
أدانت الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة الحادث الإرهابي الذي وقع يوم أمس الجمعة في مسجد الرضا بحي محاسن بمحافظة الاحساء، وأدى إلى وفاة 4 أشخاص وإصابة 17 آخرين جاء ذلك في البيان الذي أصدره الشيخ الدكتور عبد الله بن عبدالمحسن التركي، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، وعضو هيئة كبار العلماء في المملكة، معبراً عن بالغ أسفه من هذه الأعمال الإجرامية قتلاً وإفساداً في الأرض وخروجاً عن تعاليم الدين الإسلامي، مشيراً معاليه إلى موقف الإسلام الواضح من هذه الاعمال الإجرامية من قبل هذه الفئات المنحرفة في فكرها انحرافا خطيراً، لكونها تسعى إلى زعزعة الأمن والاستقرار في المجتمعات المسلمة باسم الإسلام والشعارات الخادعة، ومحذراً في الوقت نفسه من الانتساب إليها ودعمها بأي شكل من الأشكال.
وقال الدكتور التركي إن حرمة قتل النفس بغير حق حرمة قطعية قال تعالى: ( وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ) (الاسراء:33) ما يقوم به الإرهابيون القتلة هو من البغي والفساد في الأرض، مشيراً إلى أن الإسلام شنع على الذين يؤذون الناس في أرجاء الأرض بقوله تعالى: ( وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتهُ الْعزَّةُ بِالْأِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ) (البقرة:205- 206).
وبين معاليه أن أعمال الإرهاب لا تفرق في القتل بين مسلم وغيره، وأن الإرهاب أزهق أرواحاً كثيرة من المسلمين بينهم شيوخ وأطفال ونساء.
وقال إن المملكة العربية السعودية قامت على الإسلام وطبقت شريعته، وقادتها يحكمون بالعدل، وشعبها ملتف حول قيادته، وذلك بإذن الله أقوى الأسباب في مواجهة الإرهاب فيها مؤكداً على وجوب الحذر من الإرهاب وجماعاته، وأن تهتم الأسر ووسائل التربية والإعلام والعلماء بذلك مما يسهم في الأمن والاستقرار مشيداً بجهود رجال الأمن في المملكة وسائلاً الله لهم العون والتوفيق.
وأكد على موقف رابطة العالم الإسلامي الثابت في محاربة الإرهاب وأفكاره المنحرفة في جميع محافلها الدولية والإقليمية وضرورة توعية شباب الأمة الإسلامية من مخاطره، وأكد على ضرورة مساندة علماء الأمة ومفكريها في التصدي للإرهاب وجماعاته ببيان الحق والتحذير من الباطل ومروجيه، وأن الرابطة بكل هيئاتها ومؤسساتها تدعو إلى التعاون مع العلماء وأهل الرأي في معالجة هذه القضايا التي باتت تهدد الأمة ووحدتها.
وأشاد الدكتور التركي بالجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية في مواجهة الإرهاب، ومكافحة هذه الآفة الدخيلة على الإسلام، ودعا الله العلي القديـر أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو ولي ولي العهد، وأن ينصر بهم دينه وأن يحمي المملكة العربية السعودية وبلاد المسلمين كافة من فتن الإرهاب ومن شرور الخارجين عن هدي الإسلام وتعاليمه.