تحت رعاية معالي الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير وزارة الداخلية، تواصلت أمس (الخميس) أعمال اليوم الثالث من الملتقى الخليجي الرابع للتخطيط الاستراتيجي “هواجس أمنية” بتنظيم من مكتب أكت سمارت لاستشارت العلاقات العامة بفندق ومنتجع سوفتيل الزلاق.
الدكتور ظافر العجمي: الخليج يمتلك سلاحاً جوياً أقوى من إيران
العقيد ابراهيم آل مرعي: قوات درع الجزيرة نجحت مهمتها في البحرين
الأستاذ ناصر فهد الدويلة: إيران تستخدم الخونة في منطقتنا لتنفيذ أجندتها
تطرقت جلسة “الأمن العسكري” في الملتقى، التي عرف خلالها المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج، الدكتور ظافر العجمي، التوازن الاستراتيجي وهو حالة الاستقرار التي لا يتمكن الغريب الإخلال بها، مشيراً بذلك إلى أهمية خلق توازن الاستراتيجي خليجي إيراني، خصوصاً أن دول الخليج أقوى منها جوياً. وأكد أن دول الخليج بإمكانها تطوير مفاعل نووي سلمي متفوق في المنطقة، وذلك انطلاقاً من باب توازن الرعب.
من جانبه قال الخبير السعودي في الشؤون الأمنية والاستراتيجية العقيد متقاعد ابراهيم آل مرعي، إن قوات درع الجزيرة نجحت مهمتها في البحرين، وهي بحاجة للمزيد من الدعم لزيادة قدرتها، وبذلك لن يتجه الخليج للتحالف مع دول أخرى لمواجهة المشاكل التي تعاني منها المنطقة.
وأشار إلى أن رسم خطة استراتيجية ضد إيران بحاجة إلى اتفاق من قادة الخليج على أن إيران خطر على جميع دول الخليج، مؤكداً أن إيران تمتلك 5000 جاسوس في الخليج.
وقال العضو السابق بمجلس الأمة بدولة الكويت الأستاذ ناصر فهد الدويلة، إن إيران تستخدم خبرائها والخونة في منطقتنا لتنفيذ أجندتها، مشيراً إلى أن القوات الموالية لإيران تسيطر على العراق، وبذلك يتم تسهيل مرور الأسلحة والمتفجرات إلى الخليج لزعزعة أمنه.
وأشار إلى أن المؤسسة العسكرية في الخليج تواجه التحديات، خصوصاً أن العراق فاتح الحدود لداعش تعبر إلى الكويت والسعودي، وكذلك إثارة المليشيات العراقية المشاكل على الحدود الكويتية والسعودية. وأكد أن دول الخليج محصنة من عواصف الربيع العربي.
الاستاذ درويش المناعي: على الخليج أن يتكتل اقتصاديا لمواجهة المخاطر الاقتصادية
الدكتور محمد سعد أبو عامود: لا يتحقق الأمن دون التنمية الاقتصادية
الأستاذ أمجد طه: الأمن الاقتصادي والإعلامي يحققان الأمن الداخلي
وخلال جلسة “الأمن الاقتصادي”، دعا خلالها عضو مجلس الشورى بمملكة البحرين، الاستاذ درويش المناعي، الحكومة في البحرين إلى تنويع مصادر الدخل لحماية المملكة من أي تدهور اقتصادي، مؤكداً أن فقدان الأمن الاقتصادي خطير جداً ويتسبب بتدهور المجتمعات. ونوه إلى أهمية قيام تكتل اقتصادي خليجي يشكل منظومة اقتصادية قوية تسهم في ترسيخ قواعد الأمن الاجتماعي.
وأشار إلى أهمية تركيز الخليج على جذب الاستثمارات، وتفعيل دور القطاع الخاص، وإشراك المواطنين في القرارات، والقضاء على الفساد وهدر الأموال، والحفاظ على أمن الشركات من التجسس، والتغلب على قلة الموارد المالية بالبدائل، وتذليل العقبات من أمام المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وانتقال الخليج من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد.
من جانبه قال أستاذ العلوم السياسية والدراسات الاستراتيجية بجامعة حلوان، الدكتور محمد سعد أبو عامود، إن الأمن لا يتحقق دون تنمية الاقتصاد، مستشهداً بتجربة الاتحاد السوفيتي التي ركزت على التنمية العسكرية وأهملت التنمية الاقتصادية ما تسبب بانهيار اقتصادي كبير، ومن ثم راجعت سياستها وبدأت تهتم بالتنمية الاقتصادية. وأكد على أهمية التنمية المستدامة والتي تضمن استمرارية ومشاركة القطاع الخاص العمل مع القطاع العام، الأمر الذي ينعكس عليه عملية النمو الاقتصادي المتواصلة، ما يشكل ركيزة للأمن الاقتصادي.
من جانب آخر تحدث الرئيس الاقليمي للمركز البريطاني للدراسات وأبحاث الشرق الأوسط الأستاذ أمجد طه، إن الأمن الاقتصادي والإعلامي يحققان الأمن الداخلي، فالإعلام جزءاً من المنظومة الأمنية الذي يجب ضبط إيقاعاته على المجتمعات، وتوجيهه نحو خدمة الأمن.
وأشار إلى أن التهاون في ضبط الأمن الإعلامي والاقتصادي ينتج عنه ظهور القنوات الطائفية والمدمرة للدول، وبذلك ينهدم الأمن الاجتماعي والداخلي والاقتصادي، خصوصاً في الوقت الحالي الذي تدار فيه الحروب بوسائل إعلامية.
الدكتورة ثريا العريض: “الأمن الاجتماعي” يحقق التوازن والطمأنينة للمواطن
الدكتور خالد جاسم بومطيع: فقدان القاعدة الثقافية ينتج عنف المولوتوف والحزام الناسف
الأستاذة فاطمة عبدالله خليل: الفقر والبطالة يسهلان انخراط الشباب في الجماعات الإرهابية
أما في جلسة “الأمن الاجتماعي”، أكدت خلالها عضو مجلس الشورى بالمملكة العربية السعودية، الدكتورة ثريا العريض، أن الهدف النهائي من التطرق إلى المحاور الأمنية هو تحقيق “الأمن الاجتماعي”، وهو نتاج درجة التوازن ومستوى الطمأنينة التي يشعر بها المواطن.
وأكدت أن الفقر فهو أمر نسبي، فيختلف من دولة لأخرى، مشيرة إلى أن دول الخليج تعاني من مشكلة تتمثل في أنها دول استهلاكية، لذلك يحتاج المواطن شراء كل ما يستجد في الأسواق، ووصفته بمجتمع “اتكالي”، يعتمد على الدعم الحكومي، والحكومات تعتمد على النفط بدلا من تنويع مصادر الدخل.
وأشارت إلى دراسة قامت بها المملكة العربية السعودية لمعرفة خط الفقر فأوضحت أن الفرد بحاجة إلى 5000 ريال أي ما يعادل (500 دينار) لتجاوز خط الفقر وتكون لديه القدرة على توفير التعليم والحياة المعيشية لعائلته، بينما هنالك عدد كبير من الرواتب تبلغ 1500 ريال، ما يعادل (150 دينار).
وفي ردها على مداخلة بخصوص احتياطيات المياه في دول الخليج، على اعتبار أنها لا تمتك مخزوناً تحت الأرض، قالت: “بالفعل فإن أية صراعات قادمة قد تستهدف محطات المياه في الخليج، وهذه المشكلة في الوطن العربي أجمع، وفي المقابل مخزون المياه الجوفية انخفض بصورة كبيرة وأصبح غير صالح للشرب، ولم تتطرق دول الخليج لدراسة هذه المشكلة”.
وتحدث رئيس جمعية البحرين للجودة، الدكتور خالد جاسم بو مطيع، عن العنصر الثقافي “الشعور بالرضى”، وكذلك التعليم والعادات والتقاليد الموروثة والانتماء الوطني أيضاً كأبرز عناصر الثقافة في المجتمع، مشيراً إلى أن هذه العناصر تكوّن قاعدة ثقافية للأمن الاجتماعي، لتحقيق الرضا لدى الأفراد. ولفت إلى أن فقدان القاعدة الثقافية ينتج عنه عدم الرضى والسخط وفقدان الأمن والعنف سواء عبر حمل المولوتوف أو ربط الحزام الناسف.
وفيما يتعلق بالفقر قال: “أجرينا دراسة في البحرين والسعودية على أكثر من 1000 أسرة تعنى بنقل الأسر من الفقر إلى حالة الغنى، فخلصت الدراسة إلى أهمية تثقيف الأفراد، وإبعادهم عن التسول”، مشيراً إلى أن بعض الأسر أصبحت اليوم في حالة مادية ممتازة جداً.
من جانبها قالت الكاتبة والباحثة الأستاذة فاطمة عبدالله خليل، إن ابرز عوامل الفقر هي البطالة التي يعاني منها الكثير من الشباب العربي، والفقر والبطالة يسهلان انخراط الشباب في الجماعات الدينية الإرهابية التي تتسبب في ضياع مستقبلهم وتفكيك المجتمعات، وكذلك تغييب دور الكفاءات الوطنية عبر جلب الأجانب، وفتح التخصصات في الجامعات دون دراسة متطلبات سوق العمل، يساهم في تفاقم البطالة، بالتالي انعدام للأمن الاجتماعي.
وفي مداخلة للأمين العام للملتقى الخليجي الرابع للتخطيط الاستراتيجي الدكتور فهد إبراهيم الشهابي، خلال ختام الملتقى، أكد فيها أن المنطقة عصية على كل من يحاول إضعافها عبر ضرب استقرارها، مشيراً إلى أهمية هذا الملتقى في صوغ الاستراتيجيات التي تجعل من الخليج يعبر المراحل الصعبة في الفترة المقبلة بكل سلام.
وفي ختام الملتقى قام الأمين العام للملتقى الخليجي الرابع للتخطيط الاستراتيجي الدكتور فهد إبراهيم الشهابي بتسليم الشهادات للمشاركين.