شارك مختصين من أمانة المنطقة الشرقية برئاسة معالي امين المنطقة الشرقية المهندس فهد بن محمد الجبير، بورقة عمل بعنوان ( بناء الشراكات في التطوير الحضري تجربة مدينة نصف القمر ). وذلك في ملتقى التخطيط الحضري الاول، والذي تنظمه وزارة الشؤون البلدية والقروية، برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز(حفظه الله ورعاه)، والذي يقام في الرياض، تحت شعار “توجهات حديثة في التخطيط الحضري نحو مدن مزدهرة”، خلال الفترة من 20 إلى 22- 06-1437هـ بقاعة الملك فيصل للمؤتمرات بفندق الرياض انتركونتيننتال.
وأوضح مدير عام إدارة العلاقات العامة والاعلام المتحدث الاعلامي بأمانة الشرقية محمد بن عبدالعزيز الصفيان في بيان صحافي. أن ورقة العمل قدمها كلا من مدير عام التخطيط العمراني المهندس مازن بن عادل بخرجي و مدير إدارة الدراسات والتصاميم المهندس زكي بن حسن العمران.
و استعرضت الورقة المقدمة حول المدن الساحلية وأهميتها بالإشارة إلى حاضرة الدمام والتي تعتبر من المناطق الرئيسية بالمملكة التي يرتادها الزوار من داخل المملكة العربية السعودية وخارجها وعليه فقد سعت أمانة المنطقة الشرقية خلال الأعوام الماضية للاهتمام البالغ بكافة المناطق الساحلية وخاصة مدن ومناطق حاضرة الدمام والعمل على تطويرها دعماً لتنشيط الاقتصاد السياحي بالمنطقة وحرصاً على تعزيز مفاهيم الاستدامة في تطوير التخطيط الحضري بحاضرة الدمام والمدن التابعة لأمانة المنطقة الشرقية. وذلك استنادا على الاستراتيجية العمرانية الوطنية للمملكة والتي تهدف بشكل أساسي إلى تحقيق تنمية عمرانية متوازنة وتقليل الفوارق الاقليمية بين مناطق المملكة.
وقال أنه وانطلاقاً من استراتيجية التنمية العمرانية للمنطقة الشرقية قامت أمانة المنطقة الشرقية من خلال الممارسات التخطيطية المختلفة بتعزيز التكامل في الاستعمالات بمدن حاضرة الدمام والقيام بالاستغلال الأمثل للإمكانات السياحية المتميزة بالمناطق الساحلية بها عن طريق عدد من الممارسات بالدراسات التخطيطية الكبرى كالمخطط الاقليمي للمنطقة الشرقية والمخطط شبة الاقليمي لحاضرة الدمام والمخطط الهيكلي لحاضرة الدمام والمخطط الإرشادي لحاضرة الدمام أو مخططات تقسيم الأراضي الواقعة بالمناطق الساحلية.
وتمثلت بعض تلك الممارسات في عدد من التجارب أهمها تخصيص مناطق ترفيهية وسياحية بالمخطط الهيكلي لحاضرة الدمام ومحافظتي القطيف ورأس تنورة وضبط اشتراطات وضوابط انظمة البناء بالمناطق المطلة على السواحل بالمخطط الارشادي بما يسهم في الاستغلال الأمثل للإمكانات السياحية لتلك المناطق ورسم حدود التنمية من جهة الساحل من خلال اعتماد المسارات النهائية للردم والتجريف لساحل الخليج, والعمل على توفير البيئة العمرانية المستدامة والمتميزة بمخططات تقسيم الأراضي المطلة على الساحل سواء المخططات الخاصة أو العائدة للأمانة والتي تقوم الامانة بإعدادها واعتمادها من خلال التنوع والتكامل في استعمالات الأراضي والذي يعزز الدور الوظيفي لها و قيام الأمانة بتصميم وتنفيذ العديد من الواجهات البحرية المميزة بكافة المدن الساحلية بالمنطقة وخاصة حاضرة الدمام والتي توفر مساحات شاسعة من المناطق الخضراء والمساحات المفتوحة والساحات والميادين التي تقام بها المهرجانات والمناسبات الوطنية السنوية كما تحتوي على مسارات مخصصة لرياضة المشي وأخرى للدراجات بالإضافة إلى ملاعب الأطفال والمراكز الترفيهية والاستثمارية.
