ذهبتُ انا وأصدقائي إلى احد المسابح المكشوفة ، نزل أصدقائي الى الماء قبل نزولي إليها، بعد ان تجهزتُ للسباحة نظرتُ اليهم وإذ بالقفقفة تزداد شيئاً بعد شيء، أنزلت يدي في الماء كي أتحسسها وإذ بأصابعي تتراقص مع بعضها البعض .. ما الحل ؟ إما أن أتراجع وأتموا بأي تمرين آخر أو أن أسبح في الماء البارد .. بقيتُ على هذه الحالة ما يقارب العشر دقائق .. أنزل ، لا أنزل ؟؟ وفِي آخر المطاف نزلتُ إليها وإذ بالأمر أسهل مما تخيلته بكثير ! بعد بضع دقائق دخل أحد الشبّان إلى المسبح وحال لسانه يقول " يا للورطة " قلتُ له أنزل واستعن بالله .. الأمر سهر يسر .. سيفوتك الوقت ! والشاب في تأمل وحيرة .. بعد ربع ساعة من وقوفه جامداً ، نزل ولله الحمد .. المدرب بأعلى صوته : بعد عشر دقائق سيغلق المسبح .. اعتقد أن الشاب قال " ياليتني لم أتأخر".
" أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي " ولكن أن تأتي مبكراً خير من أن تتأخر ! يقول ( ديل كارنيجي ) " نحن غالباً ما نواجه كوارث الحياة في شجاعة ، ثم ندع التوافه تغلبنا " وعلق الدكتور خالد المنيف ". وعلاج هذا صقل العقل وتدريبه على فهم حقيقة الحياة وطباع البشر ، بنظرة رحبة ملؤها حبٌ وحسنُ ظنٍّ ".
إذا كشف الزمان لك القناعَ ... ومدّ إليك صرف الدّهر باعَ ... فلا تخشى المنيّة والتقيها ... ودافع ما استطعت لها دفاعَ " عنترة بن شداد .
“ I can do it “ هو المعنى الثاني من معاني الحياة الراقية ، فبعد كتابتنا أهدافنا الواقعية ، فمن المؤكد أننا نستطيع فعلها ، نستطيع أن نقدم الكثير لمن حولنا ولو بابتسامة ، صدقة ، كلمة إيجابية ، دعم معنوي ، او دعم مادي ، نستطيع فعل الكثير ، نستطيع أن نكون تجّاراً ماهرين ، أو أطباء مخلصين ، أو مهندسون مبدعون - وهذا هو هدفي بإذن الله - نستطيع أن نكون أرقاماً صعبة ، إذا أردنا ذلك ، أنت لها - يا حبيب القلب - لأنك شخص تحب الرقي بنفسك وبمن حولك .. يقول رائد الإيجابية في القرن العشرين ( نورمان فينيست ) " إن الإقدام على الفعل وسيلة رائعة لاستعادة الثقة ، أما الجمود فليس نتيجته الخوف وحسب ، بل سبباً له " ويقول الفيلسوف اليوناني ( سقراط ) " كي تحرّك العالم ، ينبغي أن نحرك أنفسنا أولاً " الله سبحانه يقول في أعظم كتاب على وجه الأرض في سورة الإسراء " ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا " وكما قال معلم البشرية صاحب الرسالة الذي أدى الأمانة ونصح الأمة - صلى الله عليه وسلم - وهو ينصح أحد الصحابة بعدما رَآه جالساً في المسجد في غير وقت صلاة " قل إذا أصبت وإذا أمسيت ، اللهم إني أعوذ بكل من الهم والحزن ومن العجز والكسل ... " أبو داوود . وقال عمر رضي الله عنه عندما رآى رجلاً يقرأ القران في النهار " إنما نزل هذا القران لتعمل به ، افاتحذت قراءته عملاً ؟ "
صرير قلم : امسح غبار كتابك .. لأنك تستطيع !