يهرب بألمه ودموعه بعيدا عن أطفاله الصغار والذي لا يحب أن يروه يبكي من شدة الألم، يذهب من مستشفى إلى آخر كأسير يحتاج رحمة من هذا المرض .لا أمل في موافقة تمنحه مسكناً لتخفيف ألمه ، أو جرعة كيماوي تضعه في غياهب النسيان .
هذا هو حال المواطن بلغيث سويدي السلامي ، مريض سعودي بالسرطان، في الاربعينات من عمره ولديه اطفال، حيث كان يخضع لعدد من جلسات “العلاج الكيماوي” في مستشفى جامعة الملك عبدالعزيز وبعدها تم عمل أشعه وعينات من الورم ، وصعق بقول الطبيب : “ان علاجك لم يعد متوفراً بمستشفى الجامعة” وان عليه ان يذهب لمستشفى الحرس الوطني بجدة او الملك عبدالعزيز او غيره، وتم تزويده بتقرير بهذا الأمر وأغلق ملفه.
وبدأت معاناة “السلامي” بالرغم من رجائه لهم أن يبقى ملفه لتلقي المسكنات على الاقل حتى يتمكن بواسطة أهل الخير من الحصول على موافقة لعلاجه في احد المستشفيات داخل السعودية أو خارجها . ويروى “السلامي” من سكان محافظة القنفذة بمنطقة مكة المكرمة رحلة معاناته هذه مصطحبا أوراقه من مستشفى إلى آخر ، حيث ذهب إلى مستشفى الحرس الوطني بجدة ، ومستشفى الملك عبدالعزيز بجده، ومدينه الملك عبدالله الطبية بمكة ، وكلهم رفضوا جميعا استقباله او حتى اعطاءه مسكن يتلاءم مع حالته ومرضه الذي ينهش في جسمه.
لم يتوقف الأمر هنا ، ليطرق باب ” الهيئة الطبية” ليشرح لهم الحالة وعرض التقرير، وبعد معاناة تم تحويله بصعوبة إلى مدينة الملك عبدالله الطبية بمكة ، وذهب إلى هناك مرة أخرى بالرغم من اشتداد الألم عليه ولكن المستشفى رفض استقبال الحالة بكل برود وبدون تقدير لمعاناته.
ولا زال “السلامي” يبحث عن أمل لألم زاد من اشتداده لانتشار الورم ببطنه. أرهقته المواصلات والمراجعات ، بالإضافة إلى حالته المادية الصعبة أصلا ، وتكبده إيجارات السكن لانجاز مراجعاته في جدة وللأسف لم يجد إلا هذا الرد الجاهز : ” عزيزي مقدم الطلب، نأسف لعدم قبول طلبك للعلاج ، مع تمنياتنا لك بالشفاء”
“السلامي” جمع مبلغا بسيطا خلال وجوده في جدة من هنا وهناك وبتعاون أهل الخير ، وذهب إلى مستشفى خاص بجدة لأخذ “مسكنات” فقط وذلك لعدم قدرته على دفع قيمة الجرعة ليفاجأ بقول الطبيب المختص : “العلاج المذكور بالتقرير لا يتوفر لدينا”.
وطالب “السلامي” بالوقوف معه في ظل ضيق الحال، واليأس من الوضع الصحي والمالي السيء بالإضافة إلى مرض السرطان الذي بدت آثاره واضحة عليه في انتظار الموت أو العلاج .