[JUSTIFY]
في يوم شاق ابتداءً من الصباح الباكر بنزولنا من عقبة الردوم بتمنية ووصولنا إلى العم يحيى ( أبو وجعان ) الساعة الرابعة عصراً بعد مكابدتنا عناء الطريق الوعر من وسط وادي الريث كان معه اللقاء التالي بالتعاون مع صحيفة عسير نيوز :

اسمي يحيى حسين مشعوف المسعودي الريثي ، وعمري يقارب الـ 65 سنه.

هذا المكان هو نهاية وادي اللحجة ويسمى ( مراح وبر )

يوجد لدي سبع بنات ، ثلاث متزوجات ، واربع بنات لازالوا صغار في السن أكبرهم في سن العاشرة وأصغرهم عمرها سنتان ، ويوجد لدي ولد واحد ، وزوجتي وأنا.

استمد الماء من الغدير الذي بالوادي أما الكهرباء فيوجد لدي ماطور كهرباء من اهل الخير.

من محافظة الحقو.

حوالي الساعتين ذهابا والساعتين إيابا.

لا. بل طريق ترابي وعر لا تمشي به إلا سيارات ذات الدفع الرباعي ويتخلله عقبة ترابية ضيقة لا تمضي منها الا سيارة واحده فقط.

إنه بعيد عني ولا يأتيني إلا نادرا.

لا بحيث إن المدرسة بعيده وليس لدي الحيلة لتوصيلهم يوميا.

إننا نجلس في عشة مكونة من خصف النخل كما ترون ، أما بالنسبة للنوم فننام في صناديق شبك.

لأنه يوجد حيوانات مفترسة في هذا الوادي.

ـ أكمل!!

أما بالنسبة إلى الغرفة العلويه فقد بناها لي فاعل خير ولا نرتادها إلا إذا كان هناك أمطار غزيرة وإذا وجد في الوادي سيل مدمر.

بيع الأغنام فيوجد لدي القليل من الأغنام ولله الحمد.

نعم . شيخ القبيلة غير مهتم بنا فهو يؤمن نفسه وأفراد عائلته فقط ونحن الذين تحت إمرته نتحمل عبئ هذه الحياة التي لا يوجد بها رحمه فلا يوجد لدينا كهرباء ولا مياه ولا إزفلت ولا حتى تمهيد طرق على الأقل.

اسمه الشيخ ( مغطّي )

ـ هل لديك شئ آخر؟

فأجاب بأن القناعة كنز لا يفنى.

وهكذا ودعنا العم يحيى ( ابو وجعان ) ونحن نرى في عينيه هو وأفراد عائلته هم الحياة القاسية التي جارت عليهم بما تعنيه الكلمة ، وفي أعيننا عبرات الرأفة والرحمة بهذا المسن وهؤلاء الصغار الذي لا يوجد في كبيرهم حيلة ولا في صغيرهم حيلة ، ودعناهم في ذاك المكان المظلم الموحش الممتلئ بالحيوانات المفترسة والمحفوف بالأخطار ، لكن ليس لدينا الحيلة سوى الدعاء لهم ومن ثم العون من كبار المسؤولين وأهل الخير الذين سينتشلون العم يحيى ( ابو وجعان ) من هوائل ذاك المكان وإعطائهم الحياة الكريمة له ولأفراد عائلته.

( وللتواصل من أهل الخير لمد يد العون مراسلة صحيفة طريب عبر راسلنا)