بدأت نتائج نظام “ساهر” المروري تظهر على أرض الواقع محققة نقلة مهمة على خارطة العمل المروري وذلك في الحد من أخطر مسببات الحوادث المرورية والمتمثل في السرعة وإيقاف نزيف الأرواح البريئة والممتلكات التي راحت ضحية تلك الآفة الخطيرة.
وبعد ما يقارب الشهر من تطبيق نظام “ساهر” المروري في العاصمة الرياض أوضحت الإحصائيات أن هناك انخفاضا كبيراً في أعداد الحوادث المرورية كما أن وفيات تلك الحوادث سجلت تراجعاً كبيراً في أعقاب تطبيق النظام لضبط وإدارة الحركة المرورية آلياً.
وبين العقيد عبدالرحمن بن عبدالله المقبل مدير مرور منطقة الرياض مدير مشروع “ساهر” أن إحصائيات المتابعة اليومية الصادرة عن النظام أظهرت أن حوادث الوفيات المرورية في العاصمة الرياض قد انخفضت من 37 حالة إلى 20 حالة فيما انخفضت إصابات الحوادث المرورية من 249 إصابة على 110 إصابة وانخفضت أعداد الحوادث المرورية من 14094 حادثاً إلى 10385 حادثاً.
وعزا مدير مشروع ساهر ذلك الانخفاض إلى التحسن الملحوظ الذي طرأ على سلوكيات السائقين أثناء القيادة بعد تطبيق نظام “ساهر” كما أشارت إلى ذلك نتائج المتابعة الميدانية اليومية والرصد المباشر لحركة السير على شوارع العاصمة الرياض.
وقال العقيد المقبل إنه لوحظ أن هناك التزاماً نوعياً من السائقين لأنظمة وقواعد المرور خاصة فيما يتعلق بالسرعة والتي تمثل أحد أهم المسببات الرئيسية للحوادث المرورية الخطرة.
وأشاد العقيد المقبل بتنامي الوعي المروري لدى أولياء الأمور في متابعتهم لأبنائهم ومكفوليهم من السائقين وغيرهم من الذين يستخدمون السيارات.
ويهدف”ساهر” النظام الذي أطلقته وزارة الداخلية مؤخراً في مدينة الرياض وسيتبعه تشغيل في عدد من المدن والمحافظات إلى مراقبة حية للحركة المرورية على الطرق الرئيسية من خلال شبكة كاميرات ثابتة ومتحركة تهدف إلى رصد المخالفة المرورية وضبطها آلياً دون أي تدخل بشري وإصدار المخالفات وإشعار المخالفين آليا عبر رسالة للجوال المسجل في مركز المعلومات الوطني..
حيث تأخذ المخالفة دورة سريعة إذ أنه عندما يتم رصدها آلياً يتم إرسال صورة لوحة المركبة المخالفة مباشرة إلى مركز معالجة المخالفات والذي تم تجهيزه بتقنية عالية الدقة، حيث يتم الحصول على معلومات المالك من قاعدة البيانات المسجلة في مركز المعلومات الوطني ومن ثم يتم إصدار المخالفة خلال فترة زمنية قصيرة وإشعار المالك بالمخالفة عبر رسالة على وسيلة الاتصال المحددة من قبل المالك وهو الأمر الذي يستوجب على مالكي المركبات تحديث بيانات الاتصال بهم من خلال إدارات المرور أو موقع وزارة الداخلية أو الشركات المشغلة لخدمة الاتصالات في المملكة، ويتم سداد المخالفة عن طريق نظام سداد لدى البنوك المحلية.
ويسعى نظام “ساهر” إلى تحسين مستوى السلامة المرورية. وتوظيف احدث التقنيات المتقدمة في مجال النقل الذكي لإيجاد بيئة مرورية آمنة ورفع كفاءة شبكة الطرق المتوفرة حاليا. وتدعيم الأمن العام باستخدام احدث أنظمة المراقبة. والعمل على تنفيذ أنظمة المرور بدقة واستمرارية.
وتم خلال الأيام الأولى من تشغيل النظام في مدينة الرياض إشعار ما نسبته 95% من المخالفين. فيما اتضح أن 5% من المخالفين الذين لم يتم إشعارهم كان بسبب نقص البيانات أو عدم توفر أرقام اتصال صحيحة لدى قاعدة البيانات المرورية في مركز المعلومات الوطني.
وحدد النظام تحديث بيانات مالكي المركبات الأفراد والشركات وفق آلية محددة لدى مركز المعلومات الوطني حيث تتضمن آلية تحديث البيانات للأفراد إحدى القنوات المخصصة والمتمثلة في إدارات المرور أو موقع وزارة الداخلية على الانترنت www.moi.gov.sa أو الشركات المشغلة لخدمة الاتصالات السعودية المحلية على الأرقام 888993 الاتصالات السعودية و623333 لشركة اتحاد الاتصالات و709422 لشركة زين حيث يتم إدخال رقم الهوية الوطنية وتاريخ انتهاء رخصة القيادة وسيتم التأكيد عبر رسائل جوال خلال 24 ساعة علماً بأن وزارة الداخلية تقدم الخدمات عبر نظام إشعار مجاناً.
وبالنسبة للنساء اللواتي يملكن مركبات يتم تحديث البيانات من خلال إدخال رقم الهوية الوطنية وتاريخ انتهاء رخصة السير (الاستمارة).
فيما تتولى الجهات المسؤولة عن شركات النقل البري وشركات النقل والشركات التي تزاول نشاط التأجير المنتهي بالتمليك وتتبع إدارياً وتنظيمياً وزارتي النقل والتجارة بحيث يتم تحديث البيانات عن طريق الربط المباشر مع قاعدة البيانات التابعة للمرور من خلال مركز المعلومات الوطني، وذلك حتى يتم إشعار تسجيل المخالفة المرورية أو الحادث لا سمح الله على القائد الفعلي.
تجدر الإشارة إلى أن النتائج الميدانية لمتابعة حركة السير على شوارع مدينة الرياض أظهرت أن هناك انخفاضا تدريجيا في معدل السرعة لعدد المركبات التي تمر بنقاط الرصد مقارنة بالسيارات التي يتم رصدها آلياً حيث سجلت انخفاضا تجاوز 19% .