دعت دراسة حديثة إلى قلب المفاهيم المتعلقة بالتغذية والحميات الرامية لتخفيف الوزن، بشكل يجعلها تعتمد على زيادة كميات الطعام بدل تخفيفها، مع تحديد نوعيتها، وذلك لمعالجة المشكلة الأساسية التي لا تتطرق الحميات لها، وهي عامل الإشباع النفسي.
وقالت الدراسة التي اعتمدت على تحليل أكثر من 400 بحث، إلى جانب إجراء اختبارات على عشرات الأشخاص، إن المشكلة التي تؤدي إلى زيادة وزن المرء تتمثل في عدم قدرة الدماغ على التمييز بين لحظة الشبع ولحظة الانتفاخ، ما يدفعه لأكل كميات إضافية ليس بحاجة إليها.
وأضافت الدراسة إن الحميات التقليدية تعتمد على تخفيف كميات الطعام والسعرات الحرارية تؤدي إلى خفض الوزن في الأمد المنظور، لكنها تدفع الجسم المعتاد على الدهون إلى تبديل معدلات الأيض، الأمر الذي يزيد جوع المرء مع الوقت ويؤدي به إلى العودة للموائد العامرة التي تزيد وزنه.
واقترحت الدراسة في سبيل ذلك إلى ترك المرء يتناول الكميات التي يرغب بها من الطعام للوصول إلى لحظة الشبع وإرضاء دافعه النفسي للأكل، لكن مع تعديل قائمة الأطعمة لتشمل مأكولات غنية بالألياف والمياه، مثل الخضراوات والفاكهة.
كذلك أشارت الدراسة إلى ضرورة أن يقوم المرء على اختيار الأغذية ذات النكهات المحدودة، وذلك للتحايل على دافعه النفسي الذي يبرز عند تناول الطعام لتذوق كل ما هو موجود على المائدة.
وأضافت أن أول نوع من الأغذية يأكله المرء بعد شعوره بالجوع الشديد يرتبط لديه تلقائياً بلذة الشبع، وبالتالي، فإن الشخص المعتاد على تناول لوح شوكولاته كوجبة خفيفة عند شعوره بالجوع سيزداد تعلقاً بالحلويات، ويزيد من استهلاكه منها، بينما لو أقدم على تناول الفاكهة أو الخضراوات بمجرد شعوره بالجوع فإن نمط غذائه سيتبدل بالكامل.وحذرت الدراسة من خطر سائر أنواع الحميات التي تطلب من الإنسان تحدي جوعه، مشيرة إلى أن الرغبة في تناول الطعام تصدر من الدماغ لدى تراجع مخزون الجسم من السعرات الحرارية الضرورية، وبالتالي فإن تجاهلها قد يؤثر على وظائف الجسم أو طاقة الإنسان.