خلف ذلك المقعد تنتظر تلك التلميذة وذلك التلميذ ماذا تحمل ورقة ذلك الامتحان من خبايا ، وعلى ذلك الرصيف ينتظر ذلك المحتاج بلهفة الأشواق من يقدم له العون وعلى ذلك السرير الأبيض ينتظر ذلك المريض بحرارة الانتظار لكي يحصل على نتيجة تزف له فيها خروجه من المشفى أو شفاؤه من مرض ما ..
أنتظار وأنتظار وخلف حكايات الأنتظار حديث طويل أن بدأ فيه فلن يكون له نهاية .. لأن حكاية الأنتظار كثيرة ربما تكون نهاية لحظات الأنتظار ملاك السعادة والسرور وربما تكون تلك اللحظات يتبعها حقن من الألم والمواجع التي قد تنتهي مع الأيام.
قاتلة هي لحظات الأنتظار تمر علينا وتقيم رحلتها في مطار حياتنا ربما ايام وربما ساعات وربما سنوات ونحن على نوافذ الأيام مازالنا نرقب أطلالة تلك اللحظات حتى نحلق في سمائها أو نختبىء في ظلامها فكل منا يضبط منبه لحظات أنتظاره فأما يستيقظ على منبه يسعده أو منبه يؤلمه. .
هكذا هي لحظات الأنتظار صفحات خطت بأنامل الأيام وبحروف الترقب لتلك الصفحات من الأنتظار .
فربما نمزق صفحة ألمتنا بعد ذلك الأنتظار وربما نصفق بحرارة لصفحة كانت منحة بعد تفكيرا أستدام فترة في نتائج ووثائق أجتياز ختم عليها بختم السعادة ونثر في دربها الفرح ..
أنا وانتم بشر تمرنا علينا رياح تلك اللحظات القاتلة وربما تميتنا في اليوم عدة مرات ولكن نظل نصافح تلك اللحظات مهما كانت نتيجتها لأننا نؤمن بكل كتاب مكتوب في القدر .
همسي وحرفي يقولان نعم قاتلة تلك اللحظات؟ وأنا أقول يظل التفاؤل سيد بعض اللحظات في حياتنا.
منى الزيدي
كاتبة سعودية