بدء مزارعو النخيل في محافظة وادي الدواسر تلقيح نخيلهم مبكراً بعد أن تقدم عن موعده المعتاد بأكثر من شهر كامل ، وهو مايؤكده الباحث في مجال الزراعة والنباتات ، والخبير الزراعي حميد بن مبارك الدوسري، الذي أشار الى ان ذلك الأمر سوف يسبب مشكلات كثيرة للمزارعين ، من اهمها طول موسم اللقاح ، والذي قد يستمر 3 اشهر ، وسيكون مرهقاً للمزارعين والعمالة فبدلاً من صعود النخلة مرتين او ثلاث مرات سيستمر في صعودها اكثر من ذلك لاستمرار النخلة في الحمل ، منبهاً الى أن اكثر النخيل سوف ” يخلف ” بمعنى الحمل مرة أخرى وقت طلوع الثريا ، وهي ثمرة لايستفاد منها لعدم وجود لقاح جيد في ذلك الوقت وبالتالي عدم صلاح الثمرة في أغلب الاحيان ، واوضح أن الفحول ايضاً سوف تخلف مثل النخل ،والفرق بين ” خلفته ” وخلفة النخل أنه اذا اخلف لايكون فيه دقيق اللقاح ، ويتحول ثمره الى مايعرف ” بالشيص ” .
ويشير المزارع محمد آل مهنا الى أن الأيام القادمة بمشيئة الله قد تشهد أمطاراً ورياح رطبة خفيفة كما يتوقع خبراء الارصاد ،وهذا امر محمود للمزارعين ، لما تسببه تلك الأمطار الخفيفة والرياح من أهمية في نقل حبوب اللقاح بين طوالع النخيل ، ولما تقوم به الأمطار من غسل للنخيل بكافة ماتحتويه من جريد وسعف وليف وجذوع ، وهو مايساعد ايضاً في طرد بعض الحشرات الضارة بالنخيل .
ويؤكد لنا المزارع مبارك عبدالرحمن الخنجري أنه يمكن بمشيئة الله تجاوز اية مشاكل في تبكير الموسم متى أحسن المزارعون التعامل بالطريقة الصحيحة مع اللقاح، ودون الاعتماد على العمالة الغير خبيرة في انواع النخيل ، التي قد تلقح النخلة وهي لم يحن موعد لقاحها ، أو يؤخر عملية لقاحها ليكون صعوده للنخلة مرة واحدة بعد ان يفلق حملها جميعاً ، أو يزيد اللقاح لنوع من النخيل لايرغب الزيادة ، او العكس ، او يستخدم لقاح غير جيد ,وهكذا ، مبيناً أن بالمحافظة انواع من النخيل لاتحتاج الى كميات كبيرة من اللقاح ومن أشهرها السري الذي يصنف انه المنتوج الأول بالمحافظة ، وكذلك خلاص الوادي ، والمكفزي والصقعي فيما يحتاج نخيل الخشخاش والبرحي والنبوت والسكري كمية اكبر من غيره ، مبيناً أن تأخير اللقاح ، او سواء التلقيح يحول الثمرة الى ” شيص ” وهو مايعرف بانقسام الثمرة الى ثلاثة او اربعة اقسام برؤوس مدببة ، ويُعرف النحويون ” الشيص ” بأنه فساد التمر ، أو الحمل الرديء لعدم تلقيحها ، أو لسوء تأبيرها ، ويرى الخنجري أنه أن تعرضت المحافظة الى أمطار غزيرة فقد تتسبب في اضرار لعملية التلقيح ، كما يرى التلقيح مع وجود الشمس افضل منه من دونها .
وقد عمد المزارعون في السنوات الأخيرة الى ” جذ ” جزء من الطوالع يصل الى الثلث واحياناً النصف ، وذلك من وسطه ، رغبة منهم أن يكون حجم الثمر اكبر ، في انواع معينة من النخيل كالخلاص بأنواعه ، وأم قميعة ، والشيشي ، والشبيبي .
وكان المزارعون بالمحافظة في السابق يساعدون بعضهم في تلقيح النخيل كما يذكر لنا المزارع حمد محمد الدوسري ، وكانوا يوفرون اللقاح لبعضهم ، الا ان الوضع كما يقول قد تغير فأصبح الاعتماد على العمالة اكثر من ذي قبل ، ولم يعد اللقاح متوفر كالسابق ، حتى ان بعض المزارعين يجلبه من المحافظات المجاورة ، فيما يقوم البعض بجلبه الى اسواق المحافظة وبيعه حيث تتراوح اسعار الطلع الواحد من ” الفحال ” مابين 50 الى 30 ريالاً ، وربما عمد بعضهم الى حفظه بالثلاجة وهو مايعرف بالوليع أو الثلة أو الأغيرض ، بعد ان يُخرج من الغلاف الخاص به والمعروف بالجفير أو الجفن .