سأل الطفل جدته ذات يوم : هل الكورونا أسوأ من استحلال فلسطين من قبل الإسرائيلين ؟
هل الكورونا أسوأ من براميل دمشق على رؤوس الساكنين ؟
أم هل الكورونا أسوأ من الإرهاب بإسم الدين ؟
" أجابته يا بُني : كنا في العالم الضحية ، والان تساوت البرية "
ما كنت أحدثه لصاحبي قبل أسابيع عن استحالة حدوثه من خلود الناس إلى النوم بعد العشاء مباشرة وخاصة في هذا القرن الذي اتصل ليله بنهاره وأصبحت بعض المدن لا تعرف ساعة سكون من ليل أو نهار .. الان صار حقيقة ، صار الواقع .. في زمن الكورونا انقلبت الطاولة .. كنا نحتار في اي قهوة نجلس وأي نوع من الحلى نأكل وعلى أي طاولة نجتمع .. صرنا نتمنى من أن نجتمع ولو مصادفة في الطريق .. كانت الطوابير تطرز الشوارع ، أمام صراف ، أمام سوق ، أمام كرسي .. كنا نرى هامات السيارات تقف أمام الإشارة الحمراء .. صارت الشوارع نظيفة من المارة .. صارت الأسواق بلا متسوقين .. صارت البيوت تحتضن الساكنين ..
كنا نُدفع إلى المسجد من قبل الوالدة لآداء الصلاة ، صارت المساجد خالية مقفلة وصارت السنتنا تردد " يا ليت "
كم من موظف اشتاق إلى روتين يومه بعد ان كان يتذمر كل يوم من هذا الروتين القاتل على حد زعمه ! في القرن 21 كانوا يتحدثون عن نسبة البطالة التي تنخفض وكل دولة تتفاخر بنسبتها القليلة .. صار الموظفون عالة على الشركات ( يبرد ) الشركة الأمريكية المهتمة بالدراجات الكهربائية تقيل 30 % من موظفيها بسب الاقتصاد في كورونا ..
في 2008 بُني المسجد المركزي في ( يسبورغ ) ومن ذلك الوقت ممنوع الأذان جهراً على المكبرات .. صارت الله أكبر ترتفع في أسبانيا وألمانيا وأم الكتاب في اسرائييل !
ربَّ ضارة نافعة وربَّ جائحة جامعة .. كان الإعلام يصور لنا بعض الدول على أنها قوية اقتصاديا أمنياً تعليمياً ، لكن ماذا عن النظام الصحي ؟ ففي يوم واحد يموت 368 شخص في ايطاليا ، كانوا قد تَعالَوا على الجبار جل جلاله ، والان يخرج رئيس وزراء ايطاليا ويقول " حلول الأرض انتهت ، والامر متروك للسماء " !
حكومات فرضوا حظر التجول على مواطنيها – مثل الخليج وغيره – وحكومات فرضوا حظر الحياة على مواطنيها – مثل سورية وغيرها – .
وكم من طالب اشتاق لكرسي دراسته ؟ كنا معشر الطلاب ونسبة غير قليلة منا لا يستخدمون مواقع الجامعات بكل خصائصها .. الان صرنا – وأنا أولهم – " مثقفين " في هذه المواقع من اول اسبوعين من جائحة كورونا .. سنوات لم تنفع واسبوعين ادت الواجب !
تفاصيل صغيرة مثل التسوق والسمرات والطلعات ولقاء الأحبة و السفريات ، في بعضها كنا لا نعطيها بالا .. لكن الان احسسنا بقيمتها .. تعديد النعم .. بحد ذاتها نعمة على أنفسنا
ولأن كان فعل ماضٍ ناقص على الإحاطة بجمال الماضي ولأن صار هي عبارة عن وقت وسيمضي .. احمي نفسك واحمي اهلك وخليك في البيت !
تولى أبو عبيدة بن الجراح حكم الشام ، فمات بالطاعون .. ثم تولى معاذ بن جبل الحكم ، ومات بالطاعون ، ثم تولاها عمرو بن العاص ، فخطب بالناس وقال : أيها الناس إن الطاعون مثل النار المشتعلة وأنتم وقودها ، فتفرقوا وتجبلوا ، حتى لا تجد النار من يشعلها فتنطفئ "
دمتم في صحة وعافية وستر .
عبدالحكيم ناعس
“فواصل شباب 21 ” كان وصار .. في زمن الكورونا ! “
(0)(3)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://alraynews.net/articles/6502363.htm
التعليقات 1
1 pings
Dr.yumna
28/04/2020 في 11:22 ص[3] رابط التعليق
الجميل المبكي في زمننا هذا أننا أدركنا نحن بنى البشر أن طبيعتنا جُبلت على أن لا نمتثل لشيء الا بالقوه .. الله سبحانه يقول منذ الأزل ( وجعلنا الليل لباسًا وجعلنا النهار معاشا ) ولكن الكثير منا كان ليله معاشا وضوضاء ونهاره نوم وكسل حتى جاء زمن الكرونا الذي أجبرنا ومع حظر التجول ان نستيقظ صباحا باكرا لقضاء حوائجنا .. اللهم اجرنا من هذا البلاء واحفظ بلادنا وبلاد المسلمين واخواننا في كل مكان واجعل عودة مساجدنا وأإمتنا الى المنابر قريبه يارب
(0)
(2)