تزامنا مع اليوم العالمي للقضاء على كافة اشكال التمييز العنصري , نظم فرع الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بمنطقة الجوف ندوة عن التمييز العنصري . ولقد شارك عدد من المختصين في الجوانب الشرعية والقانونية لموضوع الندوة من كلية الشريعة والقانون بجامعة الجوف وهم : الدكتور محمد عبدالرحمن والدكتور إبراهيم بسطويسي والدكتور إسماعيل علوان , و ادار الندوة الدكتور عماد السيد ابو حسن , وقام بالإشراف العام على الندوة الدكتور طارش الشمري .
ولقد تم مناقشة محاور الندوة من الناحيتين الشرعية والقانونية ومقارنة مفهوم العنف التمييز العنصري في الإسلام مع ماهو موجود في الوثائق والصكوك القانونية الدولية. واكد المشاركون على ان من يتأمل في نصوص الشرع يجد أن الله تعالى أثبت في آيات عديدة أن أصل بني آدم واحد لا يتفاضلون فيه , قال الله تعالى:{يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا}. وأكد رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا المعنى في عدد من الأحاديث كما في خطبته في حجة الوداع في قوله: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ، أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ، وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ، وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ، إِلَّا بِالتَّقْوَى، إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ …). ولقد اكد الإسلام على عدم جواز التمييز بين الناس على أساس لم يعتبره الشرع ، مثل اللون، أو اللسان، أو النسب، أو الجاه، أو البلد والجنسية، أو الغنى، أو السلطان. فالإسلام يرفض التمييز بين الناس على شيء من هذه الأسس . بل سمى هذا التمييز من أمر الجاهلية. وحتى عندما يميز الإسلام بين الذكر والأنثى أعطى كلاً ما يناسبه من الحقوق والواجبات. ولما ميز بين المسلم والكافر، والمحسن والمسيء، لم يهدر حقوق الكفار، ولا المسيئين، فالله تعالى أمرنا بالعدل في الحكم مع الجميع، حتى لو كان الخصم عدواً، قال تعالى:{ولا يجرمنكم شنئان قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى}. ولم ينهنا عن التعامل معه على أساس تبادل المصالح ، كل ذلك مع ضمان الحقوق . ولقدأمر الإسلام بالإحسان إلى الجار، حتى لو كان كافراً، وبصلة الرحم وإن كان كافراً، وبالعدل مع الخصوم. كما نهي الإسلام عن الإفساد في الأرض بقتل الأنفس البريئة، وقطع الأشجار وهدم البنيان وقتل الحيوان.
كما تطرق المحاضرون إلى واقع التمييز العنصري على مستوى العالم اليوم، ومدى المصداقية في مكافحة هذا التمييز.وتم التأكيد والإشادة بمواقف المملكة العربية السعودية من إتفاقية القضاء على كافة اشكال التمييز العنصري وتحفظها على تلك البنود التي تتعارض مع ثوابت الشريعة الإسلامية. كما تمت الإشارة الى انه على الرغم من ان ممارسة التمييز والفصل العنصري تعتبر جريمة ضد الإنسانية في القانون الدولي , إلا ان منظمة الأمم المتحدة تميز في تطبيق القانون على ارض الواقع ,وتم الإستشهاد على ذلك بما يحصل في إسرائيل ضد ابناء الشعب الفلسطيني من تمييز عنصري وكذلك ما يتعرض له المسلون من إضطهاد وتمييز في اماكن عدة في العالم.
22/03/2015
“حقوق الإنسان” بالجوف تنظم ندوة عن التمييز العنصري
لا يوجد وسوم
(0)(0)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://alraynews.net/525671.htm