وقد تم التركيز في ورقة العمل على مشروع مدينة نصف القمر المطلة على شاطئ نصف القمر والذي يتسم بوفرة الامكانات الداعمة لإحداث وتفعيل تنمية شاملة واعدة ومتكاملة انطلاقاً من خصائصها الطبيعية التي تضفي اليها مقومات سياحية متميزة تساعد على قيام العديد من الأنشطة السياحية والترفيهية والتجارية والثقافية والتعليمية والصحية المرتبطة بالدور السياحي الرائد للمنطقة و تدعمه ليس على مستوى المنطقة فقط بل على مستوى مجموعة دول الجوار وكذلك المستويين الوطني والاقليمي.
وأكد أن المنطقة تحتل موقعا متميزاً للامتداد العمراني غير التقليدي لحاضرة الدمام حيث يمكن للمنطقة أن تشكل مدينة نموذجية متكاملة مستقلة يمكنها الاعتماد على نفسها في الخدمات والأنشطة المختلفة وتشكل نمطاً مختلفاً للامتداد العمراني عما هو واقع بمنطقتي غرب الدمام وجنوب الخبر (منطقة العزيزية) مما يمنح المنطقة التكامل الوظيفي اللازم لمدن حاضرة الدمام من حيث الأنشطة الرئيسية لكل مدينة.
وذكر أن ورقة العمل استعرضت رؤية الأمانة لمنطقة شاطئ نصف القمر والتي تتمثل في إنشاء مدينة جديدة ذات مفهوم متطور بالمقاييس العالمية وقادرة على الاستمرارية من خلال توفير جميع نواحي الحياة، العيش – التعليم – الترفيه – العمل، مع احترام التقاليد والعادات الاسلامية والمحلية والتكامل مع البيئة المحيطة وفقا لاستراتيجية التخطيط المستدام المتبعة في أمانة المنطقة الشرقية.
كما تم استعراض البدائل التخطيطية للمخطط العام لشاطئ نصف القمر والتركيز على شرح تفاصيل البديل المعتمد بالتركيز على شبكة الطرق والنقل العام وقد تم توضيح برنامج المشروع بشكل مختصر حيث يدعم المشروع السياحة الداخلية بخمين ألف سرير بمنتجعات وفنادق وقرى سياحية وتوفير مناطق ترفيهية كملاعب الجولف والمنتزهات المائية والحدائق المتخصصة وحلبات السباق كما تتكامل المنطقة مع مارينا يتسع لستمائة وخمسين قارباً بالإضافة إلى دعم المنطقة بثمان وثمانين ألف وحدة سكنية وأربعة ونصف المليون من الأمتار المربعة كمناطق تجارية والتي سيتم خدمتها بأحدث وسائل النقل العام ومصادر الطاقة البديلة.
كما تم شرح استراتيجية تنفيذ مشروع مدينة شاطئ نصف القمر من خلال عقد الشراكات بين القطاعين العام والخاص بإنشاء شركات للتنمية والتطوير العمراني للعمل يداً بيد لتحقيق التنمية الحضرية المستهدفة.
وتم تقديم عدد من التوصيات تلخصت في ضرورة إعداد خطة عمل تفصيلية لعملية تطوير شاطئ نصف القمر حسب مراحل التنفيذ يراعى فيها استخدام أنماط الاستثمار وتحقيق الأهداف الاقتصادية والاجتماعية والسياحية والترفيهية والرياضية، بمشاركة القطاع الخاص من خلال شركة تنمية شاطئ نصف القمر وإعداد الهيكل التنظيمي المقترح لشركة تنمية مدينة نصف القمر ، ويستعان في ذلك بمكاتب استشارية متخصصة لإعداد الهيكل التنظيمي ، لائحة تنظيم العمل ، الوصف الوظيفي ، اللائحة المالية ، دليل المراجعة الداخلية والأدلة الإدارية الأخرى الهامة للشركة واستخدام أنماط الاستثمار الخاصة لمشاركة القطاع العام والقطاع الخاص التي يمكن تطبيقها والمتوافقة مع نوع النشاط وعقد الامتياز المناسب.