أكد صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير أهمية أن تكون المنطقة في المكان الذي تستحقه سياحياً ؛ وأن مبادرة استدامة السياحة هو وسيلة حقيقية من أجل الوصول لهذا الهدف .
وبين سموه خلال تدشينه مبادرة ( عسير وجهة سياحية رئيسة طوال العام) بحضور سمو رئيس الهيئة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان ظهر اليوم في فندق قصر أبها أن شباب وفتيات المنطقة هم من سيكون على هرم المساهمة في تنفيذ هذه المبادرة .
وقال سموه أشكر أخي سمو رئيس الهيئة الأمير سلطان بن سلمان على حضوره وتفاعله الدائم وطموحه الذي ليس له حد ، وسنسعى جاهدين للوصول إلى الهدف المنشود في العام 2020 م فانتظرونا .
وأوضح سموه أن ما شاهده بحضور سمو رئيس الهيئة هي خطة محكمة درست بعناية ؛ من أجل النهوض بالمنطقة واستدامة السياحة فيها على مدار العام .
بدوره أكد رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلطان أن هذه المبادرة لن تكون مقصورة على منطقة عسير بل إنها مبادرة وطنية ستشمل المناطق الأخرى حيث سيتم البدء بمبادرة مماثلة في خمس مناطق قريبا بإذن الله بالتضامن والدعم من سمو وزير الداخلية وأمراء المناطق ، وستكون مبادرة عسير نموذجا للتطبيق في المناطق الاخرى
وأبان أن أمير المنطقة رئيس مجلس التنمية السياحية صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد منح البادرة اهتماما خاصا وتبناها سريعاً ، بحماس كبير وهذا ما بشر بنجاحها وتفاعل المسئولين في المنطقة ، معرباً عن تقديره لسمو أمير المنطقة على دعمه للمبادرة وتبنيها ومتابعتها.
وأضاف خطة المبادرة بدأت منذ شهر شعبان الماضي ، وأعدت وأنهيت بمشاركة جميع الجهات الحكومية في مقدمتها أمانة المنطقة والخطة تشمل منظومة مشاريع وبرامج وفعاليات ، وسترفع احتياجاتها المكانية والمالية الإضافية ، لاسيما وأن وزارة المالية ضخت لمنطقة عسير مبالغ كبيرة كميزانية العام الماضي ، ما سهل البدء في مشاريع كنا نحلم بها منذ 20 سنة كمشروع تطوير وسط أبها الذي بدأ في نزع الملكيات وغيرها من الأمور التي كانت تعرقل مسيرة التنمية”.
وتوقع الأمير سلطان بن سلمان أن تظهر بعض من ثمار الخطة خلال سنة أو سنتين ، وحول وجود شركة لإدارة المبادرة قال : “هيئة السياحة بيت خبرة كبير وتعمل مع العديد من المنظمات العالمية ، ولكن قد نحتاج شركة استشارية لديها خبرة لمتابعة المشاريع على مستوى كافة القطاعات الحكومية ، ينتج عنها تدريب العشرات من المواطنين السعوديين في المنطقة لإدارة الخطط مستقبلاً ، فليس في ذلك عيب ، ما دام أنه ستنتج عن تلك الفوائد والعوائد ، وقد رأينا في هذا الحفل مجموعة الشباب السعودي الذي بدأ العمل في هذه المبادرة مستفيدا من الخبرة التي وفرتها الهيئة في هذا المجال
وأكد الامير سلطان على أن أهل المنطقة سيكونون الركيزة الاساسية لتفعيل المبادرة ونجاحها من خلال عملهم وإسهامهم فيها وحرصهم على تطور السياحة في منطقتهم ، ولا ينبغي تحميل كل المسئولية على الدولة منفردة في مثل هذه المشاريع الوطنية الكبيرة.
وقال: “مقولة بأن المواطن السعودي لا يعمل ولا يحب العمل ، نريد أن نلغيها ، فالدولة لم يبنها سوى المواطنين ، ونريد أن ننتهي من أن تعمل الدولة منفردة ، بل نريد من المواطنين المشاركة معها في كل الخطوات”.
وعن المسؤول عن المباردة ومن يتحمل أي قصور فيها قال : “أنا أتشرف بأنني أعمل تحت إدارة الأمير فيصل بن خالد في هذا المبادرة ، ولكن هذا لا يعني أنني غير مسؤول ، ولا يعني أن المواطنين أنفسهم غير مسؤولين عنها، حتى في أبسط الأمور مثل المحافظة على المنتزهات والمواقع السياحية”
وشدد رئيس الهيئة على أن عسير بحاجة الى السياحة و تحتاج السياحة كعنصر اقتصادي أساسي ، والمبادرة ستشمل حزم من الفرص الاقتصادية التي يفترض أن يقتنصها رجال وسيدات الأعمال والاستثمار، وأن لا يهدر مزيد من الوقت، داعيا الشركات والمستثمرين للاستفادة من المبادرة من خلال العمل على الاستثمار في المنطقة.
