بشرق آسيا وتحديدا في اندونيسيا وماليزيا ينظرون الى السعودية وشعبها بقداسة عالية، وقد يكون من الصعب علينا أن نتقمص حقيقة مشاعرهم الفياضة بالولاء والتقدير تجاهنا في المملكة، وقد تجلت تلك المشاعر في أبهى صورها وأجمل حللها هذه الأيام التي يزور فيها ملكنا الحكيم سلمان بن عبدالعزيز اندونيسيا كأكبر دولة اسلامية بعدد السكان(260 مليون نسمة) وقبلها زار ماليزيا(30 مليون نسمة) ثم بروناي، وقد تابعت المنطقة والعالم بإعجاب مواقف وعواطف تلك الشعوب إبتداءً بالرئيس الاندونيسي وقبله الملك الماليزي ثم سلطان بروناي وصولاً الى المواطن العادي في تلك الدول الثلاث وهم يستقبلون الملك سلمان بشكل استثنائي وفريد اظهروا خلالها عواطفهم الجياشة محبة لهذه البلاد، ومعهم كل الحق، فضيفهم الكبير يرون في زيارته حدث فريد، ويرون فيه الملك العربي المسلم الأمين على الكعبة المشرفة وخادم الحرمين، ويعتبرونه قائدهم الاسلامي الأول ،ويرون انه المؤتمن على حفظ إرث الرسول العظيم في مكة والمدينة بكل ما يمثله ذلك من القيم والمبادئ والتاريخ والتراث الاسلامي الخالد. إن تلك الشعوب الإسلامية التي هي عمقنا الاسلامي تنظر الينا نحن أهل هذه البلاد كأحفاد للصحابة وكَسَدَنَة للكعبة وحراساً لمثوى رسول الله، وقلوبهم تهفوا دوماً الى بلادنا ومواطنيها لإعتقادهم أن الله اختصنا بشرف إختيار الرسول العربي محمد صلى الله عليه وسلم من أرضنا، وهم يعتقدون أن الله أكرمنا بنزول جبريل الأمين من السماء على روابينا لمدة ثلاث وعشرين سنة ومعه القرآن بلغتنا ليصل الى كل بيت من بيوتهم.، إنهم يحترموننا لكل تلك الأسباب ولغيرها مما تُكنه نفوسهم الطيبة، وقد تابعت المنطقة مظاهر الود العميق خلال استقبالهم للملك سلمان وشاهدهم العالم وهم يلتقطون معه الصور بعفوية ويعتبرونها لحظات روحانية، وإزاء تلك المواقف الرائعة فإن واجبنا كمواطنين ومسؤولين سعوديين أن نتحمل مسؤولياتنا الكبرى تجاه بلادنا التي تقدسها وتُجلها شعوب وحكومات تلك الدول ويعتبرون ابناءها أحفاد الصحابة وحُراس الحرمين، ومن البديهي والحال كذلك أن نكون عند حسن ظنهم بنا وأن لا نسيء لجالياتهم العاملة لدينا ولا نعاملهم بعكس مبادئ ديننا وخُلق نبينا العظيم، كما أنه من غير الإنصاف ان يتعالى البعض من مجتمعنا على فقراء مساكين من شعوب اسلامية فتحت قلوبها وأسوارها لإستقبال رسالتنا السماوية ولغتنا العربية التي حملها اليهم تجار العرب بجهود الحضارم الأمناء.
