عليك بإخوان الصدق فعش في أكنافهم فإنهم زينة في الرخاء وعدة في البلاء ما اصدقها من من كلمات بسيطة ومُعبرة ،محملة بالصدق والشفافية والحكمة من الخليفة الصادق عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عن الصداقة الحقة.
كلنا لدينا اصدقاء ، فهناك من لديه صديق واحد أو اثنان وهناك من لديه عدة اصدقاء ، ولكن هل الصداقة بالعدد ؟ هل الصداقة بإمضاء الوقت والاستمتاع ؟ طبعا لا ؛ الصداقة رابط اسمى من المصلحة ؛ لأن الصداقة لا تحدث من أجل الاستمتاع فقط ورمي الهموم أو الاستخفاف بالاحداث .
الصداقة رابط جلل وقويم فالكثير منّا يجهله ، بمعنى أن الصداقة بئر ،بحر ،وحنان ، وقوة ، وترابط، واندماج ...
أي أن الصديق ربما يكون أخ أو شخص من عائلتك او خارجها تستطيع أن تتكل عليه وان تحفظ سرك عنده فيحفظها وتفشي له همومك فينصحك ويقومك لما هو الأصح وان يكون بجانبك بفرحك وحزنك وسقمك ومللك .. ويسامحك عند خطأك وعندما تتعرض لمشكلة ما يساندك ويساعدك فيكون هو مصدر قوتك وأن تكونا على مستوىً عالٍ ومتشابه إلى حدٍ ما من التفكير والطباع والسلوك ؛ لأن الصاحب ساحب ، لذا على المرء أن يحافظ على الصديق الصدوق ؛ لأن أيّ مجتمع حينما يريدون أن يعرف اخلاق المرء يُعرف من خلال صاحبه .
الصّديق الحقيقيّ هو الذي يقبل عذرك و يسامحك إذا أخطأت، ويسدّ مسدّك في غيابك .
الأقوال في الصداقة كثيرة وهذا يدل على أهمية اختيار الصديق الصدوق ليكونا قلبا واحداً ،واعظم ذلك يقول سبحانه وتعالى ( الأَخِلاَّء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ )، وفي أبيات شعرية اشتُهرت في وصف الصديق الصدوق " فلا خير في ودٍّ يجيء تكلّفاً ولا خير في خلٍّ يخون خليله ويلقاه من بعد المودّة بالجفا وينكر عيشاً قد تقادم عهده ويظهر سرّاً كان بالأمس قد خفا سلامٌ على الدّنيا إذا لم يكن بها صديقٌ صدوقٌ صادق الوعد منصفاً .
لو أردنا التحدث عن الصديق الصدوق فلن نستطيع؛ لانه جوهرة ثمينة ان وُجدت فقد ملكتَ الدنيا وإن أضعتها فقد أضعتها وكأنك انتزعت قلبك .