وضع مؤسس موقع ويكيليكس جوليان اسانج في زنزانة انفرادية في لندن فيما لم يتوقف نشر البرقيات الدبلوماسية عبر موقعه، اذ لم ينشر حتى الان سوى 0,5% من نحو 250 الف وثيقة سرية يؤكد انها بحوزته. واوقف اسانج الثلاثاء في قضية اغتصاب مفترضة ووضع في زنزانة انفرادية بحسب محاميته جنيفر روبنسن. وصرحت روبنسن لوكالة فرانس برس ان مسؤولي سجن واندسوورث اتخذوا هذا القرار “حرصا على سلامته”.
واضافت المحامية “لا يمكنه الحصول على وسائل ترفيه، ويصعب عليه اجراءات اتصالات هاتفية، انه وحيد”. وطلب اسانج الحصول على كمبيوتر نقال لاعداد دفاعه، على ما اوضحت محاميته مضيفة انه يجد “صعوبات في الكتابة” من دون تقديم مزيد من التفاصيل. واضافت ان اسانج يشعر “بالامتعاض لعجزه عن الرد على المزاعم ضد في موضوع الهجمات المعلوماتية المختلفة” التي استهدفت مواقع مناهضة لويكيليكس. وتابعت “قال لي ان علاقة له بالامر على الاطلاق وانها محاولة متعمدة لربط ويكيليكس وهي منظمة اعلامية، بقراصنة المعلوماتية، وويكيليكس ليست كذلك”.
وافاد خبراء ان الهجمات على مواقع “مناهضة” لويكيليكس على غرار شركات الاقراض عبر الانترنت والتي علقت دفعاتها للموقع، تعود على الارجح الى “جماعة ملتبسة على الانترنت” اكثر من كونها ردا مدروسا. ورأى مدير الابحاث في مؤسسة بروكينغز في الولايات المتحدة الان فريدمان ان “المجهولين” المسؤولين عن هذه الهجمات المعلوماتية نجحوا في “اثارة البلبلة لكنهم ما زالوا بعيدين عن تحقيق اي شيء دائم الاثر”.
والجمعة تعرضت مواقع الشرطة والنيابة العامة في هولندا لهجمات متعلقة “على الارجح” بتوقيف مراهق من مؤيدي ويكيليكس ووضعه قيد التوقيف الاحتياطي على ما اعلنت شرطة ونيابة لاهاي. واوقف اسانج الثلاثاء في لندن في قضية مختلفة عن ويكيليكس تتعلق باغتصاب وتعد جنسي مفترض في السويد التي تطالب بتسلمه. لكن توقيفه يتزامن مع بدء ويكيليكس في اواخر تشرين الثاني/نوفمبر بنشر الاف من البرقيات الدبلوماسية الاميركية. ويخشى محاموه بمجرد وصوله الى السويد ان يسلم الى الولايات المتحدة حيث بات اول المطلوبين.
واعلنت روبنسن لفرانس برس الجمعة ان اي ملاحقة قضائية لاسانج في الولايات المتحدة ستكون “غير دستورية” وسط شائعات حول احتمال حصول ذلك قريبا. وقالت “نعتقد ان لا اساس للملاحقة”. وتابعت “اي ملاحقة بموجب قانون التجسس ستعتبر غير دستورية وستشكل تشكيكا في احكام التعديل الاول (للدستور الاميركي) التي تحمي وسائل الاعلام كافة”. وتنشر صحف دولية من بينها نيويورك تايمز يوميا التسريبات التي يكشفها موقع ويكيليكس. وابدى عدد من القادة من بينهم الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا ورئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين دعمهم لاسانج.
لكن توقيف اسانج ومحاولات قطع التمويل عن ويكيليكس والهجمات المعلوماتية التي تعرض لها الموقع، فشلت في منع نشر البرقيات بحيث يتم يوميا كشف وثائق جديدة. وافادت اخر مذكرات دبلوماسية نشرت الجمعة ان الولايات المتحدة اشتبهت في مطلع العام 2000 بتطوير السلطة العسكرية البورمية برنامجا نوويا. وكشفت مذكرة دبلوماسية اخرى ان شركة الصيدلة الاميركية العملاقة بفايزر سعت الى الحصول على معلومات تورط المدعي العام في نيجيريا كي يتوقف عن متابعة تجربة ادوية ادت على ما يبدو الى وفاة 11 طفلا.
وحيال الهجمات التي تعرض لها ويكيليكس، دعا الموقع الاحد الى انشاء مواقع تعيد نشر المعلومات التي في حوزته، الامر الذي استجاب له مئات المواقع المؤيدة حول العالم. وصباح الجمعة احصى ويكيليكس 1559 موقعا مماثلا. من جهة اخرى، اعلن منشقون عن ويكيليكس مستاؤون من اسانج الجمعة اطلاق مشروع منافس قريبا باسم اوبنليكس. وعلى عكس ويكيليكس لن ينشر هذا الموقع معلوماته مباشرة على الانترنت بل سيجيز لوسائل اعلام شريكة بالحصول على هذه المعلومات.
<<<<< متابعات [/SIZE][/B]