العام الجديد 2011م أظنه عام التغيرات والمتغيرات المحصورة في عالمنا العربي والإسلامي فقط ففي بدايات هذا العام سقط حكم رئيس عربي وهرب ذلك الرئيس للخارج تاركاً الجمل بما حمل ولم تكتفي بلداننا العربية بذلك بل شهدت بعض البلدان سلسلة مظاهرات غاضبة تطالب بالإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي وتفاوتت حدتها بين بلدِ وأخر إلى أن حطت الطامة الكبرى برحالها في منارة المشرق وحضارة الدنيا مصر . فمصر ألان ومنذ مايقارب الأربعة أيام وهي تعيش في حالة عصيان وتمرد شعبي ففي الخامس والعشرين من يناير انطلقت ما سمي بثورة الغضب ولن أسهب الحديث عن حرية التعبير وحق الاختيار وما إلى ذلك من شعارات يرددها الساسة والتحريريون بل سأنحى جانباً عن ذلك فما يحدث ألان في مصر وما حدث من قبل في تونس وهي ربيبة أم الدنيا ودار الفنون الساحرة يدل على أن هناك أيدي خفية تقف وراء تلك الأحداث فالبداية كانت من تونس وبعدها مصر لان تلك الدولتين تعدان منارتين للمشرق ففيهما ولد وعاش المثقفون ومنهما انطلق الأدب العربي إلى العالم ومنهما كانت بدايات التحرر والحرية وهذا يعطي دلالة واضحة على أن من يقف وراء تلك الأحداث المتسارعة والمتتالية دول لا أشخاص فأحداث تونس ومصر تزامنت مع تظاهرات خفيفة في بلدان الأردن وموريتانيا والجزائر والمغرب وعمان وتظاهرات في لبنان رافضة الحكومة الجديدة المعممة بشماغ سني وربطة شيعية فتلك الأحداث حركتها عناصر استخباراتية دولية لتستفيد من اختلال الأمن وتبسط السيطرة والسيادة المقنعة لكن لم تنشط تلك العناصر إلا بدعم دولي وداخلي في تلك الدول فالأوضاع مهيأة على جميع الأصعدة سياسياً واجتماعياً واقتصادياً وشعبياً , والبعض يرى أنها حراك شعبي وظاهرة صحية لكنها في الواقع غير ذلك فنحن في زمن التحالفات والمتغيرات الدولية فالتحالفات تتغير والمصالح تتغير وكذلك قوانين اللعبة تتغير ولكل مرحلة مفرداتها وقوانينها . فدول العالم الغربي سئمت من بعض الأنظمة التي تنازلات بما فيه الكفاية وسئمت من سلام الشرق الأوسط المزعوم وسئمت من أحوالها الاقتصادية المتردية بسبب الأزمة العالمية فكان عليها أن تبحث عن مصادر إنتاج وتمويل وكان عليها أن تقضي على السلام المزعوم بإشغال الشعوب العربية الغلبانه اصلاً بنفسها فحدث ماحدث في تونس ومصر والبقية ستأتي أن لم يفق العرب من سباتهم ويتوقف المطبلون والمزمرون لأننا أمام مرحلة صعبة وحساسة فإسرائيل لن تفرط في ما أخذت ولن تقدم تنازلات والعالم الغربي يعاني من كساد مالي وخيرات العرب لم تستنزف بعد وبتالي لابد من إعادة رسم خريطة جديدة للشرق الأوسط فخلال حكم بوش الابن تحدثت وزيرة خارجيته رايس عن شرق أوسط جديد وشاهدنا على صفحات الجرائد صور افتراضية لذلك الشرق المزعوم والذي لم يكمل رسمه بوش الابن فأتى اوباما وأكمل الرسم وبدا التنفيذ بمساعدة الحلفاء والغرباء فكل دول العالم الغربي بمن فيها روسيا وإيران اشتركت في الرسم واشتركت في التنفيذ .
آما نحن واقصد الشعوب بمختلف انتمائتها وتوجهاتها تنظر إلى الأحداث وكأنها حركات تحررية من الاستبداد والظلم وغفلت عن الجانب الحقيقي لكن الذي يعقد المسئله ويزيدها تعقيداً اؤلئك المطبلون والمزمرون من من يدعون الثقافة والحرية والذين يتمسكون ويرددون خطابات الثورة والتغيير والإصلاح فهم في الواقع إما عملاء أو مع الخيل ياشقراء .
كل الشعوب تريد التغيير والإصلاح لكن ليس بتلك الطرق ولا بتلك الأساليب القذرة فكم شخص قتل وكم من ملك سلب وكم من منزل حٌرق وكم من قلب ارتعد خوفاً التغيير يكون بإرادة شعبية وبطرق سلمية وحوارات جادة وقيادات وطنية غير مقنعة ولا دخيلة مع الحفاظ على الثوابت الوطنية والقومية التي هي في الأساس الإطار الذي يحمي البلاد من الفوضى والتشتت.أخشى ما أخشاه أن تمتد تلك الأعمال وتحط برحلها في منارة الشام وذراع الحضارة سوريا فهي بلاد الفكر وحضارة التاريخ وعراقة المجد هذا ما أخشاه عسى الله أن يخيب ظني . لكن فيما أوردت هناك من سيخالفني ومن سيخالفني ادعوه للتأمل لماذا بدأت تلك الأفعال بتونس وبعدها مصر لماذا لان تلك الدولتين مكانتهما عظيمة ثقافياً واجتماعياً وحتى سياسياً وكذلك سوريا اقرؤ التاريخ وانظروا من أين بدأت الحرية وثوراتها في عالمنا العربي وأين انتهت ولماذا بدأت من تلك البلاد.
اسال الله أن يصلح الحال والى الله المشتكى واسئله السلامة والاستقرار لشعوبنا العربية والإسلامية..
<<<<< متابعات بقلم أ/ رياض عبدالله عبدالكريم الزهراني [/SIZE][/B]