قبل بضعة أيام سمعت إحدى ألامهات تقول لطفلها ( بعد أن أنهكه البكاء من عدوى فيروسية ) : سوف نذهب إلى الطبيب لعله يعطينا مضاداً حيوياً، وكأن المضاد الحيوي حلوى تُعطى للأطفال وللكبار في أي وقتٍ يحلو لهم ! إن الإسراف في تناول المضادات الحيوية وسوء استخدامها وعدم الإلتزام بالوقت المحدد وأخذ الجرعه الكاملة حسب إرشادات الطبيب للمريض يؤدي إلى ظهور مشكلة عالمية تهدد البشرية ألا وهي البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، ولعل الكثير سوف يتساءل ماهي مقاومة المضادات الحيوية ؟
ولكن قبل أن نقوم بشرح معناها ينبغي في هذا الصدد التفرقة أولاً بين علاج العدوى الفيروسية وعلاج العدوى البكتيرية، إن الكائنات الحية الدقيقة تنقسم إلى بكتيريا فيروسات طفيليات فطريات وقد إحتار العلماء حول تصنيف الفيروسات وخلق جدلاً واسعاً، ولا نود أن نتشعب في هذا المقال كل ماعليكم معرفته أيها القُراء الكرام هو أن الفيروس عامل ممرض صغير لايمكن أن يُرى حتى بالمجهر الضوئي ، فلدى كل مسبب من مسببات المرض مضاداً حيوياً خاصاً بها، فحينما يتم الضغط على الطبيب ومطالبته بصرف مضاد حيوي بينما يكون المريض مصاب بعدوى فيروسية كالزكام والإنفلونزا وأغلب حالات إحتقان الحلق التي لاتستدعي إستخدام المضاد الحيوي سوف يحدث هنا مقاومة للمضادات الحيوية، تحدث مقاومة المضادات الحيوية عندما تطور البكتيريا قدرتها على هزيمة الأدوية المصممة لقتلها أو وقف نموها، فعندما تصبح البكتيريا مقاومة لاتستطيع المضادات الحيوية محاربتها وبالتالي تتكاثر هذة الكائنات العبقرية.
إذاً ما الذي يجب عليك فعله حينما تصاب بعدوى فيروسية أو نزلة برد ؟
- خذ قسطاً من الراحة وتناول الكثير من السوائل (ربما يستغرق المرض ثلاثة أو أربعة أيام وينتهي الأمر دون الحاجة لمضاد فيروسي).
- إذا زادت فترة المرض عن إسبوعين أو زادت حدة المرض يجب التوجه للطبيب فوراً .
إن الطبيعة لاتقبل الفراغ فحينما تُسيء إستخدام المضاد الحيوي لن يستهدف فحسب البكتيريا المسببة للمرض بل يستهدف أيضاً البكتيريا النافعة مما يؤدي إلى ظهور العدوى الإنتهازية مثل الفطريات، أيضاً إستخدام عدة أنواع من المضادات الحيوية أو صرف الطبيب للمريض عن طريق الخطاء لمضاد حيوي ذو فعالية عالية يؤدي إلى ظهور المقاومة المتعددة للأدوية
( Multi-Drug-Resistance ) وتعني مقاومة العضيات الدقيقة لأنواع متعددة من المضادات الحيوية.
وفقاً لـCDC كل عام في الولايات المتحدة يصاب مالايقل عن مليوني شخص بالبكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، ويموت مالايقل عن 23000 شخص نتيجة ذلك ، في السنوات القادمة من الممكن أن تسبب البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية الامراض التي كانت من الممكن في وقت سابق علاجها بسهولة بالمضادي الحيوي غير قابلة للعلاج ، أو تؤدي لأصابات خطيرة كالإعاقة أو حتى الموت وفقاً لما نشرته منظمة الصحة العالمية بإمكان الأفراد الوقاية والحد من انتشار مقاومة المضادات الحيوية بما يلي:
1- ألا يستعملوا المضادات الحيوية إلا بوصفة طبية من أحد المهنيين الصحيين المعتمدين.
2-ألا يطلبوا المضادات الحيوية أبداً إذا أخبرهم العاملون الصحيون المعنيون بهم أنها لا تلزمهم.
3-أن يحرصوا دوماً على اتباع نصائح العاملين الصحيين المعنيين بهم عند إستعمال المضادات الحيوية.
4-ألا يتشاركوا أبداً في المضادات الحيوية المتبقية أو في استعمالها.
5-أن يحرصوا على الوقاية من عدوى الالتهابات عن طريق الانتظام في غسل اليدين وإعداد الطعام الصحي .
6- أن يحرصوا على الوقاية من عدوى الالتهابات عن طريق الانتظام في غسل اليدين وإعداد الطعام الصحي وتجنب مخالطة المرضى مخالطة حميمة على نحو آمن والمواظبة على تحديث ما يأخذونه من لقاحات.
وفي الختام تذكروا بأن الوقاية خيرٌ من العلاج، وأنه من واجبنا المحافظة على هدية الله الصحة التي أعطاها لنا بفضلة وكرمه وأسأل الله لي ولكم دوام العافية.
بقلم✍🏻 ذكرى سعد مجول العتيبي