الرجال الذين يستخدمون هواتفهم الجوالة بكثرة، لإجراء مكالمات هاتفية، يعانون من تدن ملحوظ في عدد الحيوانات المنوية (الحيامن)، وفي قوة نشاطها وحركتها، وفي قابليات العوم لديها، وفقا لأحدث دراسة اميركية، اشارت الى مخاطر الموجات الكهرومغناطيسية للهواتف الجوالة على خصوبة الذكور. وذكرت الدراسة التي اجريت على 361 شخصا من المصابين بالعقم في الولايات المتحدة، وعرضت نتائجها اول من امس امام الجمعية الاميركية للطب التناسلي في نيو اورلينز، ان كمية الحيامن ونوعيتها تتدنى مع ازدياد ساعات استخدام الهاتف الجوال. ورصد فريق البحث بقيادة أشوك اغاروال الباحث في عيادة كليفلاند في أوهايو، تأثيرات شديدة لموجات الهاتف الجوال على الاشخاص الذين يتهاتفون لفترات طويلة، تصل الى اربع ساعات في اليوم، اذ انخفض انتاجهم من الحيامن بنسبة 40 في المائة مقارنة بالرجال الذين لا يستخدمون الهاتف ابدا. كما رصد انخفاض ايضا في عدد الحيامن لدى الرجال الذين استخدموا الهاتف الجوال لفترات اقل. ونوهت الدراسة باحتمال وجود تداخل يؤدي الى تأثيرات سيئة، للموجات الكهرومغناطيسة للهاتف الجوال على انتاج الحيامن. كانت دراسات سابقة اجريت داخل المختبرات قد اشارت الى ان التأثير المباشر والشديد لمثل هذه الموجات، يقود الى حدوث اضرار في الحيامن.
وتتماثل نتائج الدراسة الجديدة مع دراسة لباحثين في جامعة سيغد الهنغارية، افترضت تدني عدد الحيامن بنسبة 30 في المائة لدى الاشخاص الذين يضعون هواتفهم الجوالة في جيوب سراويلهم القريبة من الخصيتين. واثارت النتائج الجديدة انقساما في صفوف العلماء الذين اشار بعضهم الى انها رصدت العلاقة بين استخدام الهاتف الجوال وبين عدد الحيامن او تركيزها، من دون تحديد اسباب حدوث ذلك خصوصا وان الموجات لا تؤثر مباشرة على موقع انتاج الحيامن. كما ان استخدام الجوال قد يرتبط بعوامل اخرى مثل التوتر والسمنة المسؤولتين عن ظاهرة تدني تركيز الحيامن. وقال ألان بيرسي الباحث في جامعة شيفيلد البريطانية، ان النتائج قوية فعلا، الا انها تفترض ايضا ان استخدام الهواتف الجوالة قد يقود الى ناتج آخر يقود بدوره الى التأثير على الخصيتين وبالتالي الى تدني عدد الحيامن.
ودرس فريق أراغال اربع خصائص للحيامن: عددها، وحركيتها، وحيويتها، وشكلها، وعثروا على تباين فيها لدى كل المجموعات المدروسة. وقال الباحث في تقريره ان هناك قلقا مشروعا من احتمالات تأثير الهواتف الجوالة على خصوبة الرجال.