اكد سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ ان قرار منع الفتوى لا يشمل جميع الائمة والخطباء وطلاب العلم الشرعي للفتوى في القضايا الفردية التي يسألون عنها عبر هواتفهم او لقاءاتهم مع الناس مبيناً سماحته ان القرار لم يات لمنع الفتوى بل لمنع الجاهلين ومن لابصيرة عنده ومن لا علم عنده ممن يفتون في القضايا العامة التي كان من حقه ان يتركها للمختصين، ومفندا ان قرار المنع منصب على اناس استغلوا الفتوى في امور غير لائقة فاوقعوا الناس في مشاكل وبلبلة، مؤكدا ان قضايا العموم مرجعها الى هيئة كبار العلماء وان ولي الامر حفظه الله يريد ان يخلص الناس من فتوى من لاعلم عنده ومن يفتي بأشياء توقع الناس بمشاكل.
وقال سماحته خلال لقائه مساء امس بخطباء جوامع الرياض في مقر فرع الوزارة بالعاصمة الرياض ضمن برنامج شامل للخطباء الذي يهدف لتحقيق الوسطية والامن في المجتمع في رد على طلب احد الائمة بتخصيص احد الخطب للتصدي للحملات والهجوم الشرس على ام المؤمنين رضي الله عنها ان الاساءة لام المؤمنين فيها من الوقاحة وقذارة اللسان والخسة التي مابعدها خسة ودناءة
ودعا الخطباء الى بيان فضائل الصحابة وان يحذروا من الطعن في ام المؤمنين دون ذكر الكلمات الساقطة التي وصفت بها من قبل هؤلاء.
وقال سماحة المفتي مخاطبا خطباء الجمعة “اننا نواجه فكرا ارهابيا لابد ان نعالجه على ضوء الكتاب والسنة في خطبنا بين آن وآخر بحيث يقول الخطيب خطبة يوجه المجتمع ويحذرهم من المزالق والمهالك ومن التردي في الباطل.
وحذر آل الشيخ من المنظمات السرية التي تنسب الى الاسلام واصفا اياها بالخطيرة ومؤكدا ان المنظمات السرية اخلاق غير المسلمين كون المسلمين لا يوجد في دينهم سر وخبايا.
ودعا الخطباء الى اختيار المواضيع المناسبة التي تعالج القضايا والمشاكل الحاضرة بعيدا عن الاثارة والتشويش والبلبلة والقيل والقال لكي ينفع ويؤثر في خطبته مشددا على ان تكون الالفاظ مناسبة لطبقات المجتمع حتى يستفيد منها المصلون، وفي مداخلة عن المواضيع التي يجب تناولها عندما يكون اغلب المصلين من الجاليات بين سماحته انه اذا غلب على ظن الخطيب ان الجاليات اكثر ان يختار موضوعا يناسبهم ويصحح اخطاءهم باسلوب حسن.
وفي رد على سؤال حول خروج شريحة من الناس استغلوا الارهاب للطعن في ثوابت الدين والطعن في الدعاة ورجال العلم قال سماحته ان على الخطيب ألا يشخص الخطأ بذكر الصحيفة والاذاعة والمحطة والوكالة وانما يعالج الاخطاء بحكمة وبما ينفع الامة وبما يردع الباطل.
وقال سماحته: ان الدعاء لولاة الامر يوم الجمعة امر مشروع فصلاحهم صلاح للأمة ومن اراد النصيحة بقنواته المعروفة فبابها مفتوح لكن التشهير بالاخطاء على المنابر امر لا ينبغي سلوكه
وعن افضل وقت لدخول الخطيب بين انه بعد الزوال داعيا وزارة الشؤون الاسلامية الى مناصحة الخطيب الذي يخطب قبل الزوال.
واضاف “اننا في زمن نواجه فيه اعلاما جائرا وتحديات من اعدائنا ضد ديننا وقيادتنا وامننا ورخائنا وضد تآلفنا وضد وحدتنا فلا بد للخطيب ان يكون واعيا لكل امر يتحدى به الامه وان يحذرها من الشرور والعقائد الباطله وفق ضوابطا شرعية فليس الخطيب مشهرا وشامتا ولكنه ناصحا وموجها اسوة بنبيه صلى الله عليه وسلم .
وزاد ان مهمة الخطيب ايضاح الحق ودحض الباطل كي يعالج القضايا علاجا صحيحا وليس مهمته شتم وسب الاشخاص والشجاعة في الخطيب مطلوبه بهدف قول الحق الواضح واصلاح الاخطاء لازيادتها ودحض الباطل لا انتشاره ولا يغير منكر بمنكر وانما يغيرها بالمعروف والحق والصدق.
واكد ان خطيب المسجد منبره امانة في عنقة فلا بد ان يحافظ عليه اداء وموضوعا ومعنى مشيرا الى انه اذا صعد المنبر من لايجيد الخطابة او من يستغل وجوده على المنبر ليبث سمومه وافكاره الخاطئة امر خطيرا وكل خطيب مسؤول على منبره.
وتطرق الى مميزات الخطبة قائلا انها خطبة عامة يشترك في سماعها العالم والجاهل والصغير والكبير والمتعلم ومنهم اقل من ذلك ويلتقي فيها المسلمون على اختلاف طبقاهم ومستوياتهم وثقافاتهم للاستماع الى ارشاد ونصائح الخطيب.
وكان الشيخ عبدالله الحامد مدير فرع وزارة الشؤون الاسلامية بالرياض فد اكد في كلمته ان لديهم منهج دعوي وسطي منبعة كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم مؤكدا انهم ليسوا بحاجة الى دعوات وضعية او تحزبات فكرية، داعيا الائمة الى نشر نما يفيد الناس في دينهم ودنياهم.
( الرياض )