وقال بأن السياحة تعتبر القطاع الوطني الاقتصادي الكبير الوحيد الغير ممول في السابق ، إلا أنها ستنتهي خلال شهر أو شهر ونصف من نظام تمويل قطاع السياحة الذي أقره مجلس الوزارة بالرقم 209، وسيشمل مرافق الإيواء المتعددة الأنواع والترفيه وغيرها من مجالات الاستثمار السياحي.
وفيما يتعلق بشركة عسير للاستثمار والتنمية الوطنية ، بين أنه تم الاتفاق مع وزارة المالية وصندوق الاستثمارات العامة ، وستنطلق قريبا بإذن الله
وشرف سموهما الحفل الخطابي الذي افتتح بعرضٍ مرئي يحكي واقع المنطقة ، وينطق بأهازيج التراث الضاربة في أعماق تاريخها ، بلحنٍ امتزج فيه السهل بالجبل والورد بالضباب .
وشرح العرض الأدوات التسويقية والترويجية للمنطقة التي تفتقدها ، وكيفية المساهمة في تطويرها ، وعن بدايات خطة عمل المبادرة والتي وقف على هرم بداياتها الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز الذي أثبت أن الحلم ليس في المنام وحسب ، بل هو واقع لا يستحيل أن يتحقق خلال قادم الأيام .
وقدم العرض الخطوات الأساسية للمبادرة كإعداد الخطة التنفيذية الشاملة لها ومدة المبادرة وتنفيذها وعناصر الخطة الشاملة عبر تقييم ومراجعة استراتيجية التنمية السياحية بالمنطقة ، والأهداف والاعتبارات الأساسية والرؤية والأهداف الاستراتيجية وعرض مفاهيم التنمية المستدامة وتقييم تطبيق المبادئ العامة للتنمية السياحية المستدامة والتقييم العام لمدى الاستفادة من الموارد السياحية وتقييم تطوير المواقع السياحية ومرافق الإيواء والخدمات السياحية والمهرجانات والفعاليات والتعامل مع تحليل Swat للمنطقة ، وتقييم المنجز في استراتيجية وأدوات وأساليب التسويق ومدى تطبيق رؤية السياحة في عسير ، والتعامل مع الاعتبارات الاقتصادية والبيئية والاجتماعية والثقافية وتطبيق المخطط الهيكلي للسياحة بالمنطقة ، وانعكاسات مراجعة الاستراتيجية على مبادرة الاستدامة والعوائق والمشكلات المتعلقة بتنفيذ الاستراتيجية .
وتضمنت المبادرة بحسب العرض ثلاث خطط لتنفيذ المبادرة وهي الخطة الآنية للمبادرة 2014 م والخطة المتوسطة 2015 م والخطة طويلة الأجل ما بعد 2015 م حيث جاء أعضاء اللجنة الإشرافية من المنطقة بمشاركة أمين المنطقة ورئيس الغرفة التجارية بأبها ومدير عام الزراعة بعسير ومدير عام مطار أبها ومجلس الاستثمار بعسير ومدير عام الطرق والنقل ووكيل جامعة الملك خالد للدراسات والبحث العلمي ومدير عام إدارة التربية والتعليم ومدير الخطوط الجوية السعودية ومدير فرع الحياة الفطرية ، وأعضاء اللجنة الإشرافية من الهيئة بمشاركة نائب رئيس الهيئة للآثار والمتاحف ونائب رئيس الهيئة للاستثمار والتطوير السياحي ونائب رئيس الهيئة لقطاع المساندة والمشرف على تأسيس البرنامج الوطني للمؤتمرات والمعارض ونائب الرئيس للتسويق والبرامج المكلف والمشرف العام على مركز التراث العمراني والمشرف العام على البرنامج الوطني لتنمية الحرف والصناعات اليدوية ومدير عام الإدارة العامة للتخطيط والمتابعة ومدير عام الإدارة العامة للإعلام والعلاقات العامة والمشروع الوطني لتنمية الموارد البشرية السياحية ( تكامل ) ومدير عام الهيئة العامة للسياحة والآثار بمنطقة عسير مدير مشروع المبادرة ، وأعضاء اللجنة التنفيذية بمشاركة أمين منطقة عسير ومدير عام الشئون الزراعية بالمنطقة ووكيل جامعة الملك خالد للدراسات العليا ومدير عام متابعة الخدمات والمشاريع بإمارة المنطقة ومدير عام النقل والطرق ومدير عام الهيئة العامة للسياحة والآثار ، وفريق عمل المبادرة بمشاركة مدير عام الهيئة العامة للسياحة والآثار بمنطقة عسير مدير مشروع المبادرة ومدير إدارة التخطيط بفرع الهيئة العامة للسياحة بالمنطقة والهيئة العامة للسياحة والآثار ومدير التسويق والبرامج بفرع الهيئة العامة للسياحة بالمنطقة .
