كشف وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد عن توجه الوزارة إلى عمل شراكات مع القطاع الخاص لخلق روح التنافس بين التعليم الأهلي والأجنبي والعام، مشيرا إلى أن هذه الشراكات ستعمل على إنشاء معاهد تربوية وتعليمية لخدمة الوزارة وتوجهاتها المستقبلية.
جاء ذلك في ختام ملتقى قادة العمل التربوي التاسع عشر والمقام في مدينة الخبر أمس.
وبشأن تهيئة الميدان التربوي بعد تطوير المناهج تهيئة إدارية وتقنية تتناسب والمناهج أوضح الوزير لـصحيفة “الوطن” السعودية أن أهم أساسيات برنامج الملك عبدالله هو تأهيل المعلمين والمعلمات، مشيرا إلى أن الوزارة تتوجه إلى فتح مجال للتدريب، حتى بإسناده للقطاع الخاص المتمثل في مراكز التدريب في جميع المناطق. وبيّن أن الوزارة بدأت في استحداث برامج تدريبية تزامنا مع التطوير والأمر يحتاج إلى توسع واستكمال.
وأكد الأمير فيصل أن سياسية التطوير التي تنتهجها الوزارة حالياً تنتزع معيار المركزية وتفسح المجال لإعطاء صلاحيات منبعها الذاتية وفق هندسة إدارية وتنظيمية تكفل التميز وتسابق الزمن نحو التأكيد على طبيعة الإصلاح والتطوير في أنظمة التعليم العام.
وكشف عن أفكار استراتيجية التطوير والتي من بينها تأسيس شركة تطوير القابضة المملوكة للدولة، وإعادة هيكلة مشروع تطوير بناءً على ذلك، والتوسع في اللامركزية التي تعني الصلاحية مقابل المسؤولية، وتوحيد الجهود في الوكالات والإدارات المماثلة، وإيجاد بيئة تقويمية مستقلة.
وأشار وزير التربية إلى تطوير معايير قبول المعلمين الجدد، وتسريع توظيفهم، والتوسع في رياض الأطفال، والشراكة مع مؤسسات المجتمع، وتوظيف ديناميكية القطاع الخاص وتسهيلاته، وتنفيذ برنامج متكامل للتعاملات الإلكترونية وتقنية المعلومات، إضافة إلى الاستمرار في مشاريع المناهج القائمة وغيرها من المبادرات والمشاريع التي شرعت الوزارة في تنفيذها بأسلوب منهجي متطور وملائم.
وقال الأمير فيصل على هامش المؤتمر الصحفي إن إدارج الرياضة داخل مدارس البنات مرتبط بضرورة وجود مكان مناسب يحافظ على صحة الطلاب والطالبات في إطار يتناسب مع الدين الإسلامي وعادات البلاد وتقاليدها مبديا تفاؤله مستقبلا لرئاسة النساء لإدارات تعليم البنات حسب الوقت المناسب.
وفيما يتعلق بخريجي كليات المعلمين، قال ساءتني التجمهرات التي حدثت مؤخرا من الخريجين ولكني أؤكد حرص الوزارة على خدمتهم وحل مشكلتهم ، مرجعا عدم تعيين البعض منهم لعدم تجاوزهم الاختبارات المطلوبة حيث أوضح أنه لا يمكن قبولهم دون تحقق هذا الشرط، موجها المسؤولين بعمل دورات تدريبية جديدة للخريجين لإتاحة الفرصة لهم لتجاوز الاختبارات مرة أخرى.
وأشار إلى أن الوزارة ستعمل على عمل تنظيمات جديدة وضوابط حديثة للحد من بعض المخالفات بالعملية التربوية التعليمية مثل الاستثمار في الدروس الخصوصية وبعض مراكز الدورات عديمة الفائدة.
وأشار وزير التربية إلى وجود ما يقارب 400 إعلامي يعملون في حقل التعليم مبينا أن ذلك ساهم في تعمقهم في أخبار التربية والتعليم حيث طالب الإعلاميين بتحري الدقة والمصداقية في الأخبار، موضحا أن بعض القنوات الإعلامية تركز على الأشياء الصغيرة وتعمل على تكبير حجمها بصورة غير مناسبة وفي الوقت نفسه لا تركز على أمور كثيرة ذات فائدة وتحقق إيجابيات عدة.
واعتبر أن المرحلة الحالية والقادمة هي مرحلة نوعية تفرض تغييراً جذريا في طريقة التفكير والعمل واتخاذ القرارات، وأشار إلى أنها مع ذلك تتطلب مراجعةً شاملة لأولويات العمل وشفافيةً في فحص التنظيمات والعمليات والأدوات ونقدها، والاستفادة من الخبراء وبيوت الخبرة والمؤسسات التربوية المتقدمة.
وقال الأمير فيصل إنّنا في مرحلة تحتم منح المدرسة كافة أسباب التميز وعوامل الفاعلية التعليمية، باعتبارها حاضنة للعمليات التربوية، والبيئة التي تنمو فيها شخصيات الطلبة، وتتفتح ملكاتهم وأفكارهم.
وعزّز من دور المدرسة وأهميتها في المنظومة التعليمية بأن جعل الوزارة مستقرة فيها من أجل تقديم الدعم اللازم ومنحها الصلاحيات والإمكانات اللازمة لنجاحها، ودعمها بالمفاهيم الأساسية مثل: مفهوم التعلّم، والقيادة التربوية، وتوطين الإشراف، والمدرسة المتعلمة والإرشاد المدرسي، لكي يمارس الطالب اكتشاف المعرفة واكتساب المهارات بدلاً من التلقين.
وأطلق نائب وزير التربية فيصل بن عبدالرحمن بن معمر عبارة “دعوة المظلوم مستجابة” للإعلاميين الذين حضروا ختام الملتقى وذلك في جوابه على سؤال أحد الصحفيين عندما سأله عن سبب جعل الجلسات في الوزارة سرية.
كما وعد الإعلاميين الحاضرين بمكافأة مجزية إذا نشروا نص كلمة وزير التربية والتعليم والتي تحدث فيها عن برنامج الملك عبدالله لتطوير التعليم.
وقال ابن معمر إن وزير التربية أرجع ترقيات رفعت إليه مؤخرا لأنه لم يجد في قائمة ترقيات ما فوق المرتبة العاشرة أي اسم لسيدة، موضحا أن في هذا توجه وزاري لإتاحة الفرصة للسيدات للوظائف القيادية، مضيفا أن هناك مناصب عليا تتقلدها نساء، مشددا على عدم الخلط بين مفهوم تقلد المناصب للنساء والاختلاط.
وفي مشهد ألقى بظلاله على المؤتمر، وفي مسعى لتأكيد وجهة نظر وزير التربية والتعليم، طالب ابن معمر من الحضور أن يرفع كل شخص يعمل معلماً يده، ليرفع الجميع أيديهم عدا ثلاثة.