رعى أمير المنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز مساء يوم أمس الأربعاء بمدينة الخُبر؛ حفل تدشين مؤسسة الملك خالد الخيرية المحطة السادسة والأخيرة لمعرض “خالد” وكان في استقباله لدى حضوره مقر المعرض صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة الملك خالد الخيرية وعدد من أصحاب السمو الأمراء والفضيلة والمعالي وأصحاب السعادة وجمع من المسؤولين والمواطنين.
ويهدف المعرض الذي تم تدشينه مساء البارحة وسيفتح أبوابه لأهالي المنطقة الشرقية ابتداءً من يوم الأحد القادم؛ إلى توثيق وإبراز فترة حكم الملك خالد بن عبدالعزيز – رحمه الله – التي استمرّت على مدى سبع سنوات زاهرة ساهمت في بناء نهضة تنموية وتاريخية في المملكة، إذ سيكون شاهداً على منجزات الحقبة الزمنية التي تولاها الملك خالد وترك حينها مشاريع جبّارة وأعمال خالدة بالذهن لها أثراً عميقاً حتى يومنا هذا.
وقد القى سمو أمير المنطقة الشرقية كلمة قال فيها : يسعدني أن أفتتح في هذه الأمسية المباركة معرض الملك خالد بن عبدالعزيز -رحمه الله – وفي مثل هذه اللحظات لا يسع الإنسان إلا أن يتذكر فيها “خالد الإنسان وخالد السيرة المباركة خالد قائد البناء والنماء وسيظل مشعلاً منيراً في دروب الخير والعطاء .
مضيفا سموه بان من أبرز ما يقدمه المعرض للزوار أن يتعرفوا عن قرب لسيرة ومنهج الملك خالد بن عبدالعزيز رحمه الله وصفاته وأخلاقه وإسهاماته في تطوير المملكة في شتى المجالات و أن الأعمال التي قام بها الملك خالد بن عبدالعزيز – رحمه الله أكبر دليل على حرصه – غفر الله له -هو واخوانه على توطيد الأمن والاستقرار في هذه البلاد وتطورها إلى الأمام .
مشيرا الى ان الملك خالد قد رحل وترك ذكراً عاطراً لا يمكن أن ينسى وتحقق في عهده رحمه الله انجازات كبيرة وللمنطقة الشرقية نصيب كبير بتأسيس الهيئة الملكية للجبيل بالإضافة لإهتمامه البالغ بالمنطقة وأهلها وواصل خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز – يرحمه الله – ما بدأه الملك خالد حيث أستمر في مسيرة البناء والنماء حتى وصلنا لهذا العهد المبارك بقيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو سيدي ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز -حفظهم الله -وأسال الله أن يحفظ لهذه البلاد أمنها واستقرارها.
ومختتما سموه قوله بان المعرض من أهم المعارض التي تساهم في توثيق تاريخ الملك خالد وعملا خيرا من أصحاب السمو الملكي أبناء وبنات الملك خالد الذين حرصوا على أظهار هذا المعرض بالشكل الذي يليق بتاريخ رابع ملوك المملكة العربية السعودية واحد ابرز الأسماء التي رافقت الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه ,مقدما سموه شكره وتقديره لصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير ونائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة الملك خالد الخيرية على تشريفه حفل الإفتتاح بالمنطقة الشرقية ,داعيا الله بأن يتغمد الله مؤسس هذا الكيان الكبير وأبنائه البررة الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد وأن يحفظ لناخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين .
وقُدِّم بعد الحفل الخطابي المختصر فلماً وثائقياً يحكي سيرة ومسيرة الملك خالد بن عبد العزيز رحمه الله في مختلف المجالات التنموية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتعليمية والتقنية ودوره في تحقيق الرفاهية للمواطنين ,وتطوير البنية التحتية الهامة وفي شتى المجالات التي تهم الوطن والمواطن، كما استعرض الفلم السياسة الداخلية والخارجية التي انتهجها الملك خالد رحمه الله والقضايا العربية والإسلامية.
بعد ذلك قام سمو أمير المنطقة الشرقية بمشاركة أمير منطقة عسير بتدشين المعرض إيذانا بافتتاحه للزوار ثم قاما بجولة داخل المعرض يرافقهم عدد من أصحاب السمو الأمراء وأصحاب المعالي والمسئولين للإطلاع على قاعاته السبع والتي تبلغ مساحتها ألف متر مربع يعرض بها مقتنيات خاصة ومخطوطات وصورا فوتوغرافية ولقطات فيديو توثق تاريخ الملك خالد بن عبد العزيز -رحمه الله – بالإضافة إلى أنه يضم عدداً من المطبوعات والصور والكتب والأفلام التي ترصد تاريخ وسيرة الملك خالد وانجازاته، إضافة إلى عرض بعض المقتنيات الخاصة به.
وترمز هذه القاعات السبع إلى سنوات حكمه السبعة الزاهرة منذ العام 1975 وحتى العام 1982 م، ويضم المعرض سبع قاعات
تُعرّف القاعة الأولى منها بالملك خالد بصفته رجل دولة قاد بلاده في بحر من الأمواج العالمية والإقليمية المتلاطمة، وتمكن من التوفيق بين البناء والحزم مع الطغاة في نفس الوقت وكيف استطاع أن يقود البلاد من خلال عاصفة الفتنة إلى مزيد من التلاحم والترابط بين القيادة والشعب.
أما القاعة الثانية فتعنى بأهم المواقف التي اتخذها الملك خالد تجاه الأحداث الإقليمية والعالمية ودوافعه لاتخاذ تلك المواقف وأهم الدول التي زارها.
وتلقي القاعة الثالثة الضوء على قربه -رحمه الله- من مواطنيه، وكيف كان الملك الصالح يتعامل بكرم وسخاء مع مواطني المملكة خاصة منهم الكبير والعاجز، حتى أصبح القدوة والمثل الأعلى للمسؤولين في عهده.
بينما تركز القاعة الرابعة على عمق إيمان الملك خالد بربه، والتزامه بتعاليم الإسلام الحنيف حتى في هواياته التي لم تتجاوز الموروثات التاريخية التقليدية التي أقرها الإسلام، واعتادها العرب وتعارفوا عبر تاريخهم الطويل على توريثها لأبنائهم وتشجيعهم على ممارستها، وفي مقدمة هذه الهوايات الفروسية والرحلات البريّة والقنص بالصقور التي يعود الفضل في تعويده عليها إلى والدته الأميرة الفاضلة الجوهرة بنت مساعد بن جلوي بن تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود التي كانت مولعة بالفروسية وتربية الفرسان.
وتوضح القاعة الخامسة كيف كانت علاقة الملك خالد بأهله وأبنائه وأحفاده الصغار وكيف كانت علاقته بإخوانه وأصدقائه والعاملين معه، إضافة إلى علاقته بجيرانه قبل وبعد توليه الحكم.
وتركّز القاعة السادسة على مدى تعلق الملك خالد بربه وببيوت الله، وكيف أن العقيدة متغلغلة في نفسه ومسيطرة على فؤاده لا يتخطى تعاليمها أبداً في تعامله مع الناس بصرف النظر عن مدى قربهم وبعدهم عنه.
وتبيّن القاعة السابعة كيف تمكن الملك خالد من اختيار المشروعات الاقتصادية الكبرى التي لا تقتصر فوائدها على المدى القصير، ولكن تتخطى في مردودها الزمان والمكان لتشكل قاعدة صلبة لتنمية مستدامة مستمرة مازال الاقتصاد السعودي يجني ثمارها وسيستمر في جني ثمارها لعقود طويلة قادمة، وفي هذا الجزء أيضاً يتم التركيز على مجموعة المشروعات العملاقة التي تم تنفيذها بتزامن رائع وبتركيز يسابق الزمن ليتميز عصر الملك خالد بالانجازات التنموية العملاقة التي لا تخطئها العين على مختلف الجبهات، كما يتم عرض نموذج لباب الكعبة المشرفة الحالي الذي أمر الملك خالد ببنائه من الذهب الخالص والذي يعتبر تحفة فنيّة فريدة من نوعها.