عقب العرض ألقى نائب رئيس هيئة السياحة والآثار لشئون المناطق الدكتور وليد الحميدي كلمة أكد فيها أن سمو أمير منطقة عسير قد حرص كل الحرص على رعاية هذه المبادرة ، وتنميتها وقد أثمرت – بفضل الله – بالنجاح والإنجاز .
وبين أن منطقة عسير أضحت مقصداً للجميع ، وتحظى بقيادة حكيمة من أميرها الحريص على عملية السياحة وتطويرها .
وختم حديثه بالتأكيد أن الهدف من هذه المبادرة هو الحد من الموسمية في السياحة بالمنطقة ، مقدماً شكره لجميع المشاركين .
ثم قدم المدير التنفيذي للهيئة العامة للسياحة والآثار بالمنطقة عبدالله بن مطاعن شرحاً للحضور عن المبادرة مبيناً أن أنه بدأ العمل في المبادرة من خلال تشكيل اللجان الإشرافية وورش العمل الأولى .
وتابع توالت الجهود عقب ذلك حيث تم تشكيل اللجنة التنفيذية للمبادرة وعقدت الاجتماعات الثنائية ، بالإضافة إلى الورش والتي كان آخرها الورشة المقامة في أبها ؛ لعرض ما تم التوصل إليه ، واستعراض التجربة السياحية المتكاملة من سكن ورحلات جوية ونقل وطرق وتحسين وتجميل المباني .
وفي نهاية الحفل تسّلم سمو أمير المنطقة هدية تذكارية من الفنان التشكيلي عوض عبارة عن لوحة فنية ، كما تسلم سمو رئيس الهيئة هدية مماثلة .
حضر الحفل وكيل إمارة منطقة عسير سليمان الجريش ووكيل إمارة المنطقة المساعد الدكتور محمد بن عيسى ومدير عام مكتب سمو أمير المنطقة محمد بن علي آل مجثل وعدد من المسئولين والأهالي .
من جهة أخرى زار سمو أمير المنطقة وسمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار مشروع مبنى أمانة منطقة عسير بوسط مدينة أبها .
وكان في استقبال سمو أمير المنطقة وسمو رئيس الهيئة في موقع المشروع أمين أمانة منطقة عسير المهندس إبراهيم الخليل ومدير فرع هيئة السياحة والآثار عبدالله بن مطاعن وعدد من منسوبي أمانة المنطقة ، عقبها قدم المهندس الخليل شرحاً تفصيلياً عن مشروع مبنى أمانة المنطقة
والذي تم إنشاؤه على مساحة 1600 م2 ويتكون من اثني عشر طابقاً ، حيث يشمل المبنى مسرحاً وقاعات للتدريب مجهزة بأحدث الشبكات ووسائل الاتصال وأنظمة للإضاءة والصوت ، أما المبنى الملحق فيتكون من ستة أدوار تحوي مبنى لمواقف السيارات بمساحة تقديرية بلغت 4900 م2 وتتسع لـ 550 سيارة ودورين آخرين مخصصة للمكاتب الإدارية في الأمانة ، وقد روعي في التصميم أن يكون من الطراز الحديث الذي يواكب متطلبات العصر وأن يكون علامة جمالية فارقة في وجه المنطقة ، وبلغت كلفة المرحلة الأولى 19.589.475 ريالاً للهيكل الخرساني والتشطيب الخارجي ، والمرحلة الثانية فقد بلغت كلفتها 105.086.845 ريالاً شملت التشطيب الداخلي للمبنى والساحة الخارجية ومبنى المواقف .
كما تطرق الخليل إلى مشروع تنمية القرى التراثية التابعة للمنطقة ومراكزها وقرية العكاس التراثية والدراسات الخاصة بالقرية ومشروع الخريطة البصرية لمدينة أبها ، والتصاميم التفصيلية لوسط المدينة .