لا ينطبق هذا التعبير المجازي إلا على من قارب حدود الكمال البشري حسب معاييرنا نحن البشر في الحب والإخلاص والعمل والجد والإجتهاد والتضحية والإهتمام وعظمة الروح وسمو الخلق .
وكل ماذكر آنفاً ستجده حتماً في كل الأطباء وشهادتي مجروحة كوني أحدهم ولكن إذا أردت أن تكون منصفاً فأنصف من حولك أولاً وذلك من وجهة نظري.
إن الأطباء لمن لايعرف عنهم الكثير يضحون بكل ملذات الحياة في سبيل تطوير أنفسهم وذلك لينعم المريض بصحة جيدة ورعاية فائقة بعيداً عما يعكر صفوه من مشاكل صحية ونفسية وإجتماعية وحينما تقرأ أو تستمع لقصص الأطباء البارعين ستجد أن حياتهم مليئة بالتجارب والنجاحات والتضحية وقد يعتريها الفشل أحياناً ولكنهم لا محالة ناجحون مادام يلوح في أفقهم هدف واضح يصاحبه الإخلاص وإستشعار المسؤلية والجد والإجتهاد .
الأطباء يدركون جيداً أهمية دورهم في مجتماعاتهم مجنِّدين أنفسهم وقدراتهم في خدمتها وصناعة التغيير في أقطابها وكل ذلك على حساب أنفسهم وراحتهم والتمتع بما بين أيديهم من رغد العيش محاولين بذلك معرفة الأسرار العظيمة لجسم الإنسان تلك الآية الكبيرة والمخلوق العجيب .
وإنهم يرون بأن هدفهم الأسمى في هذه الصراعات التي يخوضونها مع الأمراض هو القضاء عليها بتاتاً ومساعدة المريض على العيش بصورة طبيعية وبصحة ممتازة لا يحتاج من خلالها إلى أي أحد وتوفير بيئة خالية من تلك الأمراض والأوبئة لجيل الغد.
لذا فالمجتمع من دون الأطباء سيعيش لا محالة حياة تعيسة لا تطاق ولن يستطيع أحدا العيش بشكل طبيعي بدونهم بعد الله .
ومن عاش الطب وعايشه ورأى حياة الأطباء المليئة بالمتاعب والعناء والمكابدة يدرك ذلك جيداً ويعي أن هذه الكلمات ولدت من روح المعاناة ونحن لازلنا في البدايات فكيف بمن أمضى عمره في ذلك العالم أعوام مديدة بلا شك أنه رجل نبيل مناضل نذر نفسه لهدف عظيم.
جال عنوان هذا المقال في خلدي وتذكرت تلك الأساطير الإنجليزية التي تقول بأن هنالك أرواح طيبة ترتدي البياض تساعد الأنقياء فقط وتنقذهم من الشر عموماً ولم أجد مايشبه خرافاتهم في الواقع الملموس إلا الأطباء ولكنهم يتميزون عن تلك الخرافات بأنهم قريب فعلاً ممن يحتاج إلى مساعدتهم ورعايتهم بلا إستثناء أوكلل وملل ولا فروقات لديهم فأياديهم ممدودة للجميع.