اصرت معلمة أحيلت للتقاعد في محافظة وادي الدواسر مع نهاية العام الدراسي الماضي ، إلا ان تعود للمدرسة هذا العام مجدداً ، ليس لتعلم طالباتها بالصف التالي الذي انتقلن اليه بنجاح وتفوق ، بل لتسلم عليهن وتشد من أزرهن بالكلمات التحفيزية التشجيعية ، ومن ثم تُقدم لهن جميعاً هدايا خاصة عبارة عن مستلزمات الطالبة طيلة الفصل الدراسي .
لم يقف الأمر عند هذا الحد ، المفاجأة ان البكاء كان سيد الموقف من الطالبات اللواتي أخذن في التمسك بها ، ورفضهن مغادرتها الصف ، حتى ساهمت ومعلمة الصف في تهدئتهن ، والتأكيد لهن انها ستزورهم بين وقت وآخر .
معلمات المدرسة لم يستغربن ذلك الموقف من الطالبات تجاه معلمتهن حيث أكدن انها كانت بمثابة الأم لهن تسمع منهن وتجيب على ما أشكل عليهن ، وتتجاوب معهن ، وتحرص على افهامهن ، تعاملهم باللطف والين ، واظهار البشاشة وسهولة الجانب ، والبعد عن الحدة والشدة والعتاب والغضب .
أحدى مشرفات تلك المعلمة أكدت انه بتقاعدها المبكر تكون الأسرة التعليمية والاسر التي لديها طالبات لدى تلك المعلمة قد خسرن معلمة قدوة حسنة في البناء والتربية ، قد تركت أثراً طيباً في كل طالباتها اللواتي سبقن وان تعلمن على يديها حتى تركت بصماتها وطابعها على شخصية طالباتها .
المعلمة جزواء الدوسري معلمة الصف الثاني الابتدائي بمدرسة الرويساء نموذج للمعلمة التي يمكن ان تسمى إحدى ركائز عجلة دوران النهضة التعليمية في الاتجاه الصحيح .