أكد صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز أمير منطقة عسير أن جامعة الملك خالد تساهم في خدمة المجتمع وأولى خطواتها هو ما نشهده من إقامة ملتقى الشراكة المجتمعية الليلة مشيرا سموه أنه سوف يتبعها خطوات كبيرة مستقبلاً إن شاء الله .
وقال سموه : إن وجود جامعة الملك خالد بتوسعها وبحجمها الكبير في منطقة عسير هو رافد قوي جدا لخدمة المجتمع في جميع الأمور التي تهدف إلى توعيتهم سواء طبيا وثقافيا أو دينا وعلميا ، متمنيا سموه أن تتبعها خطوات أخرى أكبر بأذن الله .
جاء ذلك خلال تدشين سموه مساء أمس ملتقى الشراكة المجتمعية الذي تنظمه جامعة الملك خالد تحت عنوان “الشراكة المجتمعية تعاون بناء لتنمية مستدامة ” وذلك بالمدرجات المركزية بالمدينة الجامعية بالقريقر.
وقد ألقى معالي مدير جامعة الملك خالد الدكتور عبد الرحمن بن حمد الداود كلمة أوضح فيها إن الجامعة وهي تنظم ملتقى الشراكة المجتمعية لتؤمن بأهمية العمل الجماعي وتدرك أن الجامعة لوحدها لا يمكن أن تسهم في تحقيق ما تصبو إليه ، مؤكدا أن الجامعة تقدم شراكات دائما في كثير من الأعمال ولا يمكنها أن تنجح الجامعة بمفردها.
وقال معاليه : لابد أن يكون هناك تفاعل بين الجامعة وبين القطاع الخاص وبين القطاعات الحكومية المختلفة وبين المؤسسات اللا ربحية لتحقق مع بعضها الشراكة المجتمعية التي بإذن الله تتحقق معها التنمية المستدامة.
وأشاد الدكتور الدواد بالدور الذي يقوم به أمير منطقة عسير وما تشريف سموه في مناسباتها إلا داعم للجامعة ، مبينا أن الجامعة قدمت عدد من المشروعات في العام الماضي ولا زالت تقدم فكان هناك برنامج نفذ في تهامة قحطان وتحديدا في مركز الفرشة وحقق نجاحا منقطع النظير سواء من الزملاء الذين شاركوا من الجامعة أو من تفاعل من سكان المنطقة مع هذا البرنامج ، كان برنامج توعوي وعلمي وثقافي وطبي ، ومن أجل ذلك أعلن هنا أن البرنامج الثاني سيكون في محافظة تثليث برعاية واهتمام أمير منطقة عسير بإقامة مثل هذه البرامج ودعم سموه لنا هو الوقود الحقيقي لتنفيذ مثل هذه البرامج.
وأوضح أن الجامعة قدمت البرنامج الصيفي الذي أقيم العام الماضي فكان له بالغ الأثر وحقق أهدافا كثيرة وسيستمر في كل صيف وستنفذ الجامعة هذا البرنامج وستتوسع في تنفيذه بمشاركات أكبر عدد من القطاعات المختلفة ، وبهذه المناسبة نعلن جائزة الشراكة المجتمعية بثلاثة محاور المحور الأول في القطاع الحكومي والمحور الثاني القطاع الخاص والمحور الثالث في المؤسسات والجمعيات الخيرية وتقدم على مستوى عالي في الجامعة وسيكون لها تنظيم ورصد للجوائز التي تليق بمثل هذه الجائزة ونتطلع أن تحظى برعاية سمو أمير المنطقة.
وأضاف أن من اهتمامات الجامعة وجود لجنة دائمة في الجامعة تعنى بالشراكة المجتمعية ولازلنا في بداية المشوار ونتطلع للمزيد في ظل رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وسمو ولي عهد الأمين وسمو النائب الثاني ـ حفظهم الله ـ ودعم سمو أمير المنطقة وسؤاله الدائم عما تحققه الجامعة وما تصل إليه من إيجابيات وما تحققه ، مقدما شكره لكل من ساهم في دعم لملتقى الشراكة المجتمعية ،داعيا الشركات والمؤسسات للمشاركة الجامعة في مناسباتها المختلفة لتحقيق الشراكة المجتمعية.
