يبذل صناع التبغ جهوداً واسعة النطاق لإغراء النساء بشكل خاص للتدخين، فالرسائل الإعلامية التي تركز على مثاليات الأنوثة بما يتفق مع القيم الاجتماعية والثقافية للبلدان المختلفة أخذت تزداد شيوعاً، وكذلك فإن الرسائل التي توجه إلى هذا القطاع من الجمهور، الذي يهتم بالمظهر والدور الاجتماعي تبدو أكثر إغراءً وإقناعاً، والواقع أن نتائج هذا الأسلوب في التسويق كانت إيجابية لصناعة التبغ، حيث دلت الأرقام على زيادة واضحة في التدخين بين النساء، وأعداد كبيرة من الفتيات والشابات التي اعتدن التدخين باعتباره جزءا من الحرية الشخصية أو تعبيراً عن المساواة مع الرجل، حيث أصبحت المرأة وعلى وجه الخصوص في المملكة أكثر استهدافاً، ولذلك شاركت وزارة الصحة في المملكة ممثلة بالطب الوقائي ببرنامج مكثف عبر برنامج مكافحة التدخين تحت شعار “التدخين وباء دمّر الرجال ويستهدف النساء”.
خمس نساء العالم مدخنات
وأكد “د. ماجد المنيف” المشرف العام على مكافحة التدخين بوزارة الصحة على أن النساء في العالم يشكلن ما نسبته 20% من مدخني التبغ البالغ عددهم أكثر من مليار، إلى جانب أن تلك النسبة ماضية في الارتفاع كحقيقة مُرة في العالم، حيث كشف أحد تقارير برنامج المكافحة أن 16% من الطالبات في المملكة جربن التدخين في حياتهن، وحالياً 11% منهن جربن التبغ، ويدخن منهن ما نسبته 2,7% من الطالبات، ويستخدم 9,9% منهن أنواع أخرى من منتجات التبغ، وبلغت نسبة مدخنات الشيشة من الطالبات في المملكة 3,7%، كما أوضح التقرير أن 16% من الجنسين يدخنون بالمنازل، و47% يشترون السجائر من المتاجر، و77% يشترون منتجات التبغ من متاجر لا تمانع، بالإضافة إلى أن المدخنات في سنّ المراهقة عرضة للإصابة بسرطان الثدي بنسبة 7% من غير المدخنات، وأن تدخين “النرجيلة” أو “الأرقيلة” بين 30- 60 دقيقة يعادل تدخين علبة من السجائر تحتوي من 20 – 25 سيجارة، وهناك مخاوف من ارتفاع نسبة المدخنات في المملكة؛ فقد احتلت المرأة السعودية المرتبة الخامسة عالمياً في التدخين، كما تصدرت المملكة المرتبة الخامسة على مستوى العالم من حيث عدد مدخناتها الإناث حيث بلغت نسبتهن 5.7% من جملة السكان الإناث.
أرقام وإحصاءات
ووصلت نسبة المدخنين في المملكة من البالغين ذكوراً وإناثاً 21.6% مما وضعها في المرتبة السادسة عالمياً، منها 35% من الذكور الذين توصلوا للمرتبة الرابعة عالمياً وفقا لبعض الدراسات الصادرة من قبل منظمة الصحة العالمية التي خصصت في اليوم العالمي لمكافحة التدخين لهذا العام شعار التبغ خطر على كلا الجنسين، كما أظهرت إحصاءات السجل الوطني للأورام في المملكة بروز ثلاثة أنواع من السرطانات التي لها علاقة بالتدخين، حيث تم تسجيل 2350 حالة سرطان للرئة في المملكة من بينها 1741 سعودياً منهم 374 امرأة ما بين عام 1994م وحتى عام 2000م، وأن نسبة حدوث سرطان الرئة لدى النساء تبلغ 13% ويموت منهن 23%، وتعتبر الرئة أكثر جزء في جسم الإنسان تأثر بالقطران وأول أكسيد الكربون التي يتركب منها التبغ، بينما تم تسجيل 1681 حالة سرطان للفم مابين عام 94 وحتى عام 2000م، وسجلت 1854 حالة سرطان للمثانة البولية لنفس الفترة، مؤثراً كذلك على نضارة البشرة ورونق الشعر وجماله.
[/SIZE]