لنتذكر مرة أخرى انه خلال زيارة ملكنا لدول شرق اسيا الاسلامية فليس عادياً أن يتنحى جانباً عن مائدة العشاء الرئيس الاندونيسي بعفوية ليفتح كاميرا هاتفه ويطلب من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان أن يتحدث الى الشعب الاندونيسي!، وليس معتاداً أن يلتقط رئيس وزراء ماليزيا بنفسه صورة (سلفي) وهو يرافق الملك سلمان بسيارته،ولم يحدث قط أن حاصر اعضاء برلمان اندونيسيا ضيفاً كما فعلوا مع الملك سلمان لإلتقاط الصور التذكارية معه، ولم يسبق أن يأتي رئيس سابق لأندونيسيا ومعه عائلته الى القصر الجمهوري وهو خارج الحكم لتسجيل ذكرى الوقوف بجانب الملك سلمان. إذاً هي زيارة ذات ابعاد استراتيجية كبيرة هدفها خدمة الإسلام والمملكة وأمن المنطقة وتوثيق علاقاتنا بأشقاء كرام يشاركوننا همومنا وقضايانا وفي مقدمتها قضية القدس الشريف بفلسطين وعاصفة الحزم ضد ايران وعملاءها. إن هذه الزيارات وهذه الحفاوة بالمملكة وقائدها سلمان سببت غيضاً وتوتراً لملالي ايران وأحزابهم الخبيثة فزادهم الله غماً وحسرة.
يتمنى المخلصون أن يحترم الجميع بشكل افضل اشقاءنا من جاليات شرق اسيا خاصة من ماليزيا واندونيسيا وبروناي وأن نقدر لهم هذه الحفاوة بملكنا وهذا المحبة والتقدير لبلادنا، فبعض الأقرباء من العرب غدر بنا أو كاد.
05/03/2017 8:45 م
هكذا يرانا المسلمون بشرق آسيا
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://alraynews.net/6331779.htm
التعليقات 5
5 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
محمد الاحمري
05/03/2017 في 10:15 م[3] رابط التعليق
1. هم يروننا غير…والبعض منا يراهم غير.
2. البعض منا يفتقد اننا ابناء قبلة المسلمين….الذي يفترض ان نكون عند عظم المسؤلية ، فنتعامل مع الآخرين بحسن خلق وأمانة مهما كان دينهم مسلمين وغير مسلمين…وان نكون دعاة لهم لدخولهم الاسلام الدين الحق ولو بحسن الخلق وحسن التعامل معهم فقط.
مشاري التركي
05/03/2017 في 10:44 م[3] رابط التعليق
حقيقة هذه المشاعر لمستها شخصيا في ارض اندونيسيا وبروناي انا وعائلتي .. والحق يقال اننا نعامل بأحترام وتقدير منقطع النظير
نفع الله بكم سعادة اللواء
محمد الجـــــــابري
05/03/2017 في 11:18 م[3] رابط التعليق
حتى الان 300 مليون من شعوب جنوب شرق اسيا غمروا مليكنا بالحب والاستقبال الحسن الذي يليق بمقامه حفظه الله ورعاه .. فقد الزمونا كما تفضل جنابك بان نكون عند ظنهم بنا وبقائدنا من خلال المعامله الاسلاميه الحسنة لجاليات تلك الدول التي شرفتنا بالاحتفال بمليك العرب والمسلمين بينهم وعلى اراضيهم.. ثم انها من اجمل الفرص لبيان خطورة ملالي الضلال والخبث الفارسي تجاه المسلمين ودينهم الحنيف..اللهم احفظ قائدنا وبلادنا وجيشنا وشعبنا بحفظك وانصرنا على عدوك وعدونا انك نعم المولى ونعم النصير.. تحياتي ابا منصور
ابن طريب
06/03/2017 في 12:16 ص[3] رابط التعليق
مقال في قمت الابداع وكل ماسبق من كتاباتك ابداع والى الامام وياليت كل من يكتب في هذه الصحيفه يتبع نهجك الصالح بعيد من التهكمات في البشريه
ابو سعود
09/03/2017 في 9:05 ص[3] رابط التعليق
قوم اعزهم الله بالاسلام .
مقال فيه إبداع ويمس أهمية التواصل بين الدول الإسلامية لزيادة الترابط الشامل حكومات وشعوب وأنشطة .