في تجربة فريدة من نوعها حظيت طالبات جامعة الملك سعود بالتعاون مع نادي الطيران السعودي بمسابقة لتركيب طائرة لاسلكية قدمتها نادي فيزيكا كأحد نشاطاتها لهذا العام، والجدير بالذكر أنهن أول فتيات يقمن بتركيب الطائرات على مستوى المملكة العربية السعودية وشارك معهن مجموعة من طالبات التربية النموذجية بالمرحلة الثانوية.
المسابقة بدأت منذ حوالي تسعة أشهر تحت إشراف الأستاذة سلطانة أبإبطين من نادي فيزيكا وعدد من الطيارين والأساتذة من نادي الطيران السعودي.
المسابقة كانت عبارة عن مراحل في بدايتها محاضرة قدمها الكابتن ايد عن أساسيات الطائرة ومحتواها ثم محاضرة تدريبية عن كيفية الطيران وقدمها الكابتن آرثر ، بعدها بدأت الطالبات بتطبيق الأساسيات وتركيب الطائرة مراعين التوازن في الأجنحة والدقة في التركيب والتعرف على كل التفاصيل الفيزيائية والتي كانت هدفاً للمسابقة.
وأيضاً قمن بالتدريب على برنامج محاكاة على جهاز الكمبيوتر والذي يساعدهن على تخيل الواقع أثناء إقلاع الطائرة وهبوطها وكذلك تحليقها في الجو، بعد انتهاء جميع الطالبات من التركيب ومعاينته من قبل الكابتن آرثر تم نقل الطائرات إلى مطار نادي الطيران السعودي حتى يتم تدريب الطالبات عليها و رؤية التحليق في الواقع.
يوم الأحد كان الحفل الختامي لهذه المسابقة بمركز الدراسات الجامعية بالملز والذي رعته عميدة أقسام العلوم والدراسات الطبية بالملز الدكتورة أمل فطاني.
خلال الحفل تم توزيع الميدالية الذهبية والفضية والبرونزية لأفضل ثلاث طائرات تم تركيبها بشكل سليم وبدقة وكذلك ميدالية أفضل متدربة على برنامج المحاكاة وأفضل فريق مشارك، حظيت بالميدالية الذهبية الطالبة في الدراسات العليا ميمونة الحارثي و قد أبدت تفجأها بهذا الفوز الذي حققته وحكت قصتها عن دخولها لهذه التجربة حيث تقول: في ذلك الصباح..شدني الإعلان عن مسابقة بناء طائرة لاسلكية..
بادرت في المشاركة.. لم تتجاوز توقعاتي سوى تجربة أطمح في خوضها..تتالت المحاضرات لتهيئتنا للبدء في العمل.. وبعد وصول قطع الطائرات ..بدأنا في العمل..كان الجو مفعما بالنشاط والحيوية..فتجربة قراءة التعليمات وفك الرموز أمرا شيقا وممتعا بالنسبة لي..انتهيت من البناء والتقطت صورا لها تخليدا لذكرى التجربة فقط..لم تكن الفرصة متاحة لعقلي للتفكير بأي ميدالية وبالذات الميدالية الذهبية ربما كنت استحق أن أحلم ولو قليلا..لكن فرحة حصولي على المركز الأول كانت أكبر عندما لم أتوقعها..فالحلم قد لا يتحقق..والتوقعات قد لا تصيب..لكن لكل مجتهد نصيب..ومن توكل على الله فلن يخيب. بارك الله في جهود الأستاذة.بدور و الأستاذة سلطانة ومشاركتي في نادي فيزيكا تبقى التجربة الأولى التي أفتخر بها.
الميدالية الفضية كان من نصيب سبأ عبد المولى خريجة قسم الفيزياء بينما كانت الميدالية البرونزية من نصيب الطالبتان نوره الصانع وبنان البنا وذلك لحصولهما على نفس الدرجات في التركيب.
الطالبة هلا السلمي حصلت على الميدالية الذهبية من مدارس التربية النموذجية وتقول هلا: لم أكن أتوقع في يوم من الأيام أنني أقوم بتركيب طائرة، سعادتي لا توصف بفوزي وبهذا الانجاز الفريد من نوعه شكراً لوالداي ولأساتذتي في جمعية الموهوبات المجال العلمي بالتربية النموذجية.
الدكتورة أمل فطاني كان لها وقفة بثت الحماس في قلوب الطالبات حيث قالت: إنني سعيدة جداً جداً بطالباتي اللاتي تميزن بأنشطتهن وحقاً أنا فخورة بكم فقد أثبتن أن الفيزياء لها متعة خاصة ليست كما يظن البعض أنها مادة معقدة وأنتم أينشتين السعودية وسأنتظر منكم مزيداً من التميز والإبداع في علومكم وأتوقع أن هناك طموحات مستقبلية بأن يتم إنشاء نادي طيران هنا في أرض الجامعة ويكون النصيب الأكبر للتدريب على هذه الطائرات هن طالبات الجامعة، أنتن أحدثتم نقلة نوعية من نوعها ومميزة على مستوى المملكة، ولا تنسوا أنا أريد طائرة خاصة لي .
من ناحية أخرى أبدت الأستاذة مريم الشهري رئيسة قسم الموهوبات بمدارس التربية النموذجية سعادتها وقالت إنها تجربة رائعة وثرية أثرت معلوماتنا وزادت في رصيدنا الثقافي والعلمي وأكسبتنا مهارات وصقلت مواهبنا فكل الشكر والتقدير لنادي فيزيكا ونادي الطيران السعودي على هذا التعاون الذي وجدناه منهم وشكراً لإدارة المدرسة لدعمهم لنا.
في حين عبرت الأستاذة هالة عن مدى فرحتها والتي كانت متعاونة من قبل النادي السعودي منذ بداية المسابقة حتى انتهاءها وتقول أنها سعيدة جداً بانجاز الطالبات وتميزهن و أوضحت أنه يمكن للطالبات الذهاب لنادي الطيران السعودي وأخذ عضويتهم حتى يتمكنَّ من تحليقها في مطار النادي السعودي للطيران.
قدمت الأستاذة سلطانة شكرها العميق لنادي الطيران السعودي لتعاونهم الكبير مع نادي فيزيكا وقالت أنه بدون نادي الطيران لم يكن مشروع بناء الطائرات قد تحقق ووصل إلى هذا الانجاز الذي نراه.
وقد تم توزيع شهادات الشكر لجميع المشاركات بتوقيع من الأستاذ عبد الله الجعويني المدير التنفيذي لنادي الطيران السعودي ومن مشرفة نادي فيزيكا الأستاذة بدور القرطاس.
هذه هي البداية لطريق طويل قد يلقى القبول لدى المؤسسات التعليمية في تعليم أبناءهن متعة العلم ليست تلقينها فقط ربما سنجد بعد أيام من يسعى لتحقيق أهدافاً أكبر من الطائرة كتركيب صاروخ فضائي مثلاً. لا ندري فالمستقبل يخفي لنا الكثير من الانجازات والمفاجأت .