثنائي عبد الرحمن وعامر الواهبي الفرصة ووسعوا دائرة الضوء الإبداعية بعيدا عن الأنانية والتكرار لأسماء شبه منتهية.
• كنت أتمنى لو منح محمد بن سعود المتحمي ليلة تكريمه للشاعر الكبير علي بن حمري فرصة حضور هذا الثنائي لتكون نقطة بداية انطلاقهما من بيت أبو نقطة.