سنة 2020 سجلت تراجع كبير في سوق العالم التجاي .. أكيد أن السبب هو كورونا .. هناك من تم الاستغناء عنهم وعن خدماتهم ، وهناك من سافروا إلى بلدانهم فتركوا أعمالهم بعدم استطاعتهم العودة .. وهناك من انتقلوا الى رحمة الله سبحانه ففارقوا أهلهم وجيرانهم وأسواقهم وتجاراتهم .. وهناك من أُقفلت محلاتهم بسبب عجزهم أن يقفوا صامدين أمام حال السوق وقُطعت قوافل التجارة .. فتوقف العالم التجاري لبرهة من الزمن !!
هذه المقدمة هي معروفة لنا الان .. لكنها ستكون في المستقبل شاهدة على هذا العصر وما حدث فيه ، أما بعد ..
حلم كل شاب وهدفه اأول بعد تخرجه من الجامعة هي الوظيفة .. الوظيفة التي تحولت عند أشخاص الى حلم .. والتي تحولت عند آخرين الى ملل وروتين قاتل كما يقولون .. نتخرج من الجامعة وأعيننا على سيارة جارنا وبيت ولد خالتنا وعلى منصب صديقنا .. نريد أن نتوظف وفي اليوم التالي نصبح بمثل تلك المناصب ونركب تلك السيارات الفارهة وكأننا نسينا أو تناسينا كيف بدؤوا !
ندخل في الوظيفة فنفجع بالواقع بمقارنة بسيطة :
- انتبه راتبك لا ينزل عن 13 ألف !
- لا توافق اذا ما اعطوك سكن أو بدل سكن لا يقل عن 30 ألف في السنة !
- لا يضحكوا عليك في الدوام .. 5 ساعات تكفي !
- أكيد رح تتوظف ادارة وليس عامل !
- اطلب منهم سيارة ، ولا يعطوك سيارة قديمة انتبه !
كل هذه الحسابات موجودة في العقل وكل الاصرار على تحقيقها بسبب قول فلان وتوصية فلان وتفكير علّان
فننفجع بالواقع من حيث الراتب وبدل السكن والمعيشة والسيارة والمنصب ووو.......الخ
نجلس في البيوت ونذم في الشركة الفلانية والمؤسسة العلّانية ( جميعهم على خطأ وأنا وفقط أنا هو الصح )
لنصبح بعد ذلك عالة على آبائنا وأوطاننا ومجتمعنا وديننا .. فقط لأنه لم يعط الميزة التي كان يريدها !
نعم ، توصلتُ إلى قناعة بأن بعض الوظائف هي عبارة عن نوع من أنواع العبودية .. ( افعل ، لا تفعل ، اذهب ، تعال ، قل ، لا تقل ، استأذن ، لا تجلس في مكتب المدير ، يتأخر الراتب شي طبيعي ، عقوبة بالخصم أو بالكلام أو يتجاوز الأمر في بعض المناطق إلى الضرب بسبب منصب أو جنسية أو حتى قوة )
فنصيحتي لمن يستطيع أن يبدا مشواره ، لا تنتظر هذه الوظائف المقيتة .. ولكن في نفس الوقت الوظيفة لها دور ايجابي وكبير من ناحية الخبرة ، التعامل ، المسؤولية ، التحدي ، الانجاز .. فهي – على الأغلب – مرحلة مهمة يمر فيها غالبية الناس في جميع البلدان وبما أنها مهمة وستمر علينا قررت مع فريق عمل ( ثلاثية فواصل ) خوض تجربة في إحدى المبادرات المجتمعية التي أقامتها فرع وزارة الموارد البشرية في منطقة عسير في أبها برعاية صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن طلال بن عبد العزيز بعنوان ( تمكين ) تؤهل الشباب لدخولهم إلى سوق العمل وأيضا في نفس موقع الفعالية ، اجتمعت أكثر من 28 شركة طرحت وظائفها للشباب والشابات .. فيأتي الشباب ويقدموا سيرهم الذاتية وخبراتهم .. الفكرة قوية وجميلة جدا وتسهل الكثير من العناء والبحث .. وايضا توفر لهم دورات في فن المقابلات وأساسيات سوق العمل والضمانات ..
يا أصحاب .. الحياة مليئة بالفرص والتحديات ولكن لا وجود في هذا الزمن لمن أراد العلا وهو جالس في منزله .. شهادات البكلوريس الان ليست كل شي إما ان تصعد في تخصص أو تكون صاحب تجارب وخبرات وأن تكون مؤهل من خلال الدورات فلديك الاطلاع الكامل على مجريات العمل ..
فالحياة ليست مؤهلة لأن تقف مرة أخرى ، توكل على الله يا صاحبي وابذل السبب
فالحياة ليست وردية !
ثلاثية فواصل 1 “عندك وظيفة ؟ “
(0)(1)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://alraynews.net/articles/6528941.htm