أكد المدير الثاني ( السابق) في موقع “ويكيليكس” ، الألماني دانييل دومخيت ـ بيرغ ، أن مدير الموقع جوليان أسانج حصل على تمويل من جهات إسرائيلية شبه رسمية ، وأنه أبرم مع هذه الجهات “اتفاقا مكتوبا ومسجلا بالصوت والصورة” يتضمن تعهدا من قبله بعم نشر أي وثيقة يمكن أن تتسبب بأذى أو ضرر لمصالح إسرائيل الديبلوماسية أو الأمنية. وكان دومخت ـ بيرغ يعيش حتى قبل شهرين تحت اسم مستعار هو دانييل دومخت ، لكنه عاد إلى استخدام اسمه الحقيقي “دومخت ـ بيرغ ” بعد اختلافه مع جوليان أسانج ومغادرته إدارة الموقع أوائل تشرين الأول / أكتوبر الماضي .
وقال دومخيت ـ بيرغ ( 32 عاما) في اتصال مع “الحقيقة” بالبريد الإلكتروني من برلين حيث يعيش مع زوجته التي تعمل أيضا في مجال “الإنفورماتيك” إن أسانج “التقى مسؤولين إسرائيليين ، يعتقد أنهم رجال استخبارات و / أو ديبلوماسيون ، في سويسرا وأبرم معهم اتفاقا بهذا الخصوص” . وكشف دومخت ـ بيرغ عن أن الوثائق الديبلوماسية الأميركية التي يجري نشرها الآن تباعا على مواقع “ويكيليكس” وفي بعض وسائل الإعلام العالمية الأخرى “كانت تتضمن في الأصل كميات كبيرة من الوثائق الديبلوماسية حول حرب تموز / يوليو 2006 على لبنان ، وهو ما علمت به الجهات الإسرائيلية مبكرا ، الأمر الذي دفعها إلى فتح خطوط اتصال معنا ، وبشكل خاص مع أسانج الذي احتكر الاتصال معهم لاحقا ، قبل أن يبرم معهم صفقة تتضمن تعهدا بعدم نشر هذه الوثائق ، وربما إتلافها” ، مشيرا إلى أن المصدر الأساسي لهذه الوثائق هو السفارة الأميركية في تل أبيب والسفارة الأميركية في بيروت ، لكن بعضها جاء من السفارات الأميركية في باقي دول المنطقة ، لاسيما عمان والقاهرة والرياض ، فضلا عن بعض الوثائق الأخرى التي صيغت في الخارجية الأميركية على شكل ملاحظات وتوجيهات للجهاز الديبلوماسي الأميركي في الشرق الأوسط و أوربا “. وبحسب دومخت ـ بيرغ ، فإن أسانج ، الذي يحتكر مفاتيح ( “باسووردز”) الوصول إلى هذه الوثائق ، قام بعملية غربلة لها مع بعض زملائه حيث جرى ” نزع” الوثائق المتعلقة بالحرب المذكورة ، وبشكل خاص تلك التي تغطي الفترة من حزيران ـ يونيو 2006 إلى أيلول ـ سبتمبر من العام نفسه ، من أرشيف الوثائق الكامل . ولهذا ـ يتابع القول ـ تلاحظون سواء من خلال الوثائق المنشورة أو من خلال الدخول إلى ملفات هذه الوثائق ( المتاح الدخول إليها الآن في أكثر من موقع لويكيليكس) أن هناك “قفزا” فوق هذه الفترة . والبعض يتساءل : هل يعقل أن الديبلوماسيين الأميركيين لم يكتبوا حرفا واحدا عن الوضع المتفجر خلال 33 يوما وما تلاه ، واكتفوا بتعليقات وملاحظات عن قضايا شرق أوسطية أخرى بطريقة أشبه بالثرثرة؟ وتابع القول : ” ربما ، ومن باب التضليل وذر الرماد في العيون، يعمد أسانج إلى نشر بعض الوثائق المتعلقة بتلك الفترة ، ولكني أؤكد جازما بأن أي وثيقة ذات قيمة حول تلك الحرب لن يتم نشرها”.
وعن سؤالنا له عن سبب الخلاف مع أسانج وتركه فريق العمل ، قال دومخت ـ بيرغ “لقد كانت الشفافية وحق الناس في الوصول إلى ما يصاغ عن أحوالهم في الغرف السرية المغلقة شعارنا منذ البداية ، لكن سرعان ما تحولنا ، كأي حزب سياسي يفوز بالانتخابات ويتنصل من وعوده لناخبيه بفعل سحر السلطة وامتيازاتها ، إلى لعب الدور نفسه الذي تلعبه الحكومات التي تعاهدنا على فضحها ، وهذا أسلوب لا أخلاقي “. وبسبب الظروف ” الأمنية” المحيطة بجوليان أسانج ، لم تتمكن “الحقيقة” من الاتصال به حيث يقيم الآن في مقاطعة إسكس جنوب شرقي لندن للتعليق على أقوال شريكه السابق ، رغم أننا تركنا له بضع رسائل عن طريق صفحة “ويكيليكس” على موقع “تويتر” وعن طريق بريده الخاص الذي حصلنا عليه من دومخت ـ بيرغ .
تبقى الإشارة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان أكد ، عند بداية الحديث عن عزم ” ويكيليكس” نشر آلاف الوثائق الديبلوماسية الأميركية ، أن إسرائيل مطمئنة لجهة أن هذه الوثائق لن تتضمن ما يؤذي مصالحها ولن تتأثر بها. وقد أشاد جوليان أسانج بدوره ، في مقابلة مع مجلة ” تايم” الأميركية الأسبوع الماضي ، بنتنياهو وأطرى عليه باعتباره ” نموذجا للزعيم العالمي الذي يؤمن بأن نشر الوثائق يساعد الديبلوماسية العالمية “، وبأنه ” ليس سياسيا ساذجا (…) فهو يعي ما يقول”!!
<<<<< متابعات [/SIZE][/B]