لازالت بعض العوائل والأسر في وادي الدواسر حتى اليوم الثالث من أيام عيد الفطر المبارك ، تفرح وتبتهج بهذه المناسبة السعيدة من خلال استمرارية الخيام المنصوبة لاستقبال الضيوف والمهنئين ، والتلاقي بين أفراد الأسرة والعائلة والحي في صورة اجتماعيه جميلة ، ترتسم على محياهم الابتسامة ، وتفوح من مباخرهم روائح العود الزكية ، وتحتسي معهم من الدلة الشاذلية فناجين القهوة الخولانية ، وتشنف مسامعك معهم بأجمل الحكايات والقصائد ، وتهتز مشاعرك وأحاسيسك على قرع الطبول وهم يؤدون العرضة السعودية أو سامري المحافظة .
في جولة لنا بأحد تلك المخيمات حدثنا أحد كبار السن ويدعى شافي بن ناصر فقال ” أن العيد مناسبة إسلامية عظيمة ، يجتمع فيها الاحباب والاقارب في فرصة قد لاتتكرر طوال العام خاصة في ظل تواجد كثير من ابناء العائلة الواحدة في خارج المحافظة بحكم الوظيفة او الدراسة فنجدها فرصة للتلاقي ، معللاً جعلها بالخيام او الاستراحات للتخفيف على الاسر من معاناة استقبال الضيوف وحتى تكون هناك اريحية أكثر للقادمين أو الراغبين البقاء فترة أطوال أو تكرار الزيارة .
ويبين لنا محمد عبدالله الدوسري أن أكثر ما يتم تدوله من الحديث في هذه المناسبة هذا العام كان عن عاصفة الحزم ، والحديث عن تأجيل الدراسة ، والاسراف في الحفلات ، وعن أهمية هذه المناسبات في التلاقي .
فيما يؤكد عبدالعزيز محمد الدوسري أن حديث الذكريات بين كبار السن هو أجمل مايسمعه في هذه اللقاءات ، وأن الشيء الذي لايعجبه الحديث عن الكرة ومايراه من تعصب لناد دون آخر .
وينوه حسين علي الدوسري بأهمية تلك اللقاءات في تجديد العهد بالأصحاب الذين ابعدتهم مشاغل الحياة عن أهاليهم وجماعتهم ، وأن مثل هذه الاجتماعات تؤكد أن الناس لازالوا بخير وان وسائل التواصل الاجتماعي مهما كانت لن تغير من بعض العادات لدى من يدرك أهمية اجتماع ابناء العمومة أو ابناء الاسرة الواحدة أو زملاء الدراسة او المهنة .
ويرى فهد ناصر الدوسري أن تقديم بعض الأسر لبعض موروثها الشعبي في هذه المناسبة شيء مهم للحفظ عليه وتعريف الناشئة والجيل الجديد به ، وقال ان أجمل ماشاهد كان عرضاً لمرحلة الكتاتيب قدمته أحدى الاسر غرب المحافظة .