وسيكون اليوم آخر يوم عمل لغالبية الموظفين. وقدرت مصادر داخل الشركة أن قرار الفصل المفاجئ سيطال أكثر من 850 موظفاً سعودياً، وهو قرار صادف قرب إجازة عيد الفطر، مما سيسبب لهم الكثير من المشاكل، خصوصاً وأن غالبيهم متزوجون.
وبذلك أنهت الشركة الراحة المدفوعة التي كانت منحتها لموظفيها بعد أسبوع واحد فقط، إثر فشل مساعيها في الحصول على تمويل إضافي، مما جعلها تعجز عن إعادة تشغيل العمليات بشكل سريع.
وأكد مصدر مسؤول داخل سما للطيران صحه قرار الفصل، وقال لـ”العربية.نت”: “صدر اليوم قرار بالاستغناء عن عدد من الموظفين، لأن إعادة تنظيم الشركة سيأخذ وقتاً طويلاً”.
وكان الرئيس التنفيذي للشركة بروس آشبي، أعلن في التعميم الذي وزع على موظفي الشركة، أنهم يأسفون لاتخاذهم هذا القرار، لكنهم اضطروا إليه لعجزهم عن الحصول على دعم إضافي.
وجاء في نص البيان: “نحن مستمرون في بحث سبل أخرى للحصول على تمويل إضافي، للأسف لم نحرز أي التزام ثابت حيال هذا الجانب، وهذا يعني أننا لن نصبح قادرين على إعادة تشغيل العمليات على وجه السرعة، بدلاً من ذلك نحن أمام إعادة هيكلة التنظيم على المدى الطويل، ولأن استئناف العمليات لن يتم بسرعة يؤسفني بشدة أن أقول إننا أيضاً سوف نضطر إلى خفض مستوى العمالة في الشركة، حيث سيعتبر عمل اليوم 28 أغسطس 2010 آخر يوم عمل لغالبية موظفي الشركة، وسوف نطلب من بعض الموظفين البقاء فترة أطول من أجل المساعدة على إيقاف العمليات وتنظيم الأمور الإدارية، وكذلك مواصلة عملية نقل عملائنا لشركات الطيران الأخرى. ما لم يتم إعلامك خطياً اليوم من قبل الرئيس التنفيذي للشركة أو الرئيس التنفيذي للعمليات بطلب مواصلة العمل لفترة أطول، فسيعتبر اليوم آخر أيام عملك في الشركة”. وأكد آشبي أنهم سيصرفون رواتب الموظفين لهذا الشهر بعد أسابيع.
وينتظر أن يرفع الموظفون المقالون شكوى إلى وزارة العمل السعودية يتهمون فيها الشركة بمخالفة الأنظمة المعمول داخلياً، والتي تشترط على الشركة الراغبة بالاستغناء عن موظفيها أن تخطرهم قبل شهر من موعد الاستغناء على الأقل. وفي حال رفعهم للشكوى ستحقق الوزارة في الأمر.
وأكد مدير العلاقات في وزارة العمل والمتحدث باسمها، حطاب الحطاب، أنهم سيتحركون في حال رفع الشكوى من الموظفين المتضررين. وقال: “النظام المعمول به في السعودية هو أن على الشركة أن تخطر موظفيها بقرار الاستغناء قبل موعده بشهر. وسما للطيران بهذا الشكل خالفت النظام، ولكن نحن لا نعرف إلى الآن خلفية هذا القرار، وربما يكون لها وضعية خاصة كونها تعاني من مشاكل مالية”.
وشدد الحطاب على أنهم ينتظرون رفع أحد الموظفين لشكوى رسمية كي يشرعوا في التحقيق في الأمر. وقال: “لا تستطيع وزارة العمل التحرك من تلقاء نفسها، لا بد أن يرفع أحد الموظفيتن شكوى رسمية، وعندها سنبدأ في التحقيق في الأمر”.
وكانت شركة سما للطيران قررت وقف رحلاتها اعتباراً من الثلاثاء الماضي، بسبب الأزمات المالية التي مرت بها الشركة وتعرضها لخسائر كبيرة، وهو ما لم تستطع التعامل معها.