حظي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله بمساحة كبيرة من المحبة في قلوب أبناء المملكة ودول مجلس التعاون, وهي التي عبروا عنها في ذاك الاهتمام الكبير بمتابعة تطور علاجه من العارض الصحي الطارئ الذي ألم به, وليس غريبا على ملك الإنسانية أن ينعم بهذا الوفاء لأنه بادل شعبه وكل أبناء دول مجلس التعاون المحبة ذاتها.
وكما نشرت صحيفة “السياسة” الكويتية اليوم الأثنين في لقاءها بخادم الحرمين الشريفين ، فقد كانت فترة علاج الملك عبدالله بن عبدالعزيز أشبه بالغيمة الداكنة التي غطت على الجميع ولم تزحها إلا صوره أثناء استقباله قادة ورؤساء العالم في مقر إقامته في نيويورك, ما أشاع الارتياح لدى شعوب المنطقة.
وتفاعلا من الحب والمشاعر الكبيرة من أبنائه في المملكة والخليج قال خادم الحرمين هذا ليس مستغربا على شعوب تجمعنا بهم أواصر المحبة والعلاقات الأخوية الضاربة في التاريخ، وبلغوا إخواني وأهلي في دول مجلس التعاون كافة أنني شاكر ومقدر ومثمن لهم هذا الحب الكبير, فنحن قطعة من هذا الخليج, وهويتنا واحدة وأهله أهلنا وشعبه شعبنا, ولا غرابة في ما أبدوه من مشاعر صادقة ومحبة كبيرة غمروني بها, ويعلم الله أنهم في بؤبؤ العين, بل إن المشاعر الصادقة غمرتني ليس فقط من دول مجلس التعاون, بل من العالمين العربي والإسلامي, وهي مشاعر جياشة شعرت بها وأثمنها, وكانت مصدر راحة لي, والله عز وجل لن يضيع اجر من أحسن عملا, وأتوجه إلى الخالق بدعائي أن يديم عز هذه العلاقات الأخوية مع شعوبنا في مجلس التعاون, ولعل الله يلطف بنا ويديم الاستقرار والسكينة والأمن في بلادنا, نحن نحمده دائما على ما أفاء به علينا من الخيرات.
إنني أقول لكل أبنائنا في دول “الخليجي” وكل من تابع أخبارنا وحمل إلينا مشاعر الود والإخاء في عالمينا العربي والإسلامي, أقول لهم ماقلته لشعبنا في السعودية, وهو أنني بخير ما دمتم انتم بخير.
سيدي خادم الحرمين إن أبناءك في مجلس التعاون يرون في استقبالاتكم المبكرة ومتابعتكم لشؤون بلدكم وعالمكم ما قد يكون مرهقا, لا سيما أنكم لا زلتم في مرحلة النقاهة?
النقاهة بالنسبة إلي هي متعة العمل, فنحن نحمل أمانة, والوقت يدهمنا وهو لا يرحم, والعمل بالنسبة إلي راحة, أعان الله كل من هو في موقع المسؤولية واجد في العمل راحة متناهية, وخصوصا العمل من اجل من حملوني هذه المسؤولية الوطنية الكبيرة. احمد الله أنني بخير وما اؤديه من نشاط معلن وغير معلن لا ضرر منه ولن يكون مؤثرا على فترة النقاهة, ونحمد الله على كل شيء, ولا يحمد على مكروه إلا الله جل جلاله.
سيدي خادم الحرمين, لكنهم يقولون, اقصد الذين يتابعون نشاطك, أن النقاهة مفروضة عليكم من الأطباء ولا يريدون لهذا النشاط أن يؤثر, لا سمح الله, عليكم أو أن يكون معيقا لمرحلة النقاهة?
كما قلت لك سابقا إن العمل بالنسبة إلي جالب للصحة, ونحن نحمل أمانة سنسأل عنها. ومرة أخرى أقول لك بلغ كل الذين سألوا عني أنني تابعت عن كثب سؤالهم عني ومشاعرهم النبيلة, واقدر حرصهم الكبير علي, والحمد لله أنا بخير, وما يتابعونه من نشاط لي, أكان نشاطا سعوديا أو عربيا أو دوليا فهو مصدر راحة لي لأنه جالب للصحة.
أريد أن اطمئن الجميع إلى أنني بخير, وسأعود قريبا, بل قريبا جدا إلى المملكة حتى أكون بين أهلي وأبنائي وشعبي وإخوتي في الخليج, ولن أنسى دعواتهم المخلصة لي بالشفاء, ومشاعرهم الصادقة التي لا ابغي غيرها فهي تعبر عن حقيقة الروابط التاريخية بيننا, فنحن وأبناء دول مجلس التعاون في مركب واحد, ونبتهل إلى الله عز وجل أن يبعد عن هذه المنطقة كل ما يكدر الخاطر ويؤذي النفس.
سيدي خادم الحرمين لقد نقلت إليكم مشاعر الذين كدرهم ذلك العارض الصحي, ولم ينته كدرهم إلا حين شاهدوكم ترفلون بثوب الصحة والعافية. عبر لقاءاتكم الرسمية لقد بعثت صور هذه اللقاءات الراحة في نفوسهم.
اعرف ذلك وكما قلت لقد عايشت كل ذلك, سواء أكان من إخواننا الحكام والقادة في دول مجلس التعاون أو من قادة العالم عربا ومسلمين, وللجميع أوجه مرة أخرى شكري وتقديري, وأعيد واكرر أنني اثمن لهم هذه المشاعر بعميق التقدير.
سيدي خادم الحرمين ارفع أيضاً إلى مقامكم أن الأوساط الاقتصادية, أكانت سعودية أو خليجية أو عربية وعالمية أنها تابعت وبإكبار وتقدير فلسفة الموازنة العامة السعودية الأخيرة وأرقامها, فالي أين كل هذا الإنفاق الضخم?.
نحن دولة بارك الله في خيرها وأكثره, وهي بركة الحرمين الشريفين اللذين شرفنا الله مع شعبنا بخدمتهما, فهي ارض الرسالات والخير كثير فيها ولا نحتاج إلى الحديث عنه, والميزانية ذات أرقام مدروسة, وفلسفتها الغاية منها تحسين وتطوير البنية التحتية الاجتماعية إلى جانب البنية التحتية للوطن السعودي كله, علاوة على الاهتمام بالمسار الاقتصادي وتطويره ككل, وتطوير الصناعة لأننا نريد ناتجاً وطنيا متنوعا في السنوات المقبلة يكون رديفا لموارد الإنتاج النفطي ومردوده.
أن الميزانية مدروسة بشكل حصيف, وأبواب الإنفاق فيها معروفة والمردود أيضا, وأعيد القول أن بلادنا بلاد خير, ولن تقل الميزانيات في السنوات المقبلة عن ميزانية هذا العام, بل ستزيد وتزيد, ولذلك نقول قليل من الصبر وكثير من الشكر لله الذي انعم على بلادنا بهذه النعمة, فالكل سينال فرصته بمشيئة الله.
نحن نسعى من خلال الميزانيات اللافتة للنظر هذه إلى معالجة أي قصور في مرافقنا الاقتصادية أو الاجتماعية لم يصل إلى أسماعنا في الماضي, أو لم يكن تحت نظرنا, وشعبنا سينال خير بلاده حتى يتمتع بثروتها, وتتمتع الأجيال القادمة بها أيضا, وترى آثار النعمة على بلدها, وبهذه المناسبة أقول لك إنني أمرت بانجاز مشاريع ذات بنية اجتماعية وبسرعة حتى يستطيع الجميع الاستفادة منها وبأسرع وقت. أريد لأجيال الحاضر ومعهم شباب المستقبل أن يتمتعوا بنمو اقتصادي واجتماعي متاح ومزدهر.
سيدي خادم الحرمين دعني ارفع إلى مقامكم السامي أن الذين سيقرأون مشاعركم هذه سيسعدهم كثيرا أنكم كنتم تتابعون استفساراتهم ومشاعرهم حيالكم, واقصد هنا أبناء دول مجلس التعاون وعالمنا العربي والإسلامي.
… وأنا اسعد الناس بهذه المشاعر, وأدعو الله ألا يصيب احدهم أي مكروه, وأتمنى لهم أن يرفلوا دائما بأثواب الصحة والعافية, وكما قلت لك مقدر ومثمن ذلك كله واشكرهم على ما يكنونه من مشاعر صادقة ومحبة كبيرة.
التعليقات 1
1 pings
Warning: Attempt to read property "display_name" on bool in /home/tareebne/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 281
Warning: Attempt to read property "user_level" on bool in /home/tareebne/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 282
Warning: Attempt to read property "user_url" on bool in /home/tareebne/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 283
Warning: Attempt to read property "ID" on bool in /home/tareebne/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 284
17/01/2011 في 9:12 ص[3] رابط التعليق
[SIZE=4][B]
[FONT=Arial]حمدا لله على السلامه يا أبا متعب[/FONT]
[/B][/SIZE]
(0)
(0)