[JUSTIFY]
أبدى سكان من جدة قلقهم من تجمع العمالة بطريقة عشوائية تحت «جسر العمال» في حي كيلو «7»، مستغربين استمرار هذا «الوضع الفوضوي» وعدم جدية الجهات الحكومية ذات الصلة في التعامل معه.
ويعيد سكان الأحياء المجاورة للجسر هذه المخاوف إلى تجمع العمالة بطريقة عشوائية وغير منظمة، إضافة إلى أن الكثير منهم يعتبر من المتخلفين، وهو ما يعني تساهلهم في ارتكاب المخالفات.
ويقول سعيد السفياني: «وجود العمالة بهذا الصورة في مساحة غير صالحة للتجمع والبيع، قد يهدد حياة الكثيرين، أو على الأقل تعرضهم للتسمم، ولا سيما أنهم يأكلون الطعام المكشوف ويشربون الشاي في أجواء غير صحية تمتلئ بالكربون وأول أكسيد الكربون، ناهيك عن احتمال تعرض هذه الأطعمة إلى البكتيريا».
ويضيف: «التساهل مع الأمر ربما يؤدي إلى تطوره إلى أمور أكثر سلبية أو خطورة، فتجمع جنسيات مختلفة معظمها لا يحمل رخصة إقامة نظامية في مكان واحد، قد يؤدي إلى محاذير أخرى، سواء كانت أمنية أم اجتماعية».
ولا يُخفي سعد العسيري أن الأمر تجاوز إلى حد خطير، موضحاً: «كنت فيما مضى أرى التجمعات والنفايات المتراكمة تشويهاً للمنظر العام، ولا سيما أن «أمانة جدة» كانت تدّعي حرصها على نظافة المحافظة، إلا أن هذا الأمر لم يعد يقلقني بعد أن وقفت على هذه المنطقة وسبرت أغوارها».
ويتابع: «تخيل في بلد مثل السعودية أشخاص بلا أوراق ثبوتية يتجمعون إلى ساعات متأخرة من الليل ويزاولون أنشطتهم من دون أي تصريح أو ترخيص أو حتى رقابة»، مؤكداً أنه يجزم بأن الفوضى التي تحكم المكان ستؤدي إلى بيع وتداول ممنوعات وأشياء أخرى في حال لم يتم التعامل سريعاً مع الوضع.
ويؤكد العسيري: «يتحول هذا الموقع كل مساء إلى موقع مشبوه ومخيف، تنتشر فيه السرقات، ووجود هؤلاء من دون رقابة أمر في غاية الخطورة»، مطالباً الجهات البلدية والصحية وقبلها الجهات الأمنية بتحمل أدوارها والإسراع بفرض النظام على المكان.
ولم يجد أحمد المالكي جواباً لسؤال وجهته إليه «الحياة» عن الأسباب التي أدت إلى هذه التجمعات، «حقيقة لا أعلم، أنا عايشت الوضع منذ بدايته، وأراه يزداد يوماً بعد آخر»، لافتاً إلى أن حجم النفايات الموجودة يكفي لإدخال الحزن إلى نفس أي شخص يمر بالمكان، فما بالك بتجمع يدخل الخوف إلى نفوس الأهالي والمارة.
بعد تفكير عميق، يتساءل: «ماذا بقي لجدة من السلبيات لم تنله؟»، مستطرداً: «الوضع مريب وسكوت الأمانة غريب وعدم تفاعل الجهات الرسمية محبط».
فهد الحربي يرى الأمر بنظرة مختلفة، «منطقة أسفل الجسر تحولت إلى ملجأ لهذه العمالة، لأخذ قسط من الراحة، فاستحدثوه وجهّزوه حتى يصبح موقعاً لنشاطهم، مستنكراً المطالبات بإبعادهم من موقعهم».
ويزيد: «دعوا هؤلاء يرتاحون قليلاً في هذا المكان، فقد ضاقت عليهم سبل العيش، وهم لا يملكون مالاً للذهاب إلى الأماكن الفارهة».
ويتفق معه بدر السلمي الذي يشاهد عمالة الجسر أثناء مروره مجتمعين ومتحلقين حول بضائعهم، «أشاهدهم دائماً وأستغرب السعادة التي ألحظها على وجوههم، فالمكان – كما يبدو – سيئ، ومنظره غير جميل، لكنهم يصنعون من الليمون شراباً لذيذاً».
[/JUSTIFY]