لا يخفى على أحد أن شهر رمضان الكريم حولته العادات عبر السنين إلى شهر العزائم والموائد العامرة بكل ما لذ وطاب من المأكولات بكافة أنواعها من مقبلات إلى أطباق رئيسة وأخيراً الحلويات والعصائر . وبالطبع دائما ما يلقى بالعبء الكبير في تلك الموائد على عاتق ربة المنزل التي تسعى هي الأخرى إلى إثبات مهاراتها وقدراتها العملية في الطهي وإعداد الولائم لكن أصعب موقف يواجه ربة المنزل أن تمر بذلك الاختبار الرمضاني العسير في الأيام الأولى من زواجها كأن يكون انتقالها من بيت أهلها إلى بيت الزوج في شهر شعبان لتخوض الاختبارات الحقيقية أمام أهل زوجها بتحمل مسؤولية إعداد العزائم الرمضانية .. ويضع ذلك الاختبار العروس في الغالب أمام موقف حرج قد تضطر معه إلى الاستعانة بأمها فيه ليمر بسلام وقد يوقع العروس في مواقف تراها محرجة ويراها البعض مضحكة. يقول المواطن جمال خليفة ليس فقط العرسان الجدد الذين يتعرضون للمواقف التي قد تكون حرجة ففي كل نواحي الحياة ، هناك جوانب لا تحيد أبدا عن الجدية ، وجوانب أخرى طريفة وتملؤها الغرابة ، والتي تواجهنا في حياتنا وتترك بصمات سعيدة وطريفة في ذاكرتنا ومنها اكتشاف العرسان لبعضهما ومدى معرفة العروس بالطبخ ومهاراتها في الوصول إلى قلب الرجل من خلال التفنن في تقديم أطباق متنوعة وشهية. وتقول المتزوجة حديثاً والتي رمزت لاسمها بـ( أ.ن.ح) وعمرها 20 سنة إنها لم تعتد تحمل المسؤولية وتجهيز سفرة إفطار صيام كبيرة وإنها لا تجد حرجاً في الاستعانة بأمها التي بدأت فعلياً في توجيهها. وأشارت إلى أن زوجها يتعاون معها كثيراً واشترى لها بعض كتب الطبخ ويتفهم ذلك لعدم وجود الخبرة الكافية لديها.
وتضيف أخرى أنها بدأت بأطباق الحلوى الرمضانية كالبسبوسة وغيرها وأنها وضعتها في الفرن في أول أيام رمضان وكانت تشعر بأنها صائمة ومتعبة فذهبت للراحة قليلاً ناسية ما وضعته بالفرن مما أدى إلى احتراق صينية البسبوسة. ومن المواقف الطريفة لحديثي الزواج في أول أيام رمضان يقول طارق الصالح إن زوجته أعدت طبقا من الحساء يكفي لعائلة كبيرة جداً بينما لم يكن هناك أحد في البيت غيره هو وزوجته , مشيراً إلى أنه يأمل في الأيام المقبلة أن تعد الحساء ليكفي شخصين فقط ، والاستفادة من برامج الأطباق الرمضانية في القنوات الفضائية ويعدها بهدية قيمة عند إتقانها عددا من الأطباق الرمضانية أهمها الشوربة والسمبوسة.
ويقول أحمد الرويلي” 28 سنة” المتزوج حديثاً إن زوجته انشغلت بالتدريب على إعداد بعض الأطباق الرمضانية قبل بدء الشهر الكريم بأربعة أيام حتى تتمكن من إعدادها بالشكل الصحيح قبل دخول شهر رمضان المبارك.
وتضيف ندى إلياس المتخصصة في الاقتصاد المنزلي أن تعاون الأم مع ابنتها المقبلة على عش الزوجية أمر مهم وإنساني يعكس أواصر العلاقة الحميمة والتلاحم الجميل بين الأم وابنتها , وهو ما ينعكس على حياتها الزوجية بالاستقرار وكسب رضا الزوج بتقديم أطباق رمضانية ترضي ذائقته خاصة أن موائد رمضان تتطلب التنوع وأن تشتمل على العديد من الأطباق كالشوربات، والمعجنات، واللقيمات، والمكرونات، والحلويات مثل المهلبية، والكريم كراميل، والجيلي، وأم علي ، والمشروبات كقمر الدين ، والتوت وغيرها مع إضافة النكهة الخاصه للمشروبات مثل ماء الورد وغيره.
الوطن