ثم ألقى رئيس لجنة الشراكة المجتمعية الدكتور محمد حامد البحيري أوضح فيها ان تسابق هذا الجمع من مكونات الوطن المتمثل في القطاعات الحكومية وقطاعات الأعمال والقطاع الغير الربحي للمشاركة في هذا الملتقى ” ملتقى الشراكة المجتمعية الأول بجامعة الملك خالد لعرض تجاربهم ونجاحاتهم المتميزة في شراكاتهم مع المجتمع ليؤكد أن دور المواطن في هذا البلد المعطاء تحول بوضوح من المنتظر للتنمية إلى الشريك والعامل لها وهو الدور الذي يهدف الى تعزيزه هذا الملتقى وتأكيده وعرض التجارب الناجحة فيه.
وبين الدكتور البحيري ان جامعة الملك خالد كواحدة من اكبر المؤسسات الحكومية في بلادنا الغالية تؤمن أن واجبها نحو مجتمعها يتجاوز الشراكة في التنمية إلى الصناعة والتخطيط ورسم الرؤى واستشراف المستقبل إذ هي الموطن لأكثر من 4000 خبير وطني وأجنبي تلقوا تعليمهم وتدريبهم في أرقى الجامعات العالمية وهي البيت الذي يضم أكثر من 70 ألف شاب وشابة هم طاقة جبارة للبناء والعطاء .
وأضاف الدكتور البحيري أن جامعة الملك خالد أدركت بمسؤولياتها نحو مجتمعها فسخرت طاقاتها وبذلت جهودها علمية وبحثية لخدمة مجتمعها ووطنها ولهذا الهدف النبيل عقدت الجامعة عقود شراكات مع العديد من الجمعيات والشركات والمؤسسات ودعمت العديد من المبادرات والمساهمات المجتمعية ، فاشرعت أبواب التدريب المجاني لأبناء شهداء الواجب والأيتام والأرامل وذوي الاحتياجات الخاصة والأمراض المزمنة ولم تنتظر قدوم أفراد المجتمع إليها لتسهم في تعليمهم وتوعيتهم بل نقلت إمكاناتها العلمية والطبية والبحثية المتحركة لأقصى حدود منطقة عسير في تهامة تُعلم وتعالج وتدرس .
وفند البحيري الدور الذي تقوم به الجامعة كشريكة في منظومة السياحة في عسير حيث أولت دعم السياحة اهتماماً إذ أطلقت مهرجانها الصيفي وفتحت أبوابها لأبناء المصطافين من جميع أنحاء المملكة للدراسة صيفاً في الجامعة ، مشيرا إلى إن التنمية التي نتطلع لها جميعا تجاوزت مرحلة المبادرات الفردية والاجتهادات الآنية فهي تنمية تقوم على تخطيط متقن قائم على رؤية الخبير وبصيرة العالم ونشاط العامل فالمجتمع السعودي في هذا العهد الزاهر وبتوفيق الله أولاً ثم توجيهات راعي نهضته وقائد مسيرته خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ قد أصبح مجتمعا يحمل شبابه وفتياته أعلى الشهادات العلمية من أرقى الجامعات العالمية فكيف لا يكون شريكاً فاعلا في تنميته ورفاهيته وبنائه ونمائه .
وأختتم كلمته قائلاً : إن إمارة أشركت المجتمع في مسؤولياتها فضمت الأهالي في لجنتهم وجمعت الشباب في مجلسهم وشاركت الجميع في رؤاهم وخططت استراتجياتها وبنت مبادراتها بأفكارهم لجديرة أن تكون قدوة الجهات الحكومية في شراكاتها المجتمعية ومسؤولياتها الاجتماعية فلكم من عسير وأهلها كل شكر وتقدير أميرنا فيصل بن خالد.
ثم شاهد الحضور فيلم وثائقي استعرض عدد من البرامج والفعاليات المنفذة والمناسبات داخل جامعة الملك خالد وخارجها في محافظات ومراكز منطقة عسير.
عقب ذلك كرم أمير منطقة عسير عدد من الجهات الحكومية والخاصة المشاركة في الملتقى ، ثم تسلم سموه درعا تذكاريا بهذه المناسبة من مدير جامعة الملك خالد.