خريجوا كليات المعلمين من دفعتي عامي 1427 و 1428 هـ باتوا مثاراً للشفقة – في ظاهرة وصفها مراقبون بالخطرة جداً من كافة النواحي على مستقبل شباب الوطن – جاءوا من كل منطقة وقرية ومحافظة بالمملكة ليعتصموا منذ صباح الأحد الماضي وحتى اليوم أمام مبنى وزارة التربية تحت لهيب الشمس الحارقة التي لا تحتمل ، مطالبين بتعيينهم أسوة بزملائهم ، ومتسائلين لماذا نعرض على ” القياس ” طالما أننا مؤهلون ولا يوجد لنا مجال سوى التعليم ! وطالما أن الوزارة قبلت من لم يجتز ” القياس ” من الدفعات الجديدة وقامت بتعيينه بحجة الاحتياج !! ، وفي المقابل يتساءل من يتابع الوضع من أماكن اعتصامهم أمام مبنى الوزارة في العاصمة الرياض لماذا يعامل أولئك الخريجون بهذا الأسلوب !؟
لقد بلغت حالة اعتصام أكثر من 400 من خريجي كليات المعلمين من دفعتي عامي 27 و28 أمام مبنى وزارة التربية والتعليم مساء الثلاثاء ذروتها في يومها الثالث على التوالي تحت وطأة درجات حرارة مرتفعة ,في مشهد يعد الأول من نوعه وسط تحذيرات أحد المتابعين من أن الوضع الراهن سيؤدي إلى انعكاسات نفسية سلبية ستطول الخريجين، فيما يشكل ذلك خرقاً لحقوق الإنسان بالمملكة – على حد قوله – ، مطالباً وزارة التربية بتدارك الوضع الحالي وتعيينهم بشكل عاجل .
وذكر الخريج مغرم الغامدي المتحدث باسم الخريجين من دفعتي عامي 1427 و 1428 هـ أن عدداً من أخصائيي التغذية توافدوا مساء أمس وأول من أمس إلى الخريجين في أماكن تجمعهم على أرصفة مبنى وزارة التربية للاطمئنان عليهم والوقوف على حالتهم النفسية والعضوية، ومحاولة ثنيهم عن الإضراب عن الأكل والشرب، مشيراً إلى أن عدداً من المواطنين طالبوا الخريجين المتجمعين أمام مبنى الوزارة بالتوجه معهم إلى منازلهم لإيوائهم من حرارة الشمس ، وتقديم الوجبات لهم ، لافتاً إلى أن البعض الآخر من المواطنين قاموا بجلب الأطعمة والمشروبات إليهم في أماكن اعتصامهم على الأرصفة .
وكان خريجو كليات المعلمين من دفعتي عامي 27 و28 قد بدأوا في الاعتصام أمام مبنى وزارة التربية صباح الأحد الماضي – وسط سقوط بعضهم جراء ضربات الشمس التي لحقت بهم – مطالبين بتنفيذ الأمر السامي الكريم الذي صدر مطلع عام 1430 هـ القاضي بتعيينهم وإلحاقهم بركب الوظائف أسوة بزملائهم ، مؤكدين أن وزارة التربية تعد مرجعهم في التوظيف والمسئولة عنهم في ذلك معللين ذلك بأنه لا مجال لهم سوى الانخراط في سلك التدريس الذي ابتعدوا عنه متجهين لبطالة بلغت عامها الرابع على التوالي .