توصلت دراسة حديثة أن الأشخاص الذين مارسوا لعبة كرة القدم في مراحل المراهقة والشباب هم الأكثر عرضة لصغر حجم بعض مراكز المخ، خاصة المعنية بالذاكرة والمشاعر بالمقارنة بأقرانهم ممن لم يمارسوا هذه اللعبة، ويذكر أن العديد من الدراسات الطبية السابقة أشارت إلى تعرض الشباب الرياضيين إلى مشكلات الذاكرة والمهام العقلية الأخرى نتيجة تعرضهم للارتجاج.
ويشار أن الدراسة أجرت مسح تحليل بالرنين المغناطيسي للمخ لــ”50 لاعبًا” لكرة القدم –نصفهم تعرضوا لارتجاج – فضلا عن 25 شخصًا من غير لاعبي الكرة وعلى نفس القدر من المستوى الأول، وركز الباحثون على المنطقة الأمامية للمخ والمعنية بتخزين الذكريات وتنظيم العواطف، حيث وجدوا أن هذه المنطقة لدى لاعبي الكرة تكون عادة أقل حجمًا بالمقارنة بغيرهم خاصة من عانوا من إصابات في الرأس والارتجاج.
والجدير بالذكر أن مراكز المشاعر تتعدد بين الحب والكره والمقبول والمرفوض، ويشار أن الشعور بالكراهية ينشط مراكز أخرى لمشاعر متقاربة مع الكره مثل الخوف والغضب ولكن الكراهية تشاطر الحب مركزين من مراكز المخ، وأفاد علماء الأعصاب إلى أن مركز “بوتامن” ومنطقة “أنسولا” ينشطان عندما يساور الإنسان شعور بالحب أو بالكراهية.
هذا ويمهد مركز “بوتامن” لحركات الإنسان وليس عندما يصادف الإنسان شخصا يكرهه فحسب، ولكن أيضا عندما يظهر المنافس على الشخص المحبوب، أما منطقة “أنسولا” فإنها تنشط كرد فعل على الإثارة المقلقة “ويمكن للوجه المحبوب والوجه المكروه أن يمثل هذه الإثارة” حسبما أشار العلماء، كما تنشط مشاعر الكراهية مراكز أخرى في المخ إلى جانب المركزين المذكورين وهذه المراكز على صلة بالمشاعر العدائية أيضا.