صمت المحاجر هو احتباس الدموع ..
حين يكون الألم أعمق من القدرة على استنطاق العيون..
ويبقى البكاء صوته المتهدّج..
فالصمت هنا عزّة وكرامة وليس قسوة وكبرياء..
والدموع بوح من نوع آخر ..
بوحٌ لا يكذب!
لن تستطيع أن تلجمه أو تكبته !
بوحٌ يترجم حجم الألم ويعبر عن مقدار الحزن ويتحدث عن عمق الوجع وحرقة الفقد..
هناك من يصف دموع الأنثى بدموع الأفاعي قد يكون المسمى قاسيًا لكنه بالفعل يوجد أناث بجلود أفاعي ..
ينزعن تلك الجلود ويرتدين أخرى بدم بارد وأرواح شريرة ..
فالأفعى تلك المخلوق غير العاقل وغير المدرك لما يفعله جبلت على ذلك من خالقها!
لكن الأنثى خلقت مختلفة ؛تملك قلبًا وعقلًا وروحًا ومشاعر وأحاسيس ومع ذلك أحياناً بدوافع الغيرة والبغض والكره تتجرد منها لتصبح أفعى سامه..
وهناك من وصف دموع الأنثى بدموع التماسيح لربما التماسيح تلتهم فريستها ثم تنثر دموعها متأسفة عليها بعد فوات الأوان..
وهناك من وصف الأنثى بلفظ عقرب الرمل ولعله أراد بهذا الوصف أنها تلدغ وتعود لتندس بين الرمال وكأنّ شيئاً لم يكن..
كل تلك التشبيهات تجردت من معاني الإنسانية..
والأنثى التي ترى أنه يجب عليها أن تكون شبيهة للأفعى أو التمساح أو العقرب..
لتتذاكى بخبثها ودهائها ومكرها هي في الحقيقة لم تعرف فضل الله عليها حين خلقها مختلفة وفضلها على كثير من خلقه تفضيلا..
أتعجب من غيرة النساء من بعضهن لابد أن تفهم الأنثى حدود العلاقة القائمة بينها وبين أي أنثى أخرى على وجه الأرض سواءً كانت أماً أو أختاً أو زوجةً أو بنتاً حين خلقك الله جعل لك حدودًا مع محارمك الرجال وكلفهم تجاهك بحقوق وواجبات ..
لماذا تحاولين أخذ ما ليس بحق لك ؟
الأم لها حق والأخت لها حق و الزوجة والبنت كلهنّ لهنّ حقوق..
اعتادي على العطاء مقابل الأخذ تعودي أن تكوني أنثى تملك القلوب وتجمع الشمل ولاتسعى للفرقة..
تعلمي أن تكوني معينة لزوجك وأبنائك وأخوتك وبناتك على البر والإحسان حباً ووداً ..
ولا تكوني تلك الأنثى التي خالفت الفطرة التي جبلت عليها لتلعب أدوار الشر وتتقمص دور البطولة البائسة والمجردة من المشاعر..
وتذكري أن الله عدل في خكمه يقول سبحانه وتعالى:
{وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ } [الأنبياء 47] .
كوني الأنثى اللطيفة ذات المشاعر والأحاسيس والعواطف كما خلقك الله ولاتتقمصي أدوار الشر رغبة في الانتقام أو لدواعي الكراهية والغيرة أو بدوافع الحسد والحقد..
أنت خلقتِ إنسانة من الإنسانية ولست شيطانًا في روح إنسانة..
تحرري من قيود الانتقام وسيطرة الأهواء ووساوس الشيطان لترتاحي في الدنيا والآخرة..
الجنة غالية الثمن لاتضيعيها بنار الحسد والحقد والكراهية والكيد..
قبل الوداع :
أعظم امرأة هي التي تعلمنا كيف نحب، ونحن نكره، وكيف نضحك، ونحن نبكي، وكيف نصبر، ونحن نتعذب.
بقلم / فاطمة الجباري
التعليقات 10
10 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
الحازمي
11/06/2019 في 6:20 م[3] رابط التعليق
كوني الانثى اللطيفة ذات المشاعر والاحاسيس والعواطف كما خلقك الله.. ولاتجعلي نار الغيرة والحسد والكراهية تدفعك لتتجردي من عاطفة الأنثى النبيلة ..
أنت خلقتي إنسانة من الإنسانية ولست شيطان في روح إنسانة
انا شهادتي فيك قد تكون مجروحة..اقرأ لك واتابع كثيرا ..انصفت المرأة هذا اكيد
انتن الحياة..البيوت بدونكن لا حياة فيها…انتن الحياة..
انتن نصف المجتمع وانتنزمن يربي النصف الآخر..
دمت مبدعة دمت قامة عالية..
(0)
(0)
البتول المغربي
12/06/2019 في 5:07 ص[3] رابط التعليق
الأنثى هي نصف المجتمع ، ومن جهة أخرى هي المجتمع بكامله . الأنثى مخلوق رائع جميل جدًا … خلقهم الله ليضيئوا حياة من حولهم بعطائهم وصبرهم وسعادتهم وفرحتهم . الأنثى هي أنا وأمي وأخواتي ….. الله يحفظهم … سلمت أناملك الرائعة يا أ. فاطمة الجباري … عندما قرأته شعرت بمشاعر جميلة … خرج من قلب رائع صافي إلى أن دخل إلى قلوب ممتنه لك …
(0)
(0)
غادة السحيمي
12/06/2019 في 8:18 ص[3] رابط التعليق
الأنثى وطن
لمن إستوطنها وقدرها?…إنها زخات المطر أينما حلت أزهرت الأرض بها ..إنها سنبلة الحقل حينما تكثر حبوبها تنحني بالخير لمن حولها …ورغم تقمصها لبعض الإدوار التي لاتمت لها بصلة تبقى من أجمل مخلوقات الله في الكون …
(0)
(0)
غلاووي
13/06/2019 في 2:09 ص[3] رابط التعليق
استاذتي الرائعه فاطمه موضوعك رائع كالعادة فعلا هناك نفوس مريضه تجردت من انسانيتها وانساقت خلف شهواتها ونيتها السيئة فهناك من حاربت ام زوجها واخته من بدافع الخباثة والغيره ناسيه او متناسيه لفضلها وعلاقتهم الانسانية ببعض
(0)
(0)
ابتهاج جمال
13/06/2019 في 2:44 ص[3] رابط التعليق
احسنتي الطرح
(0)
(0)
الكاتبة حصة بنت عبدالعزيز
13/06/2019 في 5:05 ص[3] رابط التعليق
فكلّ أنثى امرأة ، وليس كل امرأة أنثى، أن قوّة الأنثى في عقلها وليست بقوّة سلاطة اللسان، وهناك فرق بين قوّة اللسان وإحساس الأنثى، وتكمن قوّة الأنثى بإحساسها المرهف، وعنفوانها الجميل إدراكها متى تستخدم قوّتها. إنّ سلاح القوّة هو العلم والحكمة، وسلاح الثقة بالنفس والاعتزاز والشموخ.
الأنثى هيّ امرأة بلا مقاييس، ليست ملكة جمال، فملكة جمال العالم قد تكون أجمل وأكمل جسد في العالم لكنّها ليست أنثى .
ومواصفات الجمال العالمية تقاس بالسنتمتر والبوصة والكيلو جرام .
يقول علماء الاجتماع :- إنّ كل هذا ينفع لبناء منزل أو صنع سيارة ولكنه لا ينفع لصناعة أنثى.
فالأنوثة .. لا تصنعها الملابس ولا مبتكرات التجميل.
الأنوثة هي _ موهبة أو سرّ يولد مع امرأة ما .
نعم : هي أعظم امرأة هي التي تعلمنا كيف نحب، ونحن نكره، وكيف نضحك، ونحن نبكي، وكيف نصبر، ونحن نتعذب.
رحمك الله أمي واسكنك الفردوس الأعلى من الجنة.نعم علمتنا
رائعة عزيزتي فاطمة في طرحك لله درك
(0)
(0)
عبدالسلام فريج
13/06/2019 في 10:36 ص[3] رابط التعليق
لطالما كانت هي ملهمة الشعراء وأم العلماء وابنة الأنبياء واخت النبلاء
مجتمع ذكوري سلبها الكينونة لتقع في فخ التبعية البغيضة
طوبى لمن عرف قدرها فانزلها المنزل الصحيح وطوبى لك وأنت تتنازلين متواضعة في هذا المقال الذي أرى أنه مال نحو التسامح
(0)
(0)
عمشاء عبدالله السهلي
13/06/2019 في 10:55 ص[3] رابط التعليق
كلام جميل وذوق رائع
?❤️❤️
(0)
(0)
الجوهره
15/06/2019 في 12:35 م[3] رابط التعليق
كلام جميل ما اعطم المراه
(0)
(0)
وداد الجباري
16/06/2019 في 4:59 م[3] رابط التعليق
هناك امرأة هي بعيني مبدعه وأم رائعه لعيالها واخت رحومه لأخواتها وإخوانها جمعة بين العلم والأخلاق والحب والعطاء والتسامح هي أنتي أبنت عمها رائعه بكل ماتعنيها الكلمه سلمة يداك بكل ما تكتبيه وتوصل للقلوب
(0)
(0)