أعدت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة تقريراً مناخياً لحال الطقس في مكة المكرمة والمدينة المنورة خلال فترة موسم حج هذا العام وهو نتاج تحليلات مناخية تجاوزت الـ 30 عاماً.
ويحوي التقرير الذي حمل عنوان «دراسة الحالة المناخية للمشاعر المقدسة خلال الفترة المتوافقة مع حج عام 1431» معلومات مفصلة عن درجات الحرارة وكميات الأمطار، ورصدت الرئاسة من خلاله أن منطقة مكة المكرمة تأثرت بتشكيلات من السحب الرعدية الممطرة على المرتفعات مصحوبة برياح هابطة وأن الأمطار اتسمت بالغزارة خلال هذه الفترة في عدد من الأعوام الماضية، إذ كانت المنخفضات الجوية الحركية هي العامل المؤثر لهطول تلك الأمطار لطقس يميل إلى الاعتدال في حرارته نهاراً ولطيف ليلاً وأن الرؤية الأفقية كانت من 10 إلى ثمانية كيلو مترات، وتدنت إلى أقل من أربعة كيلو مترات بسبب الأتربة المثارة نتيجة الرياح الهابطة من السحب الركامية.
وفي ما يخص المدينة المنورة، خلص التقرير المناخي إلى أن الطقس في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري لطيف ليلاً مائل إلى الحرارة وسط النهار، وأن ينتج من السحب المنخفضة الركامية الرعدية هطول أمطار متوسطة إلى غزيرة وذلك أثناء مرور المنخفضات الجوية الحركية من حوض البحر الأبيض المتوسط، وتسجل الرؤية خلال هذه الفترة من 10 إلى سبعة كيلو متــرات، لتنخفض متدنية إلى أقل من ثـــلاثة كــــيلو مترات بسبب الأتربة المثارة لفتـــرات قصــــيرة.
بينما خلص التقرير المناخي إلى أهم الظواهر الجوية الحادة خلال السنوات الماضية من عام 1985 إلى 2008 لشهر نوفمبر، إذ سجلت مكة المكرمة 40 درجة مئوية كأعلى درجة حرارة في الرابع من نوفمبر من العام 2008، بينما سجلت 16 درجة مئوية كأدنى درجة حرارة على مكة المكرمة في عام 1985، وذكر التقرير المناخي أن أعلى كمية هطول أمطار كانت في 16 نوفمبر من عام 2000 بمعدل 53 مليمتراً.
وسجلت المدينة المنورة 36 درجة مئوية كأعلى درجة حرارة في الثامن من نوفمبر عام 2009، بينما كانت أقل درجة حرارة خلال الـ 30 عاماً الماضية تسع درجات مئوية في 15 نوفمبر 1988، بينما سجلت أعلى كمية لهطول الأمطار خلال شهر كامل بمعدل 63 مليمتراً في شهر نوفمبر من العام 2000.
وجزم المتحدث الرسمي للرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة حسين القحطاني أن المعلومات المناخية السابقة يتم تحليلها لفترة زمنية طويلة تصل إلى أكثر من 30 عاماً بهدف استنتاج ما تم خلال هذه الفترة، مؤكداً أن الرئاسة ستصدر خلال هذه الأسابيع المتوافقة مع موسم الحج توقعات لمدة خمسة أيام عن أحوال الطقس في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، «هي الأكثر تأكيداً لحال الطقس على هذه المناطق».
وفي الوقت الذي ترصد التقارير المناخية في مجملها ما خلصت إليه الأعوام السابقة من ظواهر جوية وقياسات لعناصر الطقس، يشير القحطاني إلى أن منطقة مكة المكرمة والمرتفعات الغربية والجنوبية الغربية تشهد خلال هذه الفترة هطول أمطار ناتجة من تأثرها بمنخفض البحر الأبيض المتوسط ومنخض السودان، وأن الرئاسة أنشأت نافذة إلكترونية خاصة لأحوال الطقس في المشاعر المقدسة تشترك مع مركز القيادة والسيطرة بالمشاعر، وتحديث معلوماتها على رأس كل ساعة لتشمل عناصر الطقس، وبها إشارات للتنبيه والتحذير حددت وفقاً للخطة المتبعة مع الجهات المعنية، وأن أي ظواهر جوية طارئة سيتم الإعلان عنها قبل حدوثها بوقت كافٍ لإجراء الاستعدادات اللازمة من قبل الجهات المعنية.
وبحسب القحطاني، بدأت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة بتشغيل محطات الرصد في مشعري منى وعرفة منذ وقت باكر، وهي تعمل خلال 24 ساعة يساندها «مرصد مكة» وإدارة التحاليل والتوقعات بمركز الرئاسة بالإضافة إلى الرادارات وصور الأقمار الصناعية وخبراء تنبؤات لتقديم معلومات دقيقية في هذا المجال.
وكان التقرير المناخي وجّه نصائح بيئية بتجنب الأماكن شديدة الازدحام وعدم التجمع في الأودية والمناطق المنخفضة وإغلاق أجهزة الجوال والأجهزة الإلكترونية تجنباً لتأثير البرق عند حدوث العواصف الرعدية والحرص على أن تكون الأماكن جيدة التهـــوية وعدم الجلوس في الأماكن شبه المغلقة المعرضة لمـــصادر الانبعـــاث مثل الأنفــاق.
«الحياة»