قبل 24 سنة؛ كان على عابر جسر الملك فهد أن يتوقف جانباً لملء بيانات تلك الورقة المليئة بالحقول: اسم السائق، عنوانه، جوازه… إلخ. وما إن يفرغ من تدوين بياناته الشخصية حتى يدخل في بيانات المركبة التي يقودها. ويصل التدقيق إلى حدّ تسجيل رقم هيكل السيارة “الشاسيه”. وأمام هذا الإجراء الإلزامي؛ كان السائق الوحيد ملزماً إما بإيقاف السيارة جانباً وأداء الواجب، أو تدوين البيانات وهو يقود سيارته وسط رتل طويل من السيارات.
الإجراء أخذ يتحسن عاماً بعد عام، لكنّ كلّ تحسن يأتي كان يُبقي على مشكلة “الوقت” قائمة دون حلّ جذري، لكنّ ما إن بدأت الجمارك تجريب النظام الجديد حتى اختصر وقت الانتظار الطويل إلى 3 ثـوان فقـط.
بعد 24 عاماً من إنشاء جسر الملك فهد الدولي، أعلن جمركه عن انتهاء العمل بنظام طباعة الورقة بالنظام العادي، وانتقاله إلى التقنية الحرارية التي تسهّل وتسرّع طباعة “ورقة المرور” الخاصة بالمسافرين.
الورقة الجديدة لا يتجاوز حجمها ورقة الصراف الآلي، تتم طباعتها خلال 3 ثوان فقط، بفضل استخدام نظام “البصمة”. ويُعتبر الإجراء الجديد تطوراً سادساً في عمر إجراءات المرور من جسر الملك فهد الذي يربط المملكة بمملكة البحرين.
وبدوره، أكد مدير عام جمرك الجسر المكلف محمد بن علي الغامدي، لـ”الوطن” أن الجسر سيضم سلسلة من التطورات تسهم في تسهيل العمل، منها ما سيدخل حيز العمل بعد انتهاء فترة التجارب كنظام الدخول بالبصمة للمسافرين المغادرين.
وبدأ نظام “الورق” مع انطلاق السفر عبر جسر الملك فهد عام 1986، ومر النظام بمراحل عديدة، أهمها مرحلة الكتابة اليدوية التي كانت تستغرق وقتاً طويلاً، وتتطلب بيانات كثيرة عن السائق وبيانات أخرى عن المركبة ويصل التدقيق فيها إلى حدّ كتابة رقم “الشاصيه” الطويل.
وقد استمرّ العمل بذلك النظام البدائي نحو 16 عاماً مرت بمرحلتي تطوير، حسب ذاكرة المواطن محمد الدوسري، الذي أشار إلى أن “ورقة” الجمارك كانت بنظام النسخ “المكربن” حيث تم تغييرها مرتين وتصغير حجمها.
ووفقا للدوسري فإن ملء “الورقة” يدوياً كثيراً ما سبب إرباكاً في حركة السير، حيث يقوم المسافر، خاصة الوحيد في السيارة، بتعبئة النموذج بنفسه أثناء قيادته المركبة وسط الزحام، وهو ما كان يتعارض مع قواعد السلامة بسهوه عن الطريق في وقت الكتابة.
مدير عام جمارك الجسر المكلف أكد أن انتقال الجمارك من مرحلة الكتابة اليدوية إلى مرحلة ورقة الدخول عبر النظام الآلي تمّ في 24 ديسمبر 2001، الموافق 9 شوال 1422. وسهـّل ذلك من إنجاز العمل بشكل أسرع، وطريقة أحدث. وحقق النظام نقلة جيدة في عمل جمارك الجسر، ومنذ ذاك لم يتم تغير النظام، وإنما تم الاكتفاء بتطوير طريقة الطباعة فقط.
أضاف الغامدي أن عمل جمارك الجسر انتقل، بعد ذلك، إلى نظام نبراس عام 2004 الموافق 1425، وعام 2008 – 1429، تم الانتقال إلى نظام طباعة أحدث. لكن التطور التحديث الأخير تمّ بورقة أصغر وسرعة أعلى في تاريخ 30 مايو 2010 الموافق 17 رجب 1431.
النظام الجديد، وحسب رؤية أحد المسافرين، يعتبر نظاماً اقتصادياً نظراً لما يوفره من ورق، خاصة أن منفذ جسر الملك فهد يُعتبر من المنافذ عالية الاستهلاك في الورق. ومن شأن النظام الجديد أن يوفر الورق إلى أكثر من الربع.
الغامدي أشار إلى قرب تطبيق نظام البصمة للمسافرين على جسر الملك فهد، وهو نظام ما زال في طور التجارب، حيث سيتمكن النظام من السماح لقائد السيارة بالمغادرة عن طريق تسجيل بصمة إصبعه في الجهاز، ومن ثم التعرف عليها وطباعة الورقة المطلوبة، ثم فتح البوابة آلياً دون تدخل بشري. وبيّن الغامدي أن النظام سيستغرق وقتاً بسيطاً في البداية لتسجيل البصمة الخاصة بالمسافر لأول مرة، ومن ثم سيتم التعرف عليها تلقائياً.
النظام تمّ تركيبه في إحدى “كبائن” الجمارك، ويستخدم جهاز تحسّس أرضي يستشعر مرور السيارة قبل وصولها إلى جهاز البصمة، وهناك جهازا كاميرا، أمامية وخلفية، لمطابقة لوحة المركبة. وبعد وضع البصمة تخرج الورقة في ثوان، ثم تنفتح البوابة آلية لمروره لمرحلة الجوازات.
ويعتبر النظام مرحلة متقدمة من التجارب السابقة وهو الأحدث، حيث يصنع من قبل شركة وطنية في مدينة الدمام.
<<<<<<<<< متابعات [/SIZE][/B]