عقدت المعارضة اللبنانية (حزب الله وحلفاؤه) مساء اليوم الأربعاء اجتماعا أعلن بعدها وزراء المعارضة استقالتهم من حكومة رئيس الوزراء سعد الحريري.
وأعلن وزير الاتصالات جبران باسيل بعد انتهاء اجتماع المعارضة في الرابية، استقالة وزراء المعارضة الـ10 من حكومة الوحدة الوطنية، عازيا الاستقالة إلى ما وصفه بالنتائج التي وصلت إليها الأمور من تعطيل وعدم قدرة الفريق الأخر على تخطي الضغوط الأمريكية.
وقال باسيل: “بعد قيامنا بمحاولة أخيرة لاستدراك الأمور وإصرار الفريق الآخر بالنهج نفسه الذي مارسه وإفساحا بالمجال أمام قيام حكومة جديدة تستطيع القيام بواجبها نقدم استقالتنا”.
وطالب باسيل رئيس الجمهورية ميشال سليمان بالإسراع في تدارك الأمور.
وعن خيار المعارضة لتسمية رئيس حكومة مقبل، قال باسيل إنه “عندما يدعو رئيس الجمهورية إلى استشارات سيكون للممعارضة موقفها”.
وأشار إلى أن “الخيار أمام رئيس الحكومة سعد الحريري وأمام اللبنانيين أن يختاروا بين بيروت وواشنطن، أو بين بيروت أو أي عاصمة أخرى”.
كما أعلن وزير الدولة عدنان السيد حسين في بيان، منذ قليل، استقالته من حكومة سعد الحريري؛ ما يعني أن الحكومة أصبحت في حكم المستقيلة بعد استقالة الثلث زائدا واحدا منها.
الأزمة اللبنانية:
وبدأت الأزمة في لبنان بعد كشف “حزب الله” في الصيف الماضي عن توجه إلى اتهامه في جريمة اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري التي وقعت في فبراير 2005. وبدأ على إثر ذلك حملة ضد المحكمة الخاصة بلبنان التي يتهمها بالتسييس وبأنها “أداة “إسرائيلية” وأمريكية لاستهدافه”.
وطالب “حزب الله” بوقف التعاون مع المحكمة, مقابل إعلان فريق رئيس الحكومة تمسكه بالمحكمة ورفضه أي تسوية على حسابها. وتسببت الأزمة بشلل حكومي ومؤسساتي.
هذا وكانت أنباء واردة من بيروت في وقت سابق اليوم قد أشارت الى أن وزراء المعارضة في الحكومة الحالية قرروا إعلان خروجهم منها، قبل انعقاد لقاء بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، في الولايات المتحدة الأمريكية.
وحول هذا الأمر عقد رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع مؤتمراً صحفياً في بيروت، أعلن فيه عن حق المعارضة باتخاذ اي خطوة، طالما انها تنسجم مع العملية الديموقراطية، معرباً عن عدم أسفه جراء الإقدام على هذه الخطوة “ليس لأننا لا نريدهم”، بل بسبب نهج التعطيل المتبع من قبل وزاء المعارضة، مضيفاً أن الأمور سارت في البلاد في الأشهر الأخيرة “بسرعة البطة”، على حد تعبيره.
ووجه سمير جعجع سؤالاً إلى أحد أقطاب المعارضة، وهو رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون، عن الأهداف التي انتخبه مؤيدوه لتحقيقها، وما إذا كان هؤلاء يرغبون بأن تسير الامور بالطريق التي تسير به الآن.
وشدد جعجع على انه لا يجب العبث بالثوابت اللبنانية، وعلى ان يظل رئيس الوزراء الحريري رئيساً للوزراء.
وعبّر السياسي اللبناني عن معارضته في المستقبل لتشكيل حكومة كالحكومة الحالية، لافتاً الى انه يجب تشكيل حكومة تهدف الى العمل.
وتطرق سمير جعجع الى ما وصفه بالصلاحيات التي منحتها المعارضة لنفسها، واصفاً إياها بأنها تفوق صلاحيات رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ورئيس المجلس النيابي، اذ انها كانت تقوم بتحديد المواضيع التي يجب طرحها والقرار الذي ينبغي ان تتخذ، مشبهاً سلوك المعارضة بسلوك الزعيم السوفيتي يوسف ستالين.
وأضاف جعجع ان “الفريق الآخر” يعمل على إخراج الوضع القائم من السياق الطبيعي للأمور.
وكالات