تعيش العملية التسويقية تطوراً مستمراً عبر الأزمنة، ويستفيد متخصصوها من جميع الإمكانات والتقنيات الممكنة خصوصاً الحديثة منها، لتقديم خدمة التسويق بشكلٍ يضمن للسلعة المسوقة رواجاً أوسع.
وجاءت الفكرة التسويقية للطالبة في جامعة الملك سعود بقسم برمجة الحاسب آلي دلال بن طالب المتمثلة في مشروعها “fashion truck” أو “عربة الموضة”، لتشكل واحدة من الأساليب التسويقية المبتكرة باعتمادها على عربة متنقلة تحتوي على كل ما تحتاجه المرأة من ملبوسات وإكسسوارات وأحذية وحقائب وعطورات، وتقدم خدمتها للكثير من فئات المجتمع، لاسيما أولئك الذين لا يمتلكون وسيلة مواصلات، أو الأشخاص ذوي الإعاقة، والمسنات.
وأكدت دلال بن طالب أن العربة المتنقلة تتيح التسوق براحة وخصوصية تامتين، وتجربة جميع القطع وشراء ما ترغب بأسعار في متناول الجميع وذات جودة عالية ومتوفرة على مدار السنة.
وبيّنت بن طالب أنها استوحت الفكرة من عربة المأكولات المتنقلة والمنتشرة، والتي تحظى بإقبال السيدات والفتيات عليها بشكل كبير، مؤكدة أن العمل الحر يعطي دافعًا أكبر نحو الانطلاق والنهوض بالمجتمع، مشيرةً إلى الدعم الكبير الذي تجده المرأة السعودية من قيادة بلادنا – أيدها الله -، ما أسهم في تحقيقها الريادة والتميز في كثير من المجالات.
وأوضحت أن فكرتها أتاحت الفرصة في لدعم المصممات السعوديات أو صاحبات المشاريع المتوسطة والصغيرة والأسر المنتجة من خلال تخصيص مساحة للعرض بسعر رمزي كبداية التعريف عن منتجاتهن والدخول لسوق العمل.
وعن كيفية توفير متطلبات المشترين فإن بن طالب تقوم بطرح تساؤلات عن ذوق المشترية وما تحتاجه ليتم توفير ما ترغب به قبل التوجه بالعربة، مرجعة سبب إقبال الطلب عليها “رضاها لمشروعها” بعد توفيق الله إلى كثرة العلاقات الاجتماعية فهو أكبر داعم للنجاح بأي مشروع كما أن دعم الأسرة وتشجيع الأقارب والصديقات كان دافعاً للإصرار على تنفيذ مثل هذه الفكرة، وانطلاق العربة، حيث لمست مساعدتهم في اختيار السيارة وتصميمها من الخارج والداخل وهو ما لاقى استحسان الجميع.
وعن بداية مشروعها بينت بن طالب أن المشروع انطلق قبل ثلاثة أشهر، ووجدت إقبال الناس على فكرتها ودعمها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، موجهة نصيحة لصاحبات المشاريع الصغيرة بأن كل ما عليهن تثقف أنفسهن بالانخراط في دورات بسيطة عن كيفية دراسة الجدوى وتطوير الذات، كما ينبغي أن يكون لدى الواحدة منهن دراية عن أبرز الصعوبات التي ستواجهها وكيفية تخطيها ثم التحلي بالصبر بعد إطلاق مشروعها والمثابرة والتروي حتى تنجح وألا تصاب باليأس خلال البدايات المتعثرة، فكل المشاريع تحتاج لوقت حتى تنهض وتنجح، موجهة رسالة لكل فتاة أو أنثى تطمح في أن يكون لديها مشروعاً تجارياً: اصنعي شيئاً مختلفاً من ذاتك وتعلمي وحاولي وابتكري لتنجحي، ولا تبقى في مكانك منتظرةً النجاح وتصفقي للناجحين، فالفرص الحقيقية بين ثنايا الصعاب.
واختتمت بالتأكيد أنها تعمل على توسيع فكرتها مستقبلًا بتوفير عربة خاصة بمستلزمات الطفل، متمنية أن تكون من رائدات الأعمال السعوديات في السنوات القادمة لأن رؤية المملكة 2030 هي دافع لكل سيدة تتمنى أن تصل إلى التميز.