لم نكن في المملكة يوما مخادعين لأحد ولم نتعامل مع الحلفاء والاصدقاء بغير المبادئ الانسانية والاخلاقية قبل ان نستخدم اساليب السياسية ومتطلباتها. ومع الولايات المتحدة الأمريكية تحديدا كنا الأكثر وضوحا خلال مسيرة طويلة من العلاقات الاستراتيجية التي تخدم البلدين والمنطقة والعالم. لكن نعترف اننا اسأنا التقدير في عدم توقع ان النظام السياسي الاميركي سيصبح فجأة بلا اخلاق وبلا مبادئ أو قيم تعتمد بحدها الادنى على المصالح المشتركة. فما الذي حدث بعد أن قامت عاصفة الحزم وقبلها اشتعال الأزمة السورية وتعاظم الارهاب الايراني وهو المحرك الرئيس لكل مصائب المنطقة؟ فجأة انكشف الغطاء عن السياسة الامريكية القذرة التي وجدت لها في دين الخميني اللاهوتي فرصة لمحاولة تخريب اوضاع دول الاسلام الوسطي الذي يعرفه العالم منذ خمسة عشر قرنا، وتناست اميركا انه دين العالم الاسلامي بدون ايران. إن من يتابع الرئيس باراك حسين اوباما ووزير خارجيته جون كيري يجد انهما كيتيمين شقيين على مائدة اللئيمين مرشد الشيطان خامنئي ووزير خارجيته الكالح ظريف، الى درجة أن الوزير كيري يستلطف برسائله البريدية الالكترونية الخاصة وزير خارجية ثورة ايران الارهابية! وهذا ليس غريبا ومعيبا فحسب بل ومخجل أن تخضع اكبر واغنى دولة عسكرية صناعية في العالم لأكبر دولة ارهابية في العالم تحكم شعب جائع! فهل هذه اميركا التي تدعي رعاية حقوق البشر واحترام الاديان والشعوب!، ستبقى الحقيقة ان العاصفة لو لم تهب بقوة وحزم لبقينا كالعادة نجد لأمريكا الف عذر وعذر، لكنها اي العاصفة فضحت زيف واشنطن ونفاقها وانعدام اخلاق مؤسساتها السياسية الماكرة. فهل يصدق عاقل أن تقوم ثورة ايران الإرهابية بتوجيه ازلامها الحوثيين بإطلاق النيران لثلاث مرات على البوارج الامريكية بالقرب من مضيق باب المندب فتتعامى واشنطن عن ذلك عمدا لعلمها أن ايران هي الفاعل الحقيقي وبعد ايام وبطريقة واسلوب هزلي مضحك يفهمه حتى الاطفال تقصف تلك البوارج بصاروخين موقع للحوثي عبارة عن رادار اعمى وغبي كغباء الادارة الامريكية والبنتاجون ؟!!. والسؤال المهم هل كنا سنفهم حقيقة امريكا تجاهنا كما فهمناها الآن لو لم تقوم عاصفة الحزم ضد الارهابيين عملاء ايران في اليمن؟!!.كلا.. لن نفهما لولا العاصفة التي فضحت كل من في نفسه مرض ،وفي مقدمتهم الكونجرس الامريكي الأرعن وملالي الشر بإيران واحزابها الصفراء.
إن عاصفة الحزم رغم تكاليفها هي مصلحة عظمى للأمة السعودية، ولمن لا يعلم فإن ضمن مخرجاتها الكبرى اننا بأنفسنا سنكتب تاريخ بلادنا والمنطقة من جديد، وسننهض بدولتنا السعودية بعزم وسواعد شبابنا وبناتنا، وسنصبح عما قريب بعون الله نمور اسيوية عربية منطلقة يشار اليها بالبنان ،والواقع والتاريخ هو من سيؤكد ذلك عاجلا ام اجل.
لكل نهضة وطنية قومية كبيرة ثمن مادي غالي وعرق ودم وهانحن ندفع ذلك كله لننهض بقوة.
02/11/2016 1:25 م
تعلمنا الدرس يا أميركا!
(0)(0)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://alraynews.net/6303095.htm
التعليقات 5
5 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
ابويزن
02/11/2016 في 1:49 م[3] رابط التعليق
مقال صريح ومريح لكل مايدور حولنا
وحان الوقت لوضع النقاط على الحروف والحبال امام السيوف
اشكرك يا ابا منصور على هذا المقال الذي قل ّ منه مايقال في اعلامنا الكفيف،،
انت كما علمتنا ولا زلت استاذنا
تمناتي لك بالتوفيق والسداد ،،
(0)
(0)
محمد الاحمري
02/11/2016 في 2:27 م[3] رابط التعليق
1. امريكا لم تكن يوما صديقة لنا ، فهي صديقة لنا حسب مصالحها وحدها فقط.. ومن حب نفسه على حساب اﻵخرين سيكرهونه.
2. امريكا اكبر داعم لﻹرهاب ..فقد اعترفت كلينتون ان امريكا هي من صنعت القاعدة…وهم من صنعو داعش ويحمونهم في العراق..وهم يشاركون وهما مع اﻵخرين في حرب داعش في العراق.
3. امريكا تضحي ببعض مواطنيها من اجل مصالح الحكومة اﻷعلى في اﻹفساد….خططت ودمرت برجي التجارة ..ثم اتهمت اشخاص لا يستطيعون يقودون دبابة على اﻷرض ..فكيف بطائرات؟ …خططوا لغزوا العراق فمهدو له غزو الكويت.
4. كيف بمجموعة جاهلة تهاجم سفن امريكا الحربية المتطورة…انها لعبة قذرة.
5. يجب التعامل مع امريكا بتبادل المصالح المشتركة للطرفين ، وليس لطرف دون اﻵخر.والتعامل معها بحذر فلم نعد نثق في مصداقيتها.
واخيرا…ان اﻹسلام هو دين الله الوحيد الذي ارسل الله جميع الرسل وانزل جميع الكتب لتدعو اليه كآفة الناس بما فيهم مواطني امريكا…فإن سبوا الرسول محمد فهو رسولهم ..وان سبو القرآن فهو كتابهم…ﻷن الرسول والقران كما جاءت في التوراة واﻹنجيل وكما قال تعالى هما يدعون كآفة الناس..فمن آمن فقد اسلم..ومن عصى فقد كفر…هذا حكم الله وليس حكمنا..
والمملكة تدافع عن قبلة المسلمين في جميع انحاء العالم…واننا ندعو من لم يسلم ليدخل في دين الله وليكون اخونا في اﻹسلام.
(0)
(0)
ابو انس
03/11/2016 في 7:21 ص[3] رابط التعليق
جزاك الله خيرا ابو منصور
كلام جريء في وقت مهم جدا للتوضيح وازالة كل الحجب لتظهر الحقيقة التي يظنها البعض انها مرة ولكن وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خيرا لكم
ولنعلم ان رضى اليهود والنصارى عنا معناه اننا ابتعدنا عن دين الله وما ظهر من عداءهم لنا الان فهو نعمة ورحمة لنا ليبين لنا اننا على حق وان دين المجوس موافقا لملتهم وهذا المعنى الذي قصدته يظهر في قول ابن جرير رحمه الله عند تفسيره لقول الله جل ثناؤه ” ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ” وليست اليهود يا محمد ولا النصارى براضية عنك أبدا فدع طلب ما يرضيهم ويوافقهم وأقبل على طلب رضا الله في دعائهم إلى ما بعثك الله به من الحق وقوله تعالى ” قل إن هدى الله هو الهدى ” أي قل يا محمد إن هدى الله الذي بعثني به هو الهدى يعني هو الدين المستقيم الصحيح الكامل الشامل
https://m.youtube.com/watch?v=PSjct1gKOk0
(0)
(0)
محمد الجـــــــابري
04/11/2016 في 7:48 م[3] رابط التعليق
تقاعدك لم يثنيك عن متابعة هموم الوطن!! ادعو الله ان يمدك بطول الاجل على طاعته…
ابا منصور عالم اليوم غير عالم الامس..ونرى دول تكبر وتحالفات وكيانات تتالف ودول اخرى تختفي وفوضى عارمه على نطاق الكره الارضيه..لذلك لابد من توطين الصناعات العسكريه الثقيله والنوعيه مهما كلفنا ذلك من جهد ومال والبدء بالتدريب اللالزامي لكافة شباب المملكة..تحياتي
(0)
(0)
ابو مشعل
09/11/2016 في 2:25 ص[3] رابط التعليق
نشكرك على طرحك وخبرتك في العمق الاسترتيجي لوضع امريكا ودولتنا التى دائما تقف مع العالم وحتى امريكا وهي سباقه بهذا الشأن..
الا تلاحظ الاسم لي والد اوباما فهو مسلم ولكن من طائفه الروافض ومطلع بشكل كبير ع الاسلام وطوائفه ف لهذا لا تستعجب من الرئيس الامريكي يضع يده مع ايران وجد انها فرصه لتخريب البلدان الاسلاميه وبالاخص العربيه وتنفيذ مخططهم لتقسم وتضعيف دول المنطقه ومنها تعزيز وتأمين الكيان الصهيوني واشاره على ذلك اشغال الامه الاسلاميه والعالم بداعش والقاعده والحشد الشيعي بالعراق لكي يتسني للعرب والاكراد اليهود المستوطنين في اسرائيل للشراء اراضي بالعراق ليحققوا مطامعهم اسرائيل الكبرى التى يرونها حق مشروع لهم وانها ارضيهم المسلوبه منهم .
(0)
(0)