أرجأ الرئيس اليمني علي عبد الله صالح زيارة كانت مقررة لواشنطن في غمرة احتجاجات متزايدة تدعو لعزله من السلطة.
ونقلت وكالة سبأ اليمنية عن مسؤول يمني قوله: “قرر الرئيس تاجيل زيارته للولايات المتحدة المقررة في نهاية فبراير/شباط بسبب التظورات الحالية في المنطقة”.
وأضاف المسؤول قائلا إن البلدين “سيتواصلان عبر القنوات الدبلوماسية” لتحديد موعد جديد للزيارة.
وقال شهود عيان إن قوات الأمن وأنصار الحزب الحاكم استخدموا الهراوات والخناجر لتفريق حوالى ألفي متظاهر في قلب العاصمة اليمنية صنعاء طالبوا برحيل الرئيس من السلطة، ما أسفر عن إصابة امرأة واعتقال 10 أشخاص.
وتجمع المتظاهرون في جامعة صنعاء ومع تزايد عددهم إلى آلاف بدأوا يسيرون نحو السفارة المصرية ولكن تصدى لهم بعض المتظاهرين المؤيدين للحكومة وهم في طريقهم إلى هناك.
ووقعت الاشتباكات بين المتظاهرين الذين ألقوا بأحذيتهم على المناهضين لهم ووقعت اشتباكات بين آخرين بالهراوات والأيدي وأصيب شخصان باصابات طفيفة.
كما تعرض عدد من الصحفيين ومصوري وسائل الإعلام الخارجية للاعتداء من قوات الأمن وانصار الحزب الحاكم واحتجز بعضهم لساعات وتم تكسير كاميرات البعض منهم ومصادرة الأشرطة التي وثقت ما حدث من اشتباكات.
وكان الحزب الحاكم في اليمن قد نظم يوم الأحد مسيرة كبيرة شارك فيها الآلاف من المؤيدين للرئيس صالح في ميدان التحرير وسط العاصمة صنعاء.
وقد سجلت المصادمات بين أنصار السلطة ومعارضيها في ثلاث مناطق بالعاصمة.
وفي تعز وسط البلاد استمرت الاحتجاجات المطالبة برحيل النظام منذ الأمس وتقول المعارضة إن قوات الأمن اعتقلت فجر يوم الأحد 120 شخصا من المعتصمين أمام المجمع الحكومي.
حوار
في غضون ذلك أعلن تكتل اللقاء المشترك للمعارضة اليمنية عن ترحيبه بما ورد في خطاب الرئيس اليمني على عبد الله صالح كما أعرب عن استعداده للتوقيع هذا الأسبوع على محضر لعودة الحوار.
ووضع التكتل شروطاً للانخراط في الحوار مع السلطة في مقدمتها إلغاء كافة الإجراءات الانفرادية التي اتخذها الحزب الحاكم مؤخراً وتجميد التعديلات الدستورية وإلغاء قانون الانتخابات الحالي وإشراك الحوثيين والحراك الجنوبي ومعارضة الخارج في الحوار.
كما طالبت قيادات المعارضة الرئيس اليمني بإقالة نجله وإخوانه من قيادة المؤسسات العسكرية والمدينة ليثبت جديته في تصريحاته الأخيرة.
وكان الرئيس اليمني قد أعلن في الثاني من فبراير أنه لن يسعى لفترة ولاية جديدة بعد انتهاء ولايته الحالية عام 2013.
كما تعهد الرئيس اليمني بعدم تسليم مقاليد الحكم لابنه بعد انتهاء فترة ولايته.
ودعا صالح المعارضة إلى العودة للحوار والمشاركة في حكومة وحدة وطنية.
وأعلن الرئيس اليمني عن تجميد التعديلات الدستورية الاخيرة وتأجيل الانتخابات النيابية التي كانت مقررة في أبريل القادم حتى يتم تصحيح السجل الانتخابي وهي النقاط التي كانت مثار خلافات حادة مع المعارضة طوال الاشهر الماضية.