تشهد إيران الآن حالة عدم الاستقرار والتخبط إثر مظاهرات كبيرة تشهدها البلاد، وتداول نشطاء إيرانيون عبر صفحاتهم الخاصة بمواقع التواصل، صور تظهر خروج آلاف المتظاهرين الأتراك الإيرانيين، إلى شوارع مدينتي “تبريز وروميه”، التابعتين لإقليم أذرابيجان غرب إيران، للتنديد بسياسة الحكومة.
وتأتي التظاهرات بعد دعوة مجموعة من النشطاء، إلى الاحتجاج على إساءة تلفزيون القناة الثانية الإيرانية للقومية التركية، في أحد برامجها الساخرة.
ويظهر المقطع الذي انتشر في صفحات النشطاء الأتراك بسرعة البرق، وهو عبارة عن جزء من مسلسل إيراني يظهر رجل من الأتراك الآذريين مع ابنه في فندق بطهران وهما يشتكيان من رائحة الغرفة التي يقطنان فيها، لكن يكتشف صاحب الفندق بعد اقترابه منها أن “السبب وراء الرائحة هو فم الطفل الذي كان ينظف أسنانه بفرشاة تنظيف مرحاض الفندق”، حسب رواية المسلسل، في محاولة تحقير واضحة للأتراك الإيرانيين.
وطالب النشطاء الأذريون الأتراك، بعد بث هذه اللقطات، مدير تلفزيون قناة “الثانية” الإيرانية بوقف المسلسل والاعتذار علنا، وأمهلوه ثلاثة أيام تنتهي يوم غد الثلاثاء.
ودعا نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي من أبناء القومية الاذرية، إلى الخروج بتظاهرات تنديدا بهذه الإساءة لهم، فيما تبادل المئات منهم رسائل عبر الهواتف المحمولة تدعو للتظاهر في أكبر المدن التي يقطنها أغلبية أذرية وهي “تبريز وارومية”.
وقالت الناشطة الأذرية سيمين صبري عبر صفحتها على تويتر، إن القوات الأمنية الإيرانية قررت منع التجمهر في مدينة تبريز، مهددة باعتقال أي تجمع يتجاوز ثلاثة أشخاص.
وكشف الناشطة عن انتشار القوات الأمن الإيرانية في مدن محافظة اذربيجان بعد دعوات من قبل الشعب الآذري في المحافظة بإقامة مظاهرات عصر يوم غد في الساعة 4 عصرًا.
لكن خرج مدير البرنامج بدلا من رئيس التلفزيون ببيان، وصفه النشطاء الأتراك بأنه “اعتذار أقبح من ذنب”، حيث قال المدير إن الهدف كان لتوضيح “أهمية تنظيف الأسنان، ولم يقصد إهانة القومية الأذرية”.
وتقدر القومية التركية في إيران التي تقطن شمال وشرق البلاد، بـ25 مليون نسمة، وقد بدأ أفرادها منذ سنوات بالنشاط المكثف والضغط على الحكومات الإيرانية بشقيها الإصلاحي والمتشدد من أجل استيفاء حقوقهم القومية، منها اللغة التركية الأذرية، رغم أن مطالب النشطاء الأذريين في الخارج تتراوح بين إسقاط النظام وبناء نظام فيدرالي أو الاستقلال والانفصال الكامل عن إيران.