كشف مستوردون في سوق “الأرز” المحلية عن بلوغ حرب الأسعار المشتعلة التي تدور بين كبار التجار السعوديين إلى مداها خلال الأيام الحالية، مشيرين إلى أن هذه الحرب انطلقت شرارتها منذ أن عزم بعض كبار التجار إلى بيع “الأرز” بأسعار دون متوسط التكلفة.
ووصف هؤلاء خلال حديثهم لـ”الوطن” أمس المنافسة في سوق “الأرز” الحالية بالمنافسة “غير الجيدة”، مؤكدين أن ما يحدث حالياً في السوق قد يضر مصلحة المستهلك النهائي من خلال بيع أرز أقل جودة أو “مغشوش”.
فيما أكدت مراكز غذائية لـ”الوطن” صحة تراجع أسعار “الأرز” خلال الفترة الماضية بصورة متتالية، مبينين أن الأسعار خلال هذه الفترة أقل منها عما كانت عليه خلال الفترة ذاتها من العام الماضي.
وكانت وزارة التجارة والصناعة قد أعلنت في تقريرها عن السلع الاستهلاكية الذي نشرته الأسبوع الماضي على موقعها على الإنترنت أن أسعار الأرز حتى شهر رجب شهدت استقراراً يميل إلى الانخفاض.
وقال مدير عام شركة “الشعلان للأرز” محمد الشعلان في تصريحات إلى “الوطن” أمس: “المنافسة حاليا بين تجار الأرز غير جيّدة، وأخشى أن تقود إلى أضرار جسيمة قد يتكبدها المستهلك النهائي”، مشيرا إلى أن حرب الأسعار المشتعلة بين تجار “الأرز” بلغت مداها حاليا.
وعن هذه الأضرار وأبعادها أكد الشعلان أن بيع “الأرز” بسعر أقل من التكلفة بمراحل قد يقود إلى ضرر كبير للمستهلك النهائي ببيع الأرز “المغشوش”، أو الأقل جودة، محذرا من إمكانية حدوث مثل هذه الأمور.
وذكر الشعلان أن الأسعار الحالية للأرز لا يمكن أن تنخفض أكثر من ذلك، وقال “إذا انخفضت الأسعار فإنه نتيجة لحرب أسعار انطلقت شرارتها بين كبار تجار الأرز في المملكة منذ عدة أشهر”.
وبيّن الشعلان أن الأسعار النهائية للأرز في المملكة تباع بأقل من سعر التكلفة بنسبة تصل إلى 10%، مشيرا ًإلى أن السعر المنطقي لهذه الأسعار هو أن يبيع التجار بهامش ربحي جيّد يكفل لهم استمرارهم في هذا النشاط الاقتصادي المهم، مبينا أن سعر كيس الأرز لوزن 10 كيلو المنطقي يقف عند مستويات 50 ريالا، وليس السعر الحالي الذي ينخفض عن مستويات 46 ريالا.
وحول خطوة “الشعلان” المقبلة في حال خفض أحد التجار الأسعار بمناسبة موسم شهر رمضان قال الشعلان: “من يخفض الأسعار لمستويات أدنى عما هي عليه الآن، هو مسؤول عن نفسه ولن نقوم بخطوات مماثلة، ولكن نحن في الشركة سنترك الخيار للمستهلك فهو الأعلم عن حقيقة الأمر، وهو من سيبحث عن الجودة الأعلى بطبيعة الحال”.
من جهة أخرى أكد “أحد كبار تجار الأرز في المملكة” (طلب عدم كشف اسمه) أن الاستمرار ببيع “الأرز” بأسعاره الحالية خلال العام الحالي أمر غير ممكن، متوقعا أن تبدأ الأسعار بالارتفاع فوق متوسط التكلفة في الأسبوع الأخير من شهر رمضان المقبل.
من جهة أخرى أكد الرئيس التنفيذي لشركة “أسواق عبدالله العثيم” عبدالعزيز العثيم لـ”الوطن”: أن أسعار “الأرز” تشهد خلال الفترة الحالية انخفاضا ملحوظا عما كانت عليه في الفترة ذاتها من العام الماضي، مستبعدا تراجع مستويات الأسعار بعيدا عن مناطقها الحالية.
من جهته قال محمد نظيم وهو مسؤول أحد المراكز الغذائية في العاصمة الرياض إن المستهلك النهائي في الوقت الحالي مازال يتذمر كثيرا من أسعار “الأرز” كما كان يفعل في العامين الماضيين، مبينا أن الأسعار الحالية لا تبدو بالنسبة لهم مرضية، برغم تأكيدات التجار بأنها الأقل على الإطلاق.
يذكر أن حجم سوق الأرز في المملكة يبلغ أكثر من 4.5 مليارات ريال، حيث تستورد المملكة ما بين مليون و 1.3 مليون طن يتم استيرادها جميعاً، ويصل استهلاك الفرد في المملكة 45 كيلو غراما سنوياً وهو من أعلى المعدلات عالمياً، حيث تستهلك إيران نحو ثلثي هذه الكمية بينما يبلغ عدد سكانها 75 مليون نسمة وهو ما يزيد بأكثر من الضعف عن نظيره في المملكة.
الوطن