وأضاف الدكتور البشر في تصريح لـلزميلة”سبق”: أن ردود القراء في الصحف الإلكترونية على الموضوعات المنشورة فيها من الممكن أن تكون مادة حقيقية لقياس الرأي العام الشعبي وليس النخبوي.
وعن السبب الذي يجعل الكثيرين من النخب الإعلامية والثقافية يخشون من ردود القراء في الصحف الإلكترونية، قال الدكتور البشر إن هذا يرجع إلى عدة اعتبارات:
أولاً: إن العاملين في الصحف الرسمية لم يتعودوا على ردود القراء بالشكل الموجود الآن في الصحف الإلكترونية، وإذا فتح المجال للتعليق للقراء في مواقع الصحف الورقية على الإنترنت فإنه يخضع للفلترة وسيعمدون فقط إلى نشر الردود التي تؤيد مواقفهم وآراءهم وتوجهات القائمين على الصحف الورقية.
ثانياً: إن هذه الصحف والقائمين عليها لأنهم يدركون أنهم لا يعبِّرون عن الرغبات الحقيقية للمواطنين، فإنهم يخشون نقد القراء وتعليقاتهم وردودهم، على الرغم من أن هذه التعليقات يمكن الاستفادة منها في توجيه الموضوع المطروح بما يحقق المصلحة للوطن والمواطن.
وعن تفسيره لردود الأفعال القاسية والحادة من بعض القراء عن الموضوعات المطروحة، قال الدكتور البشر إن هذه النوعية من الردود تعبِّر عن حالة الإحباط العام من شرائح مختلفة من المواطنين عما يقدم للمواطن في القطاعين الحكومي والأهلي، خاصة في مجال الخدمات التي تقدم للمواطنين السعوديين، مقارنة بالمجتمعات القريبة منهم والخليجية على وجه الخصوص.
وقال الدكتور البشر إن الصحف الإلكترونية أتاحت فرصة التعبير عن آراء المواطنين على الملأ، بعد أن كانوا يتحدثون بها في المجالس والمناسبات، فالآن هذه الأحاديث تجد طريقها للنشر.
واعتبر الدكتور البشر أن الصحافة الإلكترونية التي تتيح الفرصة للقراء بالرد على الموضوعات قنوات حقيقية للتعبير عن آراء المواطنين وهي الصوت المسموع جماهيرياً لما كان يحدث سابقاً في الديوانيات والمجالس.
وقال الدكتور البشر إن الكثير من القراء بدأ يستغني تدريجياً عن شراء الصحافة الورقية لتوافر الصحافة الإلكترونية ومواقع الصحف الورقية على الإنترنت، وهي موجودة ومؤثرة.
مضيفاً أن القارئ في مواقع الصحف الورقية يطلع على المعلومة، ويعلق عليها أو يبدي رأيه تجاهها في الصحف الإلكترونية، ومن هنا كسبت الأخيرة مقروئية وتأثيراً وجماهيرية لدى الرأي العام.
واعترف الدكتور البشر بأنه يتردد كثيراً في موضوع المشاركة في الصحف الورقية، لأنهم لا ينشرون إلا ما يرونه هم وفق توجهاتهم، خاصة في القضايا التي تهم الرأي العام، وباتت أولوية النشر في كثير من الصحف الورقية لكل من ركب مطية نقد ثوابت المجتمع وقيمه السامية التي نشأ عليها أفراده، أو نقد الرموز من العلماء والدعاة، ليصل الكاتب إلى شهرة ذات بريق زائف، أو منصب يتطلع إليه، أو ليجد له مقعداً في طابور الوجاهة، وهذه مسألة تستحق المراجعة الجادة؛ وذلك لما لها من انعكاسات خطيرة على الوعي الجماهيري